سفير سوريا غير المقيم في أنقرة لسبوتنيك: إدلب ستكون المعركة الحاسمة المقبلة للجيش السوري

سفير سوريا غير المقيم في أنقرة لسبوتنيك: إدلب ستكون المعركة الحاسمة المقبلة للجيش السوري

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 21 اكتوبر 2021ء) محمد معروف. كشف سفير سوريا غير المقيم لدى أنقرة، نضال قبلان، اليوم الخميس، أن "هنالك معلومات وإحداثيات على الأرض تشير إلى أن إدلب ستكون المعركة الحاسمة المقبلة بالنسبة للجيش السوري وحلفائه"​​​.

وأضاف السفير قبلان لوكالة "سبوتنيك": "في السياسة الدولية الكل يحاول أن يرقص على الحبال. العلاقة المتوترة والسيئة بين أردوغان وأميركا دفعته باتجاه روسيا".

واعتبر السفير قبلان أن " مشكلة أردوغان في أن لا أحد يثق به وبوعوده داخلياً".

وقال " إردوغان لم يكتف فقط بعدم الالتزام باتفاقية سوتشي، نحو عامين، بل هو خرق اتفاقيات وتفاهمات أخرى مع جميع الأطراف تقريباً، سواء بما يخص "م 4 وم 5" والفصل بين الجماعات الإرهابية المسلحة، وغير ذلك من نقاط عسكرية باتت ملاذا للإرهابيين والعصابات المسلحة.

(تستمر)

وتركيا تحتل أراض سورية وعليها أن تسحب قواتها باتفاق أو دون اتفاق ".

وأعرب السفير قبلان عن اعتقاده بأن "الجميع يحاولون تجنب نشوب صراع عسكري كبير قد يتطور إلى حرب إقليمية كبرى لا مصلحة لأحد فيها، ولكن إذا لم يتقيد أردوغان بالاتفاقيات مع الروس وإذا واصل سياساته على الأرض، أعتقد بأننا سنشهد نزالاً عسكرياً كبيرًا في إدلب وشرق الفرات خلال الأسابيع والأشهر القادمة".

وأضاف السفير قبلان: "حسب ما سرب عن القمة الروسية التركية التي جرت مؤخراً في سوتشي، يشير إلى أن الرئيس الروسي طلب من أردوغان التحضير لسحب قواته من إدلب خلال شهور وكحد أقصى خلال الصيف القادم".

وحول سبب طلب الرئيس التركي أردوغان من البرلمان التركي تمديد العمليات العسكرية خارج الحدود التركية لمدة عامين، قال سفير سوريا غير المقيم لدى أنقرة "سبق لأردوغان أن طلب من البرلمان تمديد عمل قواته في مالي وأفريقيا الوسطى، ومن ثم تقدم بطلب تمديد عمل قواته في الخارج وتحديداً في سوريا والعراق".

وأضاف "اللافت أنه طلب تمديداً لمدة عامين وليس عاماً واحداً كما جرت العادة. من الواضح أن هنالك خططاً وتفكيرًا على المدى المتوسط بالنسبة للحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية الحاكم ولأردوغان شخصيًا، هو طبعا يتذرع بأن الحدود البالغ طولها أكثر من 930 كم بين تركيا وسوريا والحدود التركية العراقية لا تزال فيها مناطق، حسب زعمه، تشكل تهديدا للأمن القومي التركي. لكن هذه الذريعة باتت ممجوجة ومفضوحة".

السفير قبلان قال إن "أردوغان أيضاً، يتذرع بالهجوم الذي شنته منظمة "حزب العمال الكردستاني" الانفصالية التي تصنفها تركيا تنظيما إرهابيا، وتقول إنها ذراع أو امتداد لحزب العمال الكردستاني هجوماً ضد القوات التركية وقتلت فيه شرطيين تركيين داخل الأراضي السورية مؤخرً،ا . ويقول إن هذا التهديد والنزعة الانفصالية للفصائل الكردية لا تزال تشكل تهديدا جديا للأمن القومي التركي. وهذه الذريعة يسعى من خلالها أردوغان إلى حشد أكبر تأييد ممكن لطلبه تمديد عمل قواته بالخارج، لكن أعتقد أن الموضوع يتعلق بالنهج التركي والتدخلات التركية المتشعبة من أذربيجان إلى

ليبيا وسوريا والعراق، وبالتالي هي تكشف نوايا أردوغان خلال العامين المقبلين للمزيد من التدخلات العسكرية، وهو سبق أن هدد في الآونة الأخيرة بالاستعداد لعملية عسكرية جديدة ضد الأكراد في سوريا".

وعن تصريحات الحكومة التركية مؤخراً، حول أن الحرب في ليبيا وسوريا هو لتحقيق الاستقرار على الأرض، علق السفير السوري غير المقيم في أنقرة بالقول، إن "هذه هي العثمانية الجديدة والنزعة التوسعية. كيف لك أن تحارب في ليبيا من أجل استقرار تركيا وكيف تحتل أراض في سوريا وقبل ذلك في العراق، وأنت تزعم بأن ذلك لحماية الأمن القومي التركي" .

وأضاف "إذا كان الأمن القومي التركي لا يتوافر إلا باحتلال أراضي الغير ودعم الجماعات الإرهابية التي تقتل المدنيين والعسكريين. تركيا هي الداعم الرئيسي لهذه التنظيمات الإرهابية".

وقال، إن "عنوان الأمن القومي التركي هي عبارة عن مشجب تعلق عليه تركيا جميع سياساتها العدوانية التوسعية التي باتت مفضوحة. على تركيا أن تعي حجمها وعلى أردوغان أن يدرك أن عصر السلطنات قد ذهب إلى غير رجعة. وإذا كانت تركيا حريصة على أمنها القومي فالأجدر بها أن تنسق مع سوريا والعراق ودول الجوار كما كان الأمر قبل الحرب على سوريا بما في ذلك وضمان أمن الحدود والتنسيق الأمني والعسكري لضبط أي أنشطة إرهابية" .

ورأى السفير قبلان أن " حكومة العدالة والتنمية وأردوغان شخصياً، قاموا باستعداء دول الجوار والعالم".

وقال "وهم السلطنة هو ورطة دخل بها أردوغان وحزبه ولا يعرفان كيف يخرجان منها سوى بمزيد من التورط .الاستمرار بهذا النهج كارثة والتراجع عنه يعني سقوطه أمام الأتراك الذين يدفعون أثماناً سياسية واقتصادية لهذه السياسات العدوانية. مصداقية أردوغان هي صفر مع كل من تعامل معه. وما يقوله شيء وما يفعله شيء آخر".

ووصف سفير سوريا غير المقيم، الوضع في تركيا بالخطير إلى حد كبير بالنسبة لحزب العدالة والتنمية". وقال إن "أردوغان جاء إلى الحكم عن طريق الأموال والاستثمارات ودعم ورفع جاهزية الاقتصاد التركي. قبل الحرب على سوريا كان الدولار حوالي ليرة ونصف ليرة تركية، اليوم حوالي 10 ليرات أي هناك تدهور حوالي 85 بالمئة، وبالتالي الاقتصاد التركي يعاني والاستثمارات خفت إلى حد كبير ولولا ضخ المليارات القطرية وبعض الأموال الخليجية في عصب الاقتصاد التركي لكنا شهدنا انهياراً أسرع . بورصة إسطنبول أغلفت أكثر من مرة وخسرت المليارات والكثير من المصانع شبه متوقفة والمنا�

�ق الحدودية فيها شبه شلل اقتصادي مع سوريا بشكل خاص، والتي كانت تعتاش من تدفق التجارة البينية وتبادل البضائع والحركة السياحية. وبالتالي على تركيا مراجعة سياساتها بشكل جدي وإلا فإنها أمام أزمة كبيرة".

أفكارك وتعليقاتك