مصر تستعد لاحتفالية "مبهرة" لإعادة الكشف عن طريق الكباش بالأقصر

مصر تستعد لاحتفالية "مبهرة" لإعادة الكشف عن طريق الكباش بالأقصر

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 24 نوفمبر 2021ء) سلمى خطاب. تستعد مصر لتنظيم احتفالية أثرية "مبهرة" غدا الخميس للإعلان عن إعادة كشف طريق المواكب الكبرى المعروف "طريق الكباش" بعد الانتهاء من أعمال ترميمه، وهو ممر تاريخي يربط بين أهم وأشهر معلمين سياحيين في مدينة الأقصر، وهما معبد الأقصر ومناطق معابد الكرنك​​​.

وتأمل الحكومة المصرية أن تساهم هذه الاحتفالية في جذب مزيد من السياح خلال الموسم السياحي الشتوي، بعد نحو 10 سنوات عانى فيها القطاع السياحي في مصر بشدة عقب ثورة 25 كانون الثاني/يناير، وحالة الاضطراب السياسي التي صاحبتها لسنوات، ثم انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، وما سببته من تأثيرات على الحركة والسياحة في العالم أجمع.

ما هو طريق الكباش؟

طريق المواكب الكبرى أو طريق الكباش هو ممر تاريخي يبلغ طوله 2.

(تستمر)

7 كم وعرضه 76 مترا، على جانبيه نحو 1200 تمثال لأبي الهول ولكن برأس كبش، في رمز للإله آمون.

شيد جزء من هذا الطريق في عهد الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة (1550 - 1292 قبل الميلاد)، وفي عهد الأسرة الثلاثين، قام الملك نختنبو الأول (نحو 362 عاما قبل الميلاد) بتشييد الجزء الآخر من الطريق تتراص على جانبيه تماثيل أبو الهول ولكن برأس آدمية.

كان هذا الطريق يستخدم في إقامة الأعياد والاحتفالات الكبرى، أبرزها عيد "الأوبت" الفرعوني حيث كان تنتقل تماثيل آلهة "ثالوث طيبة" آمون وميريت وابنهما خونسو داخل مراكب مقدسة في موكب احتفالي مهيب من معبد آمون في منطقة معابد الكرنك إلى معبد الأقصر، ليلتقى الآلهين "آمون رع" و"آمون" الأقصر. وخلال هذه الرحلة يتوقف الموكب عند العديد من المعابد والأضرحة الصغيرة التي شيدت لهذا الغرض وكانت مليئة بالقرابين.

بدأت أعمال الحفائر في طريق الكباش في نهاية الأربعينيات من القرن العشرين واستمرت على مر سنوات وعبر بعثات أثرية مختلفة حتى توقفت في عام 2011 بسبب نقص الاعتمادات المالية، حسبما تقول وزارة السياحة والآثار المصرية، وفي عام 2017 استؤنفت أعمال الكشف عن الطريق.

وصاحبت أعمال الكشف عن الطريق تحديات عدة، أبرزها أن جزء من الطريق كان يتداخل مع منطقة مساكن "نجع أبو عصبة"، ما استلزم إصدار قرارات بنزع ملكية 130 منزلا من العقارات المتداخلة في مسار الطريق وتعويض المتضررين، إضافة إلى إزالة الكنيسة الإنجيلية وإزالة 5 مساجد أبرزها مسجد المقشقش التاريخي الذي يبلغ عمره نحو 350 عاما، وأزيل في عام 2009 لإفساح مسار الطريق.

وتعود فكرة الاحتفالية التي تنظمها وزارة السياحة والآثار بالأقصر غدا إلى إحياء تراث هذا الطريق، كطريق للمواكب والاحتفالات.

كيف ستستفيد السياحة المصرية؟

في حديث مع وكالة "سبوتنيك" يقول الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية للتنشيط السياحي عمرو القاضي إن "مدينة الأقصر هي متحف مفتوح ومن أجمل مدن العالم بتراثها وهي تستحق أن يراها العالم كله، لأن الآثار والحضارة في هذه المدينة ملك للعالم كله، ما نفعله هو أننا نذكر العالم بهذه المدينة وآثارها القوية وطبيعتها الخلابة".

وأكد أن "هذه الاحتفالية تهدف إلى إعادة الأقصر على خريطة السياحة الثقافية العالمية، خاصة وأنها تمتلك عنصري الترفيه والثقافة، إضافة إلى إرسال رسالة تؤكد أن مصر مقصد سياحي آمن، قدرتنا على تنظيم احتفالات ضخمة بهذا الشكل تثبت قدرتنا على استقبال أي عدد من السياح من أي جنسية".

وحول معدلات السياحة خلال هذا العام، قال القاضي "بشكل عام السياحة في مصر تتعافى بصورة كبيرة، وسنعود إلى معدلاتنا الطبيعية قريبا"، مضيفا "ما يهمنا حاليا هو أن تستعيد صناعة السياحة عافيتها، ويعود الناس إلى وظائفهم، ويعاد فتح الفنادق والبازارات التي كانت مغلقة".

ولم تصدر أرقام عن أعداد السياح الذين زاروا مصر خلال عام 2021 حتى الآن، لكن بلغ عدد السائحين الذين زاروا مصر في عام 2020 نحو 3.3 مليون سائح، مقابل 13.1 مليون سائح في عام 2019، وما شكل انخفاضا حادا أرجعته السلطات المصرية إلى ظروف انتشار جائحة كورونا وحالة الإغلاق العام ووقف رحلات الطيران لعدة أشهر في مصر ودول العالم.

وفي هذا الصدد يقول القاضي "أرقام السياح هامة بالطبع، لكن الأهم حاليا للمجتمع هو أن يعود الناس إلى أعمالهم، وبشكل عام الأرقام في تحسن سواء في الأقصر أو القاهرة أو الغردقة أو شرم الشيخ، أيضا تتزايد أعداد سياح اليوم الواحد من الغردقة وشرم الشيخ إلى الأقصر بعد تشغيل خط الطيران المباشر بين هذه المدن".

في سياق متصل، تشير هذه الاحتفالية إلى توقعات بزيادة أعداد السياح خلال الموسم السياحي الشتوي، حيث يقول القاضي "هذه الاحتفالية تؤكد لدينا توقعات بزيادة ملحوظة خلال الموسم السياحي الشتوي، من كل الأسواق المصدرة، من روسيا وشرق أوروبا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا وانجلترا وغيرهم، وهناك شركات تزيد من طاقة النقل الجوي بسبب الطلب على زيارة مصر، خاصة في أوروبا بعد فترة العزل والضغط التي سببها فيروس كورونا، لأنهم يرون البلد أمان ومستقرة ووضعها الصحي جيد".

كيف استعدت مدينة الأقصر؟

كخلية النحل عملت العديد من الهيئات والوزارات المصرية خلال الشهريين الماضيين لتجهيز المدينة لهذا الحدث، حيث قالت وزارة السياحة والآثار إنه تم "الانتهاء من أعمال تطوير ورفع كفاءة البنية التحتية بالمحافظة وتطوير وتجميل الكورنيش والشوارع والميادين بها ومشروع ترميم صالة الأعمدة بمعابد الكرنك وتطوير نظم الإضاءة بمعبد الأقصر وترميم قاعة الـ14 عمودا بمعبد الأقصر"، إضافة إلى "الانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى المعروف بطريق الكباش".

كما قالت وزارة الطيران المدني إن مطار الأقصر "أنهى كافة الاستعدادات اللازمة لاستقبال الضيوف المشاركين في هذا الافتتاح، عبر توفير كافة التسهيلات اللازمة لجميع الوفود المشاركة في هذا الحدث، إضافة إلى التأكد من جميع الإجراءات الأمنية والتأمينية المتبعة بمداخل ومخارج وصالات المطار".

أفكارك وتعليقاتك