الجزائر .. 2021 عام الجبهات الدبلوماسية ودعم القضية الفلسطينية

الجزائر .. 2021 عام الجبهات الدبلوماسية ودعم القضية الفلسطينية

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 20 ديسمبر 2021ء) جعفر خلوفي. عاشت الدبلوماسية الجزائرية سنة مليئة بالأحداث والمواقف، من قطع العلاقات مع المغرب إلى تصعيد غير مسبوق مع فرنسا، ومساع حثيثة لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، إلى جانب ثبات مواقفها الداعمة للقضيتين الفلسطينية والصحراوية، رغم توسع دائرة التطبيع العربي مع إسرائيل.

وحول أداء الدبلوماسية الجزائرية في 2021، قال الخبير في العلوم السياسية، عادل أورابح، لوكالة سبوتنيك، "عمومًا، هناك ديناميكية واضحة للدبلوماسية الخارجية منذ عودة رمطان لعمامرة في تموز/يوليو إلى منصبه على رأس الخارجية، خاصة في معالجة الملفات التي هُمشت بسبب مرض الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، كالملف الصحراوي والملف الليبي".

ويرى أورابح أن الدبلوماسية الجزائرية هذا العام، أعادت تفعيل "الدبلوماسية الثنائية بعد أن ركزت بشدة، خلال العقدين الأخيرين، على الدبلوماسية المتعددة الأطراف في إطار الاتحاد الأفريقي".

(تستمر)

واستطرد قائلا "لكن يبقى السؤال الأهم هو: هل تندرج هذه الجهود ضمن خطة استراتيجية واضحة المعالم، أم أنها مجرد صحوة ظرفية بسبب الوضع الإقليمي الضاغط مع دول الجوار؟ الجواب على هذا السؤال قد يحتاج لمزيد من الوقت والملاحظة".

من جهته قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الجزائر 3"، إسماعيل دبش، إن عام الجزائر الدبلوماسي تميز أساسا بـ "تصدر الجزائر عربيا وعالميا صف المدافعين عن القضية الفلسطينية والصحراوية، ومناهضي التطبيع".

وأضاف دبش "موقف الجزائر الثابت، يؤكد أن التطبيع مهما بلغ لن يكون على حساب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني".

ويرى دبش أن القضية الصحراوية كذلك عرفت مكاسب كبيرة، "وهناك تطورا إيجابيا في النظر لقضية الصحراء الغربية، في كل من إسبانيا، ألمانيا، الدول الاسكندنافية، بل حتى فرنسا لم تبق بنفس العداوة التي كانت تكنها للمواقف الصحراوية، خاصة مع ضغوط الاتحاد الأوروبي".

في ملف أخر نوه دبش بمسار الدبلوماسية الاقتصادية الذي اتبعته الجزائر هذا العام، قائلا "الجزائر توجهت بشكل أكبر، لاستعمال المتغير الاقتصادي لتحقيق مكاسب سياسية وجهوية، مثلما حدث مؤخرا مع النيجر بعد توقيع اتفاقيات اقتصادية كبرى، وعلى رأسها تسريع العمل على أنبوب الغاز العابر للصحراء، والذي ينطلق من نيجيريا مرورا بالنيجر وصولا إلى الجزائر، رغم مراهنة المغرب على تحويله إليها وتعطيل مشروع الجزائر".

كما نجحت الجزائر، حسب دبش، في "تقوية علاقاتها مع روسيا والصين، في نفس وقت فرض معاملة الند بالند مع الدول الأوروبية لخلق بدائل ناجعة".

وبخصوص تطور العلاقات مع المغرب وما تبعه من قطع للعلاقات الدبلوماسية، لا يستبعد الأكاديمي الجزائري أورابح "نشوب نزاع مسلح - منخفض المستوى على الأرجح على الحدود، بالنظر إلى مضي المغرب في علاقاته مع إسرائيل، لتشمل الجوانب الدفاعية والأمنية من جهة، وتوجه الجزائر نحو تكثيف دعمها للصحراء الغربية من جهة أخرى".

وفي ذات الموضوع، رأى دبش أن المغرب "هو من قام بكل شيء لدفع  الجزائر لقطع العلاقات معه"، معتبرا أنه لا يمكن للجزائر السكوت عن مساندة المملكة لما أسماه "أوهام انفصالية، واستقواء المغرب بإسرائيل على الجزائر".

كان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قد أعلن، في آب/أغسطس الماضي، قطع بلاده علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية، متهما المغرب بتنفيذ ما وصفه بـ"الأعمال الدنيئة" ضد الجزائر.

ورأى أورابح أن "عودة العلاقات مع المغرب مرهون، باعتذار المملكة عما بدر منها وتصحيح تجاوزاتها تجاه الجزائر".

وعن الأزمة الدبلوماسية مع فرنسا، توقع أورابح أن تبقى العلاقات "متوترة إلى غاية مرور الانتخابات الرئاسية بفرنسا"، مرجحاً" قيام الجانب الفرنسي بخطوات أكبر في ملف الذاكرة".

كما أشار دبش إلى أنه في نفس الوقت، هناك ملفات إقليمية أخرى قد توتر العلاقات من جديد، وأبرزها ملف مالي".

واعتبر دبش أن الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسي إلى الجزائر "كانت بمثابة اعتذار عما بدر من فرنسا، خاصة مع الخطوات التي أعقبت الزيارة وعلى رأسها فتح الأرشيف الفرنسي".

وينتهي عام 2021 على وقع تحضيرات الجزائر، لاستضافة القمة العربية المقبلة التي تريدها، حسب تصريحات الرئيس تبون، "قمة جامعة للعرب، وداعمة للقضية الفلسطينية"، وتواصل الدبلوماسية الجزائر مساعيها لإقناع باقي الدول العربية بالموافقة على عودة سوريا إلى الجامعة العربية بداية من قمة الجزائر المقبلة.

 وتبذل الجزائر جهودا حثيثة من أجل وضع القضية الفلسطينية على سلم الأولويات الإقليمية والدولية. وأوائل كانون الأول/ديسمبر الجاري أعلن الرئيس تبون، خلال استقباله نظيره الفلسطيني محمود عباس، أن الجزائر لديها موافقة من الرئيس عباس لاستضافة مؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية قبل انعقاد القمة العربية المقررة في آذار/مارس المقبل.

كما تسعى الجزائر لحشد موقف عربي موحد يدعم عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، بعد أن كانت قد علقت عضويتها في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 على خلفية الصراع الدائر على أراضيها.

أفكارك وتعليقاتك