خبير ومحلل سياسي تركي: الإمارات استغلت الوضع الاقتصادي التركي المتدهور للتقرب من أنقرة

خبير ومحلل سياسي تركي: الإمارات استغلت الوضع الاقتصادي التركي المتدهور للتقرب من أنقرة

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 25 نوفمبر 2021ء) سماهر قاووق أوغلو. أكد الخبير والمحلل سياسي التركي، فائق بولوت، اليوم الخميس، أن الإمارات العربية المتحدة استغلت الأزمة الاقتصادية في تركيا والمأزق المالي للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان وحكومته للتقرب منها والاستثمار فيها​​​.

وقال بولوت، وهو كاتب وإعلامي و خبير بشؤون الشرق الأوسط، لوكالة سبوتنيك: "تجيد الإمارات العربية المتحدة استغلال الأزمات واغتنام الفرص، ليس في تركيا فقط بل في جميع البلدان التي تصالحت معها ومن بينها سوريا، وبالتالي استغلت الإمارات التوقيت بشكل جيد للتقرب من تركيا، حيث جاءت زيارة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، في الوقت الذي تعاني فيه تركيا أزمة اقتصادية كبيرة، مستغلة حاجة الحكومة إلى أموال واستثمارات بعد تدهور الليرة التركية وارتفاع سعر صرف العملة الأجنبية".

(تستمر)

وأضاف: "كانت الإمارات العربية تخطط منذ فترة طويلة للاستثمار في تركيا، وحالياً بدأت بتطبيق خططها هذه مع زيارة بن زايد إلى أنقرة، حيث أعلنت تأسيس صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا" موضحاً: "تم التوقيع على اتفاقيات في مجالات عديدة بين أنقرة وأبو ظبي من ضمنها الشراكة في بعض الشركات التركية وشراء أسهم في بورصة إسطنبول".

ولفت بولوت إلى أن استثمارات الإمارات تخلق تصوراً لصالح تركيا، مستدركاً بالقول: "تعتبر هذه الاستثمارات بمثابة رسالة للشركات الأجنبية بأن الوضع الاقتصادي في البلاد أصبح جيداً وقابلاً للاستثمار وبالتالي خلق تصور إيجابي بوحي بأن تركيا بلدٌ يمكن الاستثمار فيه".

كما أشار إلى احتمال قيام الإمارات العربية المتحدة بالاستثمار في مشاريع أردوغان الجنونية، مثل مشروع قناة إسطنبول، مضيفاً: "أعتقد أن الإمارات تطمح للاستثمار في قناة إسطنبول، لذا فإن زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين يشكل أهمية كبيرة من هذه الناحية".

وحول الأهداف السياسية للتقارب التركي الإماراتي، قال بولوت: "قد تشترط الإمارات تحييد جماعة الإخوان المسلمين وتعطيلها ومنع أنشطة وفعاليات قياديي الإخوان الموجودين في تركيا ضد الإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر ودول الخليج وكتم أصواتهم بشكل كامل".

وتابع: "كما تهدف الإمارات إلى تحقيق المصالحة بين تركيا وكل من مصر والسعودية وسوريا و خفض حدة التوتر بينهم، حتى أنها قد تقترح لعب دور الوسيط لتطبيع العلاقات بين تركيا وتلك البلدان، لا نعلم ما إذا كان قد طرح هذا الموضوع خلال اللقاء بين ولي عهد أبو ظبي بن زايد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ولكن هذه هي نية الإمارات".

وأضاف: "مساعي الإمارات هذه تصب في هدف تشكيل تكتل مناهض لإيران يضم الأردن ومصر والسعودية وسوريا ".

وحول تأثير التقارب بين أنقرة وأبو ظبي على العلاقات اليونانية الإماراتية والوضع في ليبيا، قال الخبير التركي: "لن تتخلى أبو ظبي عن الاتفاقيات التي أبرمتها مع اليونان، لاسيما حول شرق المتوسط وليبيا ولكن قد تتخذ موقفاً سلبياً وغير فعال إلى حين تحقيق هدفها المتمثل بتحقيق المصالحة بين تركيا وكل من السعودية ومصر وربما سوريا، واتخاذ أنقرة خطوات ملموسة حيال ذلك".

وتابع: "عندما تحصل الإمارات على نتائج ملموسة بشأن تطبيع العلاقات بين تركيا وكل من السعودية ومصر وسوريا، حينها قد تنسحب من الاتفاقيات مع اليونان أو قد تصبح هذه الاتفاقيات غير فعالة، لأن أنقرة التي تتصالح مع الرياض والقاهرة لن تأخذ بعين الاعتبار للتحالف المناهض لها".

وعن تأثير التقارب التركي الإماراتي على الوضع في ليبيا، قال بولوت: "هذا الأمر مرتبط بالتوازنات، فمن المعروف أن الإمارات ومصر والسعودية تدعم قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، في حين أن تركيا تدعم حكومة طرابلس" موضحاً: "ليبيا مقبلة على انتخابات وهذا الأمر مرتبط بالمصالحة بين حفتر وحكومة طرابلس، لذا فإن نتيجة الانتخابات تشكل أهمية من هذه الناحية وقد تفسح المجال أمام المصالحة وتحقيق استقرار سياسي نسبي في البلاد أو وقف الاشتباكات على الأقل بالرغم من أن هذا الأمر صعب للغاية".

ولفت إلى أن التقارب بين أنقرة وأبو ظبي قد يفسح المجال لدخول تركيا في الاتفاقيات الإبراهيمية، مستدركاً: "هذا الأمر قد يكون لصالح دول الخليج وضد الفلسطينيين، حيث من الممكن أن يثير هذا الأمر سخطهم وقد يلقون باللوم على أنقرة".

ونوه بولوت إلى أن: "تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل وتوصل البلدين إلى تفاهم قد يؤدي إلى قيام أنقرة بحد أنشطة أعضاء حماس المتواجدين على أراضيها من أجل مصالحها".

وأوضح:" هذا الأمر متعلق بالمساومات والشروط والتفاهمات مع إسرائيل، فمن الممكن أن تقترح تركيا رفع حماس من قائمة المنظمات الإرهابية بحيث تتكفل بجعلها أكثر اعتدالا".

وختم بالقول: "تمسك مصر حالياً زمام المبادرة بخصوص حماس ولا نعلم ما إذا كانت قد توافق على تدخل تركيا بهذا الشأن أم لا، ولكن في حال توصلت مصر وتركيا إلى اتفاق فمن الممكن وضع حماس في مسار صحيح".

أفكارك وتعليقاتك