"يوم التأهب للأوبئة".. مبادرات الإمارات تصنع الفارق وتعزز فرص العالم للمواجهة

"يوم التأهب للأوبئة".. مبادرات الإمارات تصنع الفارق وتعزز فرص العالم للمواجهة

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 26 ديسمبر 2021ء) تحول اليوم الدولي للتأهب للأوبئة، الذي يصادف غدا، إلى حدث بالغ الأهمية منذ تفشي جائحة كورونا التي أظهرت الحاجة الماسة لمزيد من التنسيق والتعاون الدولي في مواجهة تلك الأوبئة العابرة للحدود الوطنية والتي طالت تداعياتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية جميع الدول والمجتمعات دون أي استثناء.

وحذرت الأمم المتحدة من أن الأوبئة في المستقبل قد تتجاوز، في ظل غياب الاهتمام الدولي، حالات التفشي السابقة من حيث الشدة والخطورة، مؤكدة على الأهمية القصوى للتوعية، وتبادل المعلومات والمعارف العلمية، والتعليم الجيد، وبناء النظم الصحية المتطورة على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي، باعتبارها تدابير فاعلة للوقاية من الأوبئة والتصدي لها.

(تستمر)

وتشارك دولة الإمارات العالم احتفاله باليوم الدولي للتأهب للأوبئة، باعتبارها أحد أبرز الداعمين للجهود الدولية الرامية لمكافحة الأمراض الوبائية التي تشكل تهديدا حقيقيا لسلامة البشرية، حيث ساهمت مبادراتها الإنسانية خلال السنوات الماضية في تعزيز البرامج الصحية والعلاجية وتنفيذ حملات التطعيم وتوفير اللقاحات ضد العديد من الأمراض الوبائية حول العالم مثل كورونا وشلل الأطفال والملاريا والكوليرا ودودة غينيا.

ويعد دعم الجهود الرامية للقضاء على الأمراض الوبائية التي تهدد البشرية منهج أصيل في السياسة الإماراتية الخارجية، ففي عام 1990، قدم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" إلى مركز كارتر الذي يعنى بمكافحة الأمراض المدارية المهملة منحة بعدة ملايين من الدولارات دعم جهود استئصال مرض دودة غينيا.

وتقف الإمارات في مقدمة الدول الداعمة للمبادرات الإنسانية خلال جائحة كوفيد-19، وقد شكلت المساعدات التي قدمتها نسبة كبيرة من حجم الاستجابة الدولية للدول المتضررة منذ بداية الجائحة، حيث بلغ إجمالي عدد المساعدات الطبية، والأجهزة التنفسية، وأجهزة الفحص ومعدات الحماية الشخصية، والإمدادات الإماراتية حتى يوليو 2021 أكثر من 2,154 طن تم توجيهها إلى 135 دولة حول العالم.

وبلغ إجمالي رحلات المساعدات الطبية المرسلة 196، وتم إنشاء 6 مستشفيات ميدانية في السودان، وغينيا كوناكري، وموريتانيا، وسيراليون، ولبنان، والأردن، وتجهيز عيادة متنقلة في تركمانستان، فضلا عن المساعدات التي تم إرسالها من مخازن المنظمات الدولية المتواجدة في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي إلى مختلف دول العالم، إلى جانب التبرعات السخية التي قدمتها الدولة إلى منظمة الصحة العالمية.

بدورها قدمت " حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال " في جمهورية باكستان الإسلامية خلال الفترة من عام 2014 ، حتى نهاية شهر سبتمبر الماضي 583 مليونا و240 ألفا و876 جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال لأكثر من 102 مليون طفل باكستاني.

وحقق التعاون بين دولة الإمارات و"مؤسسة بيل وميليندا غيتس" على مدى العقد الماضي عدداً من المبادرات الصحية العالمية والإنجازات الرئيسية التي لعبت دورا بارزا في الحد من انتشار الأوبئة والوقاية من الأمراض المعدية وتقديم المساعدات الإنسانية والصحية للمجتمعات والشعوب المحتاجة.

واتسعت الشراكة بين دولة الإمارات ومؤسسة بيل وميليندا غيتس منذ انطلاقها عام 2011، لتشمل مجموعة مبادرات بلوغ الميل الأخير التي تسعى إلى الاستثمار بشكل مستدام من أجل دعم قضايا الصحة العالمية.

وفي إطار دعم جهود استئصال شلل الأطفال، قدمت كل من دولة الإمارات و"مؤسسة بيل وميليندا غيتس"، دعماً مالياً للمبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال، وتعاون الجانبان في استضافة فعاليات رئيسية لاستقطاب الجهات الفاعلة الرئيسية في المجتمع الصحي العالمي لدفع عجلة التقدم وزيادة التمويل.

وتعمل دولة الإمارات ومؤسسة بيل وميليندا غيتس من خلال التعاون المشترك طويل الأجل مع الدول المتضررة من أجل وضع وتنفيذ استراتيجيات مخصصة لمكافحة الملاريا، كما تسهم تبرعات الجانبين للصندوق العالمي /الذي تسهم دولة الإمارات فيه منذ عام 2019/ في إنقاذ الأشخاص من خلال تمويل الأدوية المضادة للملاريا والناموسيات، وبفضل الجهود التي بذلها الشركاء العالميون، أنقذت هذه المساهمات حياة نحو 1.1 مليون شخص من خلال التدابير الوقائية التي تم اتخاذها خلال العقد الماضي.

وأبدت دولة الإمارات ومؤسسة بيل وميليندا غيتس التزاماً بمواصلة الجهود الرامية إلى وضع استئصال الأمراض المعدية على رأس جدول الأعمال العالمي خاصة "استئصال الأمراض المدارية المهملة".

وتتضمن المبادرات "صندوق بلوغ الميل الأخير" الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في عام 2017 بالتعاون مع عدد من الجهات الداعمة بما فيهم مؤسسة بيل وميليندا غيتس، وتمتد أنشطة الصندوق لمدة 10 سنوات وقيمته 100 مليون دولار.

ويركز الصندوق جهوده على القضاء على العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفاوي في منطقة الساحل بأفريقيا، .

ويتعاون الجانبان في دعم مبادرات اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة الذي تم الاعتراف به رسمياً ضمن جدول أعمال الأمم المتحدة، ويوفر منبراً رئيسياً لجهود التوعية العالمية والعمل المتسق ومن أجل ضمان استمرار الدعم المالي.

ويسهم التعاون بين الجانبين في تعزيز الابتكار وتضافر الجهود في مجال الصحة العالمية وما بعدها من خلال مبادرات مثل المعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية "غلايد".

وعلى نحو مماثل، يعد صندوق "العيش والمعيشة" أكبر مبادرة تنموية متعددة الأطراف من نوعها في المنطقة، حيث تتجاوز قيمة التمويلات المعتمدة 1.34 مليار دولار لدعم مشاريع في مختلف أنحاء أفريقيا وآسيا ..وشملت إنجازات الصندوق المتنوعة الحد من الوفيات الناجمة عن الملاريا في السنغال وتحسين إنتاج الأرز في مختلف أنحاء غرب أفريقيا.

وتتعاون دولة الإمارات ومؤسسة بيل وميليندا غيتس في استضافة المنتديات والاجتماعات من خلال منصات تشمل "منتدى بلوغ الميل الأخير" الذي يجمع قادة الصحة العالميين في أبوظبي للتأكيد على أولوية القضاء على الأمراض.

أفكارك وتعليقاتك