الحوثي: موقف المندوب الروسي في جلسة مجلس الأمن كان مسؤولاً وينبئ عن تشخيص حقيقي للواقع

الحوثي: موقف المندوب الروسي في جلسة مجلس الأمن كان مسؤولاً وينبئ عن تشخيص حقيقي للواقع

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 17 ديسمبر 2021ء) علق القيادي في جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) اليمنية، محمد علي الحوثي، اليوم الجمعة، على موقف نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، في جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في اليمن، مشيداً بتشخيصها للواقع.

وقال محمد الحوثي وهو عضو المجلس السياسي الأعلى المشكل من جماعة "أنصار الله" في صنعاء، عبر "تويتر": "موقف المندوب الروسي في جلسة مجلس الأمن كان موقفاً مسؤولاً وينبئ عن تشخيص حقيقي للواقع الذي تواجهه الجمهورية اليمنية من الغطرسة الأميركية الفرنسية البريطانية وبحثهم عن المصالح الشخصية كدور وجزء تعهدت به هذه الدول ضمن مهام مشاركتهم في العدوان (في إشارة إلى عمليات التحالف العربي) على اليمن"​​​.

ويوم الثلاثاء الماضي، قال النائب الأول للمندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، في اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الوضع في اليمن، إن "هناك انزلاقاً في العملية السياسية بشأن اتفاقيتي ستوكهولم (توصلت إليها الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين أواخر 2018) والرياض (الموقعة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في 5 نوفمبر 2019 ).

(تستمر)

ورافق ذلك تصعيد واسع النطاق للعنف واشتداد القتال على كافة الجبهات، بما في ذلك محافظتا مأرب وشبوة".

وأضاف: "يقترب ركود العملية السياسية من نقطة اللاعودة، وبعد ذلك سيكون من المستحيل ببساطة تجميع أجزاء الدولة اليمنية. على هذه الخلفية، يجب على المجتمع الدولي الاعتراف بأن الحقيقة هي أن الأطراف عنيدة وليست على استعداد لاستئناف المفاوضات المباشرة تحت رعاية الأمم المتحدة".

ورأى بوليانسكي، أن "جهود الوساطة التي يبذلها المبعوث الخاص لجلب المشاركين في الصراع اليمني إلى طاولة المفاوضات كانت وستظل غير ناجحة"، مؤكداً "الاستعداد لدعم جهود المبعوث فيما يتعلق بالخطط المستقبلية".

وقال: "يتضح أنه لم يعد من الممكن المضي قدمًا في إطار الإطار الحالي للتسوية اليمنية، أعني قرار مجلس الأمن رقم 2216. لا علاقة للقرار الذي تم تبنيه في عام 2015 بالوضع على الأرض في مسرح العمليات اليمني".

وأوضح أن "الواقع الجديد هو أن المشهد السياسي وتوازن القوى في الجمهورية قد مر بتغييرات كبيرة، وهو ما لا يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 2216 ببساطة"، في إشارة إلى توسع رقعة المناطق التي تسيطر عليها جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، في مقابل انحسار مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً.

وشدد بوليانسكي على "أن هناك حاجة ملحة لأن يقوم أعضاء مجلس الأمن بمراجعة أسس التنظيم السياسي مع الحفاظ على الدور المركزي لوساطة الأمم المتحدة والمساهمة البناءة لدول المنطقة"، مضيفاً: "بهذه الطريقة فقط سنتمكن ليس بالأقوال ولكن بالأفعال من مساعدة غروندبرغ في تطوير خارطة طريق جديدة للتسوية، قادرة على التوفيق بين اللاعبين المتنافسين العديدين في الصراع السياسي الداخلي اليمني".

ودعا النائب الأول للمندوب الدائم لروسيا، أعضاء مجلس الأمن إلى "التفكير في حل لهذه المشكلة التي طال انتظارها والذي يمكن أن يعيد الصراع إلى مسار سياسي سلمي ويوفر المساعدة اللازمة لملايين السكان اليمنيين الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة الإنسانية".

ووجه بوليانسكي، انتقاداً لاذعاً لمواقف دول في مجلس الأمن الدولي بشأن الصراع في اليمن.

وقال "لسوء الحظ، علينا أن نعترف بأن زملائنا الغربيين أظهروا مرارًا وتكرارًا استعدادهم للتضحية بسهولة بوحدة مجلس الأمن على المسار اليمني، واعتمادًا على مصالحهم الأنانية فقط، استخدموا "لغة العقوبات" ، بينما يرفضون إمكانية إيجاد أي حلول".

وأكد أن "عقوبات مجلس الأمن الدولي يجب أن تخدم حصريًا مصالح دفع العملية السياسية في اليمن، ولا تهدف إلى زيادة الضغط على أطراف معينة في النزاع".

وفي 14 نيسان/ أبريل 2015م، تبنى مجلس الأمن الدولي مشروع القرار رقم 2216، والذي يؤكد دعم المجلس للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وجهود مجلس التعاون الخليجي في مؤازرة عملية الانتقال السياسي في اليمن، ويحظر توريد الأسلحة لجماعة "أنصار الله"، كما فرض مشروع القرار الذي امتنعت روسيا عن التصويت عليه، عقوبات على زعيم جماعة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، والدبلوماسي أحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

ويشهد اليمن منذ نحو 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق واسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.

وتسبب النزاع الدموي في اليمن بمقتل وإصابة مئات الآلاف؛ فضلاً عن نزوح السكان، وانتشار الأوبئة والأمراض.

أفكارك وتعليقاتك