مسؤول بإدارة مخيمات اللاجئين في مأرب: المجتمع الدولي توقف عن الاستجابة لأزمة النازحين

مسؤول بإدارة مخيمات اللاجئين في مأرب: المجتمع الدولي توقف عن الاستجابة لأزمة النازحين

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 12 نوفمبر 2021ء) أعلن مدير عام الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة مأرب اليمنية، سيف مثنى، أن المجتمع الدولي توقف عن الاستجابة لأزمة اللاجئين في المحافظة الواقعة شرقي العاصمة صنعاء؛ وانخفاض حجم مساعدات النازحين من داخل البلاد، إلى الحد الأدنى.

وقال مثنى، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، "منذ عام 2014، وصل نحو 62 بالمئة من إجمالي النازحين في اليمن إلى محافظة مأرب​​​. وفي الشهرين الماضيين فقط، اضطر 94 ألف شخص إلى مغادرة منازلهم في المناطق الجنوبية لمأرب. للأسف .. المنظمات الإنسانية الدولية، منظمات الأمم المتحدة، قلصت إلى حد كبير عملها في المحافظات. هي تقدم المساعدة ببطء، وبأحجام صغيرة للغاية لا تتماشى مع الاحتياجات الضرورية".

(تستمر)

وبحسب ما ذكر مثنى، فان من 10 إلى 11 بالمئة من اللاجئين في محافظة مأرب، يعيشون في 161 مخيما؛ وفي أكبر هذه المخيمات يعيش 275 ألف شخص، والباقي استقروا في قرى قريبة من المدينة وفي المدينة نفسها.

وأشار إلى أنه، وعلى مدى الشهرين الماضيين، وبسبب تصاعد المواجهة، اضطرت سلطات مأرب إلى فتح 19 مخيما جديدا، من بينها أربعة، خلال هذا الأسبوع.

وشدد المسؤول على أن النازحين الفارين من الحرب، يحتاجون إلى مساعدات غذائية؛ لافتا إلى أن حوالي 80 ألف أسرة تعاني من نقص الغذاء، ونصفها لا تملك أبسط الأشياء الأساسية.

محافظة مأرب .. مخيمات اللاجئين

منذ بداية عام 2020، تحاول جماعة أنصار الله (الحوثيون) بنشاط استعادة المدينة، التي فقدت السيطرة عليها لصالح القوات الحكومية، في عام 2015؛ ويقع أقرب خط مواجهة بين قوات الجانبين، على بعد 20 كيلومترا.

وخلال الشهرين الماضيين، تمكنت عناصر الجماعة من الاستيلاء على خمس مديريات بمأرب؛ ما أدى إلى نزوح جديد للسكان إلى مخيمات اللاجئين.

وقال منسق مساعدة النازحين (منصب استحدث مؤخرا) في مخيم السمية، صلاح محمد، لـ "سبوتنيك"، إن القتال العنيف في منطقة الجوبة (جنوبي مأرب)، على بعد 40 كيلومترًا من المخيم، أجبر جميع العائلات على النزوح من هذه المنطقة؛ ليستقروا في خيام بالصحراء.

ووصف صلاح الوضع في المخيم قائلا، "حاليا تقطن هنا ألف وخمسمئة عائلة، حوالي 7.5 ألف شخص، يحصلون على الطعام والماء، ويأتي أطباء منظمة أطباء بلا حدود مرتين أسبوعيا. لكن، بينما يتم تسجيل الوافدين الجدد واحتياجاتهم، يستمر المخيم في استقبال أشخاصا جدد، كل يوم".

وعن الوضع حول فيروس كورونا، نوه صلاح، إلى أنه، لم يتم بعد إجراء اختبارات فيروس كورونا، ولم تكن هناك أي شكوك في وجود حالات حتى الآن؛ غير أنه، في مخيمات أخرى، تم تحديد هذه الحالات.

لاجئون تحت لهيب الشمس الخانق نهارا، وبرد الصحراء القارس ليلا

يشكو اللاجئون من الخيام شديدة الحرارة نهارا، ولا تنقذهم من البرد ليلا؛ حيث لا مدافئ ولا كهرباء ولا مياه ولا دورات مياه؛ وفقط خلايا شمسية صغيرة، وفرتها المنظمات الدولية، لإعادة شحن الأجهزة الإلكترونية؛ والخيام لا تحتوي إلا على فراش بسيط، وأدوية مضادة للحشرات.

يمكن للاجئين الذهاب إلى المدينة للتسوق .. ولكن على الرغم من قربها، يصعب عليهم القيام بذلك؛ حيث لا توجد سيارات تنقلهم إلى المدينة .. ومن يمتلك وسيلة نقل، يعاني من نقص الوقود.

لا يستطيع هؤلاء المنكوبون الاستقرار في المدينة، بسبب قلة الأموال؛ والعديد منهم اضطر للنزوح أكثر من مرة، هربا من الحرب.

وقال أحد سكان مخيم للنازحين بالقرب من مأرب، يدعى أحمد حسن، لوكالة "سبوتنيك"، وبصوت مرتعش يملأه الحزن، "اضطررت إلى مغادرة مكان الإقامة خمس مرات. الآن في مخيم السويدا. المساعدات الإنسانية لم تأت إلى المخيم، منذ أربعة أشهر. ويموت الناس من الجوع. وقد توفي طفلان من أبنائي".

في هذا المخيم تقوم هند المغربي، بتدريس مادة الرياضيات، فقد هربت هي مع أطفالها من شمال البلاد.

يوجد في مدرسة اللاجئين 700 تلميذا، و17 معلمًا؛ وفي الصفوف الدراسية، التي يمكن لها أن يستوعب 20 طفلاً فقط، يتم حشر 60 تلميذا.

قسمت الدراسة إلى فترتين، بنين وبنات، ويتقاضى المعلمون راتبا ضئيلا، وعلى الرغم من ذلك لم يحصلوا عليه منذ ثلاثة أشهر.

ووصفت المغربي، لـ "سبوتنيك"، وضع التلاميذ في المخيمات؛ وقالت، "يجلس خمسة طلاب في كل مقعد. هناك حوالي 65 طالبا في الصف. إن شرح الدرس لهذا العدد من الأطفال، بطبيعة الحال، أمر صعب، ولكن لا يوجد خيار أخر. وفي الوقت نفسه، لا يذهب جميع الأطفال الذين يعيشون في المخيم إلى المدرسة، بل يدخله أشخاص من مخيمات أخرى، ولا توجد أماكن لأطفالهم في المدرسة".

ويشهد اليمن، منذ نحو 7 أعوام، معارك طاحنة بين قوات جماعة أنصار الله وقوى متحالفة معها، من جهة؛ والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية، من جهة أخرى.

وأودى الصراع المستمر في اليمن وأسباب أخرى ذات صلة، بحياة 233 ألف شخصا، في حين بات نحو 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات.

ووفقا لما أعلنته الأمم المتحدة، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، يشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، ، فضلاً عن نزوح كبير للسكان، وتدمير البنية التحتية الأساسية للبلاد، وانتشار الأوبئة والأمراض.

أفكارك وتعليقاتك