هوكستاين يستعد لجولات مكوكية بين بيروت وتل أبيب لفض النزاع الحدودي - مصدر لسبوتنيك

هوكستاين يستعد لجولات مكوكية بين بيروت وتل أبيب لفض النزاع الحدودي - مصدر لسبوتنيك

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 20 اكتوبر 2021ء) كشف مصدر دبلوماسي لبناني مطلع أن آموس هوكستاين، كبير مستشاري وزارة الخارجية الأميركية لأمن الطاقة والوسيط الجديد في عملية التفاوض غير المباشر في شأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان وإسرائيل، أبلغ الجانب اللبناني تصوراً أميركياً لإعادة استئناف مفاوضات الناقورة بين الجانبين برعاية واشنطن وبحضور الأمم المتحدة.

وقال المصدر، لـ "سبوتنيك"، إن هوكستاين "عرض تصوره خلال سلسلة اجتماعات عقدها في العاصمة اللبنانية اليوم الأربعاء مع كل من الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب وقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، بحضور السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا"​​​.

(تستمر)

وباستثناء الخبر الذي عمّمه مكتب بري عن اللقاء وجاء فيه أنه جرى خلال اللقاء مع هوكستاين "تأكيد اتفاق الإطار الذي أُعلن في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي"، بدا واضحاً حرص جميع المراجع الرسمية اللبنانية على عدم إصدار أية مواقف باستثناء ما قاله بري من "أننا أمام فرصة جديدة لاستئناف المفاوضات في الناقورة مع المساعي الأميركية الجديدة التي تبذل في هذا الإطار".

وقال المصدر الدبلوماسي اللبناني لـ"سبوتنيك" إنها المرة الأولى التي نشهد فيها توحيد الموقف الرسمي اللبناني حول قضية ترسيم الحدود، ذلك أن المشاورات التي سبقت وصول الموفد الأميركي أرست مجموعة قواعد لبنانية، وذلك في محاولة واضحة لتفادي أي انقسام يمكن أن يستفيد منه الجانب الإسرائيلي.

ولاحظ المصدر أن هوكستاين "أكد حرص بلاده على لعب دور الوسيط وطرح أسئلة محددة وكان مستمعاً إلى حد كبير".

وأضاف أن كل الأطياف اللبنانية "رسمت سقفاً بعدم التنازل عن ذرة واحدة من بحر لبنان وثرواته الغازية، وهذا يعني أن الخط 23 هو أقصى تنازل يمكن أن يقدمه لبنان".

وكشف المصدر أن حزب الله جرت مراجعته من قبل الحكومة اللبنانية حول موقفه من قضية الحدود البحرية وكان جواب قيادته أن ما تقبل به الحكومة اللبنانية مجتمعة "نقبل به ولكن لسنا معنيين بترسيم حدود بحرية أو برية لأننا في الأصل لا نعترف بدولة إسرائيل".

وحسب المصدر نفسه، قال هوكستاين إنه سيتوجه من بيروت إلى تل أبيب مباشرة، وهناك سيستمع إلى وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية بقيادة نفتالي بينيت، ومن بعدها يعود إلى واشنطن حيث سيقرر اتباع خارطة طريق جديدة أساسها القيام بجولات مكوكية بين بيروت وتل أبيب، وتعهد بعدم عقد جولة جديدة من جولات مفاوضات الناقورة إلا بعد التوصل إلى نواة اتفاق وليس لأجل تكرار تجربة المفاوضات غير المباشرة التي أثبتت فشلها في المرحلة السابقة.

وكشف المصدر الدبلوماسي اللبناني أن الحكومة اللبنانية حددت توجها يقضي بالتوصل إلى اتفاق على أساس المصالح والحدود وليس الخطوط، وهذا الأمر من شأنه أن يُسقط كل الخطوط التي طرحها الجانبان الإسرائيلي واللبناني وأن يحاولا تحديد مسار حدودي جديد (خط بحري متعرج)، بحيث تنتفي شراكة الجانبين في أي حقل من الحقول.

وقال المصدر اللبناني إن أهمية التحرك الأميركي أنه يتقاطع هذه المرة مع إرادة لبنانية وإسرائيلية بالتوصل إلى اتفاق بين الجانبين.

الجدير ذكره أنه قبيل قدوم هوكستاين إلى لبنان، زارت نائبة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند العاصمة اللبنانية بيروت، يوم الخميس الماضي، ونقلت عن الجانب الإسرائيلي إرادته بالتوصل إلى اتفاق حول الحدود البحرية مع لبنان، وأن أي مفاوضات محتملة "سيخوضها الوفد الإسرائيلي المفاوض بنوايا إيجابية".

وتعكس زيارتا نولاند وهوكستاين وزيارة وفد من وزارة الخزانة الأميركية بشكل متتالي بداية اهتمام أميركي بلبنان، بعدما كان فريق الإدارة الأميركية السابقة قد قرر إهماله وجعل العقوبات ركيزة تعامله مع الوضع اللبناني.

وعقدت خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة منذ تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، في مقر القوات الدولية "يونيفيل" في منطقة رأس الناقورة جنوبي لبنان، إلا أن المفاوضات تم تعليقها بسبب خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.

وجدير بالذكر أن ترسيم الحدود البحرية يشكل أهمية بالغة للبنان لتسهيل عملية استكشاف الموارد النفطية في مياهه الإقليمية، للمساعدة في حل أزمته الاقتصادية.

أفكارك وتعليقاتك