رئيس مجلس السيادة السوداني يؤكد أهمية تشكيل حكومة كفاءات مستقلة محددة المهام

رئيس مجلس السيادة السوداني يؤكد أهمية تشكيل حكومة كفاءات مستقلة محددة المهام

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 03 كانون الثاني 2022ء) شدد القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان على أهمية تشكيل حكومة مستقلة ذات مهام محددة يتوافق عليها السودانيون جميعا وذلك على خلفية الاستقالة التي تقدم بها رسميا رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أمس الأحد وكذا الاحتجاجات التي شهدتها البلاد والتي أسفرت عن مقتل العديد من المواطنين وقوات الأمن.

وأفاد مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة بالسودان، في بيان اليوم الاثنين، بأن البرهان أكد على ضرورة "تشكيل حكومة مستقلة ذات مهام محددة يتوافق عليها جميع السودانيون"​​​.

وأشار البرهان، خلال مؤتمر لضباط القوات المسلحة وقوات الدعم السريع من رتبة عميد وما أعلاها في القيادة العامة للجيش بالخرطوم، إلى ضرورة العمل على "تحقيق مهام الفترة الانتقالية التي تتمثل في تحقيق السلام وبسط الأمن ومعالجة قضايا الناس وإجراء الانتخابات".

(تستمر)

وأضاف أن تحقيق هذه الأهداف يحتاج إلى "تلاحم الشعب السوداني لإعلاء مصالح الوطن العليا والبعد عن المصالح الحزبية الضيقة".

وأكد القائد العام للقوات المسلحة السودانية أن "القوات المسلحة هي صمام أمان الوطن وستظل متماسكة تحرس ترابه وأمنه وكذلك الانتقال الديمقراطي وصولاً لانتخابات حرة ونزيهة ترضي طموحات كل السودانيين".

هذا وأعلن رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك، في وقت متأخر من أمس الأحد، استقالته رسميا من منصبه، على وقع الاحتجاجات الرافضة للاتفاق السياسي بينه ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، مشيرا إلى أنه عمل خلال الفترة الماضية على تجنيب البلاد خطر الانزلاق نحو كارثة.

وكشف حمدوك عن استقالته في ختام خطاب متلفز في ذكرى "ثورة ديسمبر". وأكد أنه "بعد انقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر وقعنا اتفاقا مع المكون العسكري في محاولة لحقن الدماء وجلب الأطراف إلى مائدة الحوار".

وتابع "الأزمة اليوم في البلاد سياسية بالمقام الأول... لكنها في الطريق لتصبح أزمة شاملة"، مضيفا "حاولت تجنيب بلادنا خطر الانزلاق نحو الكارثة، ونمر حاليا بمنعطف خطير يهدد ببقاء السودان كليا".

وأكد حمدوك أيضا خلال كلمته أن حل الأزمة في السودان لن يكون إلا بجلوس جميع الأطراف على مائدة المفاوضات.

وكانت لجنة أطباء السودان المركزية، أعلنت أمس الأحد، مقتل اثنين من المتظاهرين على يد القوات الأمنية، وذلك خلال مسيرات احتجاجية في السودان ضد الاتفاق الموقع مؤخرا بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ورئيس الحكومة عبد الفتاح البرهان.

وكانت الشرطة السودانية قد أعلنت في الـ30 من الشهر الماضي مقتل 4 متظاهرين وإصابة 298 آخرين وجرح 53 من أفرادها خلال مواجهات وقعت أثناء احتجاجات في مناطق متفرقة، معظمها بولاية الخرطوم.

وواجهت القوات الأمنية المتظاهرين بقنابل الغاز المسيل للدموع، وذلك بعد خروج مسيرات متكررة مناهضة للاتفاق بين رئيس الحكومة وقائد الجيش.

وأفاد مراسل سبوتنيك، بأنه منذ صباح أمس الأحد، أغلقت السلطات الأمنية أغلب جسور ولاية الخرطوم، عقب دعوات من لجان المقامة وتجميع المهنيين للتظاهر لمناهضة ما يصفونه بالحكم العسكري وتسليم السلطة كاملة للمدنيين".

كما اتجهت أرتالا من المركبات العسكرية تحمل قوات من الجيش والدعم السريع، صباح الأحد، من الخرطوم بحري إلى مدنية أم درمان التي شهدت مقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات أثناء تظاهرات يوم 30 ديسمبر الفائت.

هذا وقرر مجلس الأمن والدفاع الوطني السوداني برئاسة قائد الجيش رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان السبت الماضي، فتح تحقيق في التفلتات الأمنية خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد مؤخرا.

ويُشار إلى أن احتشاد السودانيين في عدة مدن وولايات بينها العاصمة الخرطوم، وأم درمان، وغيرها، يأتي بعد تظاهرات دعا إليها تجمع المهنيين السودانيين وقوى سياسية أخرى تعارض الإجراءات التي اتخذها البرهان في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 والتي تضمنت إعادة تشكيل المجلس السيادي واعتقال عدد من المسؤولين والإطاحة بحكومة حمدوك ووضعه قيد الإقامة الجبرية، قبل أن يعيده إلى منصبه بموجب اتفاق بينهما في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2021.

وقبل أيام، وجه رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، بالشروع في الإجراءات العملية للانتخابات في تموز/يوليو 2023، إلا أن عددا من القوى السياسية الفاعلة في الشارع ترفض الحديث عن أي إجراءات انتخابية في الوقت الحالي، معتبرة أن المناخ السياسي والأمني يحتاج إلى تهيئة أفضل.

أفكارك وتعليقاتك