رئيس وأعضاء مجلس السيادة السوداني ينعون الفنان الشعبي والموسيقار عبد الكريم الكابلي

رئيس وأعضاء مجلس السيادة السوداني ينعون الفنان الشعبي والموسيقار عبد الكريم الكابلي

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 03 ديسمبر 2021ء) نعى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، اليوم الجمعة، الفنان الشعبي والموسيقار، عبد الكريم الكابلي، الذي توفى بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز 90 عاما، في مستشفى بالولايات المتحدة الأمريكية.

وقال بيان لمجلس السيادة السوداني، "ينعي رئيس وأعضاء مجلس السيادة الانتقالي ​​​.. الفنان والموسيقار، عبد الكريم الكابلي، والذي انتقل إلى جوار ربه، أمس الخميس، بعد صراع طويل مع المرض".

وأضاف البيان، إن "مجلس السيادة، إذ ينعيه، إنما ينعي للشعب السوداني، مبدعا ورمزا من رموز الإبداع والفن في السودان. لقد وهب الراحل نفسه لخدمة الفن والثقافة والتراث السوداني".

واعتبر البيان، الكابلي واحدا من الفنانين والموسيقيين الأفذاذ والمتفردين في مضمار الغناء والفن السوداني الأصيل، وأحد الباحثين في التراث الشعبي السوداني، الذي أثرى الساحة الفنية، بالعديد من الأغاني والأعمال الخالدة.

(تستمر)

وكانت "سبوتنيك" نشرت تقريرا، في وقت سابق، عن الكابلي، الذي تابع حالته ملايين السودانيين، ببالغ القلق والاهتمام الوضع الصحي، وهو راقد بإحدى المستشفيات الأميركية.

واعتبر العديد من الموسيقيين والشعراء السودانيين، أن موهبة الكابلي، من الصعب تكرارها في السودان، في ظل التدهور المريع والمخيف في الأغاني والأشعار؛ لاسيما في السنوات القليلة الماضية.

وفي حديث خاص للوكالة، قال سعد عبد الكريم الكابلي، عن أبيه، إنه" ولِد في مدينة بورتسودان. وجذور العائلة، تعود بالأصل إلى مدينة كابول الأفغانية .. ونشأ وترعرع بين مدن بورتسودان وسواكن وطوكر والقلابات والقضارف والجزيرة، وخصوصا في منطقة أبوقوتة وكسلا".

وقالت الإعلامية، هبه مكاوي، لـ "سبوتنيك"، "كانت بداية الكابلي من خلال إلقاء الأناشيد المدرسية في صغره، ثم اتضحت موهبته أثناء تغنيه لقصائد مثل: أمطرت لؤلؤا من نرجس، للخليفة الأموي، يزيد بن معاوية، وأيضا للشاعر، أبو فراس الحمداني، في قصيدة: أراك عصي الدمع شيمتك الصبر .. ومن تلك الأغاني لشعراء العرب، أثبت الكابلي، عبقرتيه في التلحين".

وأبدع الكابلي في تلحين أغاني التراث السوداني، حين تغني لشاعر العصر الأيوبي، إبن سناء الملك، في قصيدة "كللي يا سحب تيجان الربا"، فأبدع في تلحينها؛ ولحن لأميز الشعراء العرب، أمثال الشاعر والكاتب محمود عباس العقاد، الذي تغني له بقصيدته "هذا بشير الزمان".

وقال الشاعر السوداني عبد الوهاب هلاوي، لوكالة "سبوتنيك"، "يعد الفنان عبد الكريم الكابلي من أبرز الذين تغنوا بالعربية الفصحى من المحيط إلى الخليج، على نحو أدهش الناس؛ مما شكل إضافة نوعية الغناء في الوطن العربي .. وقد جعل الكابلي من القصيدة الفصيحة أغنية محببة ومفضلة، تتصل بالناس".

وأضاف، "بلا أدنى شك، يعد الفنان عبد الكريم الكابلي، من أعظم العاملين بقضايا الثقافة السودانية والتراث. يعزز ذلك انتماءه العظيم لمجمل الحياة السودانية بكل تفاصيلها المميزة والمدهشة، ويقدم فيها دراسات ومحاضرات بالعربية والإنكليزية. ولا غرابة أن تكون هذه الثقافة والتراث حضورا قويا في كثير من الأغنيات، على نحو ارتقي بثقافة المستمع لأغانيه، وجعل لفنه مذاقا خاصا منح منتوجه الفني ذلك التفرد والتميز".

وفي ذات السياق، تحدث الشاعر السوداني، التجاني حاج موسى، لوكالة "سبوتنيك"، بأن" الكابلي ليس بشاعر ولا فنان فحسب، إنما هو ملحن وباحث في التراث وسفير النوايا الحسنة".

وأضاف، "موهبة الكابلي كانت أساس نجاحه، وقد شكلت محصلة لإبداعه وعطائه؛ إلى جانب نشأته في أسرة مثقفة وعمله بالقضاء أتاح له زيارة بقاع السودان. وانعكست تلك الرحلات الطويلة في تشكيل وجدانه، ومكنته من الاحتكاك بمثقفين أمثال القاضي والشاعر، الحسين الحسن، والصديق مدثر".

وحول موهبة، الكابلي، في التلحين، قال الموسيقار السوداني، أنس العاقب، لوكالة "سبوتنيك"، إن "عبقرية التلحين لدى الكابلي، لم تأت بالصدفة، ولا جاءت عفوية، ولا كانت تشكل هاجسا له. لقد تضافرت عوامل شتى أسهمت بشكل أساسي في تكوين شخصيته وتحديد معالمها وشروط تأسيس الكابلي الفنان المغني القادم في بداياته الأولى".

وأضاف "ظل الكابلي يبحث وينقب في كل أنماط الغناء في شمال ووسط السودان. وفي مرحلة وسيطه من مشواره الابداعي وقف على كنوز الغناء، الذي كان وما زال متداولا من جيل لجيل. ولم يكتف الكابلي بجمع ما تحصل عليه، بل حفظ أغلب الألحان عن ظهر قلب، ثم أخضعها أسلوبه الغنائي وطبقته الصوتية".

ويعتبر الكثيرون في السودان الكابلي ظاهرة فنية، ومزيج من موهبة الغناء وعبقرية التلحين، يحركه حبه للوطن، الذي شكل وجدانه.

أفكارك وتعليقاتك