أستاذ علم اللاهوت لسبوتنيك: ديزموند توتو لجأ للكتاب المقدس للكفاح ضد الظلم في جنوب إفريقيا

أستاذ علم اللاهوت لسبوتنيك: ديزموند توتو لجأ للكتاب المقدس للكفاح ضد الظلم في جنوب إفريقيا

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 29 ديسمبر 2021ء) تابيسو ليوكو. قال أستاذ علم اللاهوت العملي في جامعة جنوب إفريقيا، غيفت بالويي إن رئيس أساقفة جنوب إفريقيا السابق ديزموند توتو الذي رحل عن دنيانا يوم الأحد الماضي كان له تأثيرا هائلا على حياة الكثيرين، حيث استخدم الدين والكتاب المقدس للوقوف أمام الظلم الذي عانى منه الناس خلال حقبة الفصل العنصري​​​.

صرح بالويي لسبوتنيك، اليوم الأربعاء، أن " ديزموند توتو (الذي توفي الأحد الماضي) كان له تأثيرا هائلا على حياة الكثيرين، كما أنه ظل شوكة في ظهر السياسيين وكافح ضد ظلمهم للسود، مستخدما الدين والكتاب المقدس إزاء ما عاني منه الناس خلال حقبة الفصل العنصري" (حكمت الأقلية البيضاء البلاد من خلال هذا النظام من عام 1948 الذي أُلغى مطلع التسعينيات حيث عمل على خلق إطار قانوني يحافظ على الهيمنة الاقتصادية والسياسية للأقلية ذات الأصول الأوروبية).

(تستمر)

وقال إنه " بالنسبة إلى توتو، لم يكن علم اللاهوت مهنة يمكن أن يستخدمها لتعزيز أجندة تتمحور حول الذات، بل مهنة يصبح فيها المرء هو صوت من لا صوت لهم سعيا وراء العدالة والكرامة، وكان هذا كان واضحًا في طبيعة حياة اللاهوت التي عاشها واعترف بها طيلة حياته".

وأضاف أنه "دون أدنى شك، كان تأثير رئيس أساقفة جنوب إفريقيا السابق على الحياة الاجتماعية والأكاديمية والكنسية للعديد من الناس هائلاً."

وأشار إلى أن "أصبحت هذه أيديولوجيات أساسية عاش من أجلها طوال حياته، وقد منحه ذلك الشجاعة لمواجهة السياسيين الذين سعوا إلى إسكات الحقيقة حتى من داخل كنيسته الأنجليكانية. على الرغم من اتهامه بإدخال السياسة في الدين، إلى حد وصفه بأنه "وزيرًا للدين"، إلا أنه ظل شوكة في ظهر السياسيين وظلمهم ضد السود".

وتابع بالويي لسبوتنيك أن "نظام حقبة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا دفع توتو إلى النقطة التي سعى فيها إلى إثبات الحقيقة اللاهوتية حيث استخدم الدين والكتب المقدسة كوسيلة لمعالجة الظلم الذي عانى منه الناس خلال تلك الفترة".

وقال إن "توتو كانت له أساليب للتعامل مع قضايا الاضطهاد البشري وهي العودة إلى الكتاب المقدس بحثًا عن نهج تحرري مع الناس ومن أجل الناس".

وأضاف أنه "على الرغم من أن رغبة ديزموند توتو لم تكن في إقامة جنازة رسمية، فقد أعلن الرئيس سيريل رامافوزا أنها ستقام من الفئة الأولى يوم السبت 1 كانون الثاني/يناير 2022

في كاتدرائية سانت جورج ، كيب تاون.

وكان رئيس أساقفة جنوب إفريقيا السابق ديزموند توتو الحائز على جائزة نوبل للسلام وبطل الكفاح ضد الفصل العنصري قد توفي، يوم الأحد الماضي، عن عمر تجاوز 90 عامًا.

وقالت رئاسة جنوب أفريقيا، في بيان "يعرب الرئيس سيريل رامافوزا، نيابة عن جميع مواطني جنوب أفريقيا، عن حزنه العميق لوفاة رئيس الأساقفة الفخري ديزموند مبيلو توتو يوم الأحد 26 كانون الأول/ديسمبر 2021".

وأضاف البيان نقلا عن رامافوزا أن "وفاة رئيس الأساقفة الفخري ديزموند توتو تعد فصلا آخرا من فصول الفجيعة في وداع أمتنا لجيل من عظماء جنوب إفريقيا الذين تركوا لنا البلاد محررة".

وتابع "كان ديزموند توتو وطنيًا لا مثيل له؛ تمتع بذكاء ونزاهة لا تقهر ضد قوى الفصل العنصري، كان أيضًا رقيقًا وضعيفًا في تعاطفه مع أولئك الذين عانوا من الاضطهاد والظلم والعنف في ظل نظام الفصل، والمضطهدين في جميع أنحاء العالم".

واحتفلت جنوب إفريقيا في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بعيد الميلاد التسعين لديزموند توتو رئيس الأساقفة الذي تجاوز صيته حدود البلاد.

ولد توتو في 7 تشرين الأول/أكتوبر 1937، وكان ديزموند صوت السود في جنوب إفريقيا في النضال ضد النظام العنصري الأبيض الذي أطاحت به الديمقراطية منذ حوالى 30 عاما، ولم يتحدث علنا كثيرا في السنوات الماضية لمعاناته من سرطان البروستاتا منذ عشرين عاما.

وحصل توتو على جائزة نوبل للسلام في 1984، وفي عام 1985، أصبح أسقف جوهانسبرغ، وفي عام 1986 أصبح رئيس أساقفة كيب تاون، وهو المنصب الأعلى في التسلسل الهرمي الأنغليكاني بجنوب إفريقيا، وتقاعد عام 2010.

أفكارك وتعليقاتك