شبكات التهريب تنقل اللاجئين من الشرق الأوسط بطائرات خاصة من دبي إلى بيلاروس – لاجئ

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 11 نوفمبر 2021ء) أفاد لاجئ يمني على الحدود البيلاروسية البولندية، أن هناك العديد من شبكات المهربين داخل بيلاروس وبولندا تقوم بتهيئة الظروف للاجئين وتسهيل عبورهم من الشرق الأوسط إلى ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى استئجار هذه الشبكات لطائرات خاصة لنقلهم عبر دبي.

وقال اللاجئ في حوار مع وكالة سبوتنيك مع التحفظ على ذكر أسمه حسب طلبه:" توافد اللاجئين إلى الحدود البولندية مستمر منذ فصل الصيف إلا أن ما راءيتموه من حشود في الأيام الأخيرة هو بسبب خروج الكثير من المهاجرين من الغابات وتوجههم بشكل جماعي إلى الحدود نظرا لتدني درجة الحرارة وانقطاع المواد الغذائية وخوفهم من تناقص درجة الحرارة في فصل الشتاء "​​​.

وأضاف بقوله أنه " يوجد الكثير من المهاجرين الذين لا توجد لديهم أي نية للرجوع إلى بلدانهم نظرا للظروف الصعبة التي يعيشونها وانهم لا خيار لديهم إلا العبور إلى أوروباـ للبحث عن حياة كريمة".

(تستمر)

وتابع " يتعرض الكثير من اللاجئين لأزمة وأمراض نتيجة البرد وقلة الطعام، وفي كثير من الأوقات لا نستطيع توفير مياه الشرب داخل الغابات في بيلاروس أو داخل بولندا، وتوجد الكثير من العائلات التي لديها أطفال لا يتحملون هذه الظروف القاسية من قلة مياه الشروب والغذاء وابسط مقومات الحياة، وهذا الأمر لا يشفع لهم أمام رجال الجيش البولندي الذي لا تا خذهم أي رحمة ولا أدنى شعور بالشفقة على هؤلاء الأطفال ".

في سياق متصل تحدث المهاجر أن شبكات التهريب والتي تتكون من جنسيات مختلفة، غير أن أغلبيتها التي تعمل داخل بولندا هي من الجنسيات الأوروبية وخاصة البولندية، تقوم بالتأقلم مع الصعوبات التي تعوق عمليات التهريب، والإجراءات الجديدة التي تتخذها السليطات في بولندا والاتحاد الأوروبي.

وقال في هذا الصدد ، مثلا بعد إيقاف بعض الدول رحلاتها إلى مينسك " تقوم الآن شبكات تهريب اللاجئين باستئجار طائرات خاصة لنقل اللاجئين من دبي بشكل مباشر إلى بيلاروس بعد توقيف بعض الرحلات المباشرة من بعض الدول في الشرق الأوسط إلى بيلاروس، فقد أصحبت لديهم قدرة على التأقلم مع المصاعب طالما يجنون أرباح طائلة ".

ووصف المتحدث لسبوتنيك مسار رحلته إلى مينسك قائلا : "رحلتنا إلى بيلاروس كانت كالاتي: بالبداية لجئنا إلى مكتب سياحي داخل اليمن عمل لنا دعوة من بيلاروس مختمة (موثقة ) من المكتب القنصلي في مينسك، كما قام المكتب أيضا بتأمين حجز فندقي مدفوع وتأمين صحي، بعدها سافرنا إلى مصر ومن ثم سافرنا بالدعوة اللي معنا إلى مطار مينسك وهناك عملوا لنا الفيزا في المطار ، ودخلنا بيلاروس كأي سياح عاديين".

وأضاف في هذا الصدد بالقول " الآن تم أيقاف الفيز السياحية لليمنيين و بعض الجنسيات الأخرى إلى بيلاروس".

وحول أعداد اللاجئين المتواجدين على الحدود البولندية وفي أوساط الغابات الحدودية، أفاد بقوله " هناك الكثير من المهاجرين وهم بالمئات ومن عدة جنسيات مختلفة من العراق وسوريا وأفغانستان واليمن ولبنان، غير أن النسبة الأكثر هي من العراقيين خاصة الأكراد الذي تتراوح نسبتهم عند 70 بالمئة من عدد اللاجئين، ويأتي في المركز الثاني الأفغان ثم بعد ذلك السوريين فاليمنيين".

وأشار بقوله إلى أن اهم مرحلة في عملية التهريب تقوم بها شبكات التهريب البولندية والتي تقوم بنقل المهاجرين من الأراضي البولندية قرب الحدود البيلاروسية إلى ألمانيا عبر عربات تنتظرهم في نقاط محددة سلفاً.

واردف أن الكثير من الشباب المتواجدين على الحدود هم من الخريجين الذين يمتلكون الشهادات الجامعية، البكالوريوس والماجستير ومنهم من لديهم درجة الدكتوراه إلا أن انعدام فرص العمل و الظروف المعيشية في بلدانهم والصراعات المحلية والإقليمية دفعتهم إلى هذا الخيار الصعب والمحفوف بالمخاطر ، حيث يدركون أن هذا الأمر قد يكلفهم صحتهم ، حريتهم أو قد يكلفهم حياتهم .

وفي ظل تفاقم الأزمة قررت بولندا إغلاق معبر حدودي مع بيلاروس. وفي وقت سابق ، دعا رئيس بولندا أندريه دودا إلى عقد اجتماع عاجل لبحث الوضع على حدود بلاده مع بيلاروس.

ومن جهتها، طالبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين بفرض عقوبات إضافية على بيلاروس بسبب الوضع القائم على الحدود البيلاروسية البولندية.

وكانت سلطات الحدود البيلاروسية، قد أفادت في وقت سابق إن هناك 2000 شخص على الحدود. وبحسب وكالة بيلتا قال أفراد حرس الحدود بالجمهورية السوفيتية السابقة إنهم اتخذوا "كافة الإجراءات الضرورية " لضمان الأمن .

يشار إلى أن بولندا وليتوانيا ولاتفيا، الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والناتو، شهدت زيادة في عدد الأشخاص الذين يحاولون دخول بلدانهم بشكل غير قانوني من بيلاروس في الأشهر الأخيرة. ويفد الكثير منهم من منطقتي الشرق الأوسط وآسيا، غير أن محاولات العبور شهدت في الأيام الأخيرة اندفاع المهاجرين بشكل جماعي وذلك نتيجة انخفاض درجات الحرارة وتعرض الكثير منهم لحالات مرضية صعبة تصل أحيانا إلى الوفاة