الجيش اليمني يعلن محاصرة "أنصار الله" في سلسلة جبلية استراتيجية جنوب مأرب

الجيش اليمني يعلن محاصرة "أنصار الله" في سلسلة جبلية استراتيجية جنوب مأرب

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 18 كانون الثاني 2022ء) أعلن الجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً، مساء الاثنين، مقتل العشرات من مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، في معارك خلال 24 ساعة بمحافظة مأرب شمال شرقي اليمن.

وقال مساعد قائد المنطقة العسكرية الثالثة لشؤون التوجيه المعنوي في الجيش اليمني، العميد محمد المكروب، حسب ما نقله موقع وزارة الدفاع اليمنية "26 سبتمبر"، إن "العدو الحوثي أصبح في نقطة محصورة وضيقة جداً وتحت نيران الجيش في جبل البلق الشرقي (سلسلة جبلية استراتيجية) جنوب مأرب، بعد أن تم قطع كل خطوط امداداته والسيطرة على قمته"​​​.

وأضاف أن "المعركة تسير وفق ما هو مخطط لها، وأصبحت مليشيا الحوثي بين كماشتي قوات الجيش وألوية العمالقة (المنضوية ضمن القوات اليمنية المشتركة الموالية للحكومة المعترف بها دولياً)، وخلال الأيام القادمة سيسمع الشعب اليمني ما يسره".

(تستمر)

ووفقاً للعميد المكروب، "تكبدت المليشيا الحوثية في المعارك وجراء ضربات مقاتلات تحالف دعم الشرعية خلال الـ24 ساعة الماضية أكثر من 160 عنصراً، وتدمير أكثر من 18 آلية منها 6 دبابات، وعدد من الأطقم المحملة بالتعزيزات".

واختتم القائد في الجيش اليمني بالقول: "نخوض معركة ليست من أجل محافظة مأرب أو محافظة شبوة، أو غيرها من المحافظات، إنما معركتنا من أجل اليمن، والأمة العربية، فنحن الطليعة التي تواجه إيران، وما الحوثيين إلا أدوات خبيثة تنفذ أجندة إيران".

من جهة ثانية، قالت ألوية العمالقة، عبر مركزها الإعلامي، إنها "سيطرت على أكثر من 20 صاروخاً تابعاً للحوثيين في أحد المواقع التي سيطرت عليها القوات في مديرية حَريب (جنوب مأرب)".

وأضافت أن "الصواريخ كانت معدة للإطلاق ضمن عمليات الحوثيين العدائية، ضد المدنيين وقوات العمالقة في محافظة شبوة".

في المقابل، أفاد تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم جماعة الحوثيين، بأن "طيران العدوان الأمريكي الإماراتي (في اشارة إلى التحالف العربي) شن 24 غارة على مديريتي حَريب والجُوبة (جنوب مأرب)، واستهدف بـ 7 غارات مديرية الوادي (جنوب مأرب)، ونفذ غارة على مديرية صِرواح (غرب مأرب)".

ولم تشر الجماعة إلى الخسائر الناجمة عن الغارات الجوية المكثفة.

ويوم الأحد الماضي، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية تحقيق قواتها تقدماً في معارك مع جماعة الحوثيين في محافظة مأرب، بالسيطرة على مناطق ومواقع وصفتها بـ"الاستراتيجية" أبرزها جبل الفليحة واقترابها من معسكر أم ريش التدريبي في الجبهة الجنوبية من المحافظة الغنية بالنفط.

وأعلن الجيش اليمني، يوم الجمعة الماضي، تقدم قواته 10 كيلو مترات باتجاه عقبة ملعاء في الجبهة الجنوبية من مأرب، بالتزامن مع السيطرة على مواقع "استراتيجية" في الجبهة الشمالية الغربية لمأرب، خلال هجومين منفصلين على مقاتلي جماعة الحوثيين.

تزامن ذلك مع تقدم مماثل للقوات الحكومية في مديرية الجُوبة جنوب مأرب، حيث أفاد المتحدث باسم المنطقة العسكرية السادسة في الجيش اليمني، العقيد ربيع القرشي، لوكالة "سبوتنيك" بأن الجيش سيطر على مواقع مهمة جنوب مأرب، واقتربت قواته من بوابة معسكر أم ريش التدريبي.

وأعلنت جماعة الحوثيين، مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، سيطرتها على 12 مديرية في محافظة مأرب، من أصل 14 في المحافظة الغنية بالنفط والغاز، ووصول طلائع قواتها إلى مدخل مدينة مأرب.

وتشهد محافظة مأرب، منذ مطلع شباط/ فبراير الماضي، قتالاً متصاعداً بين الجيش اليمني وجماعة الحوثيين، اثر إطلاق الجماعة عملية عسكرية للسيطرة على مركز المحافظة مدينة مأرب.

وتكتسب السيطرة على مدينة مأرب، أهمية سياسية وعسكرية واقتصادية كبيرة في الصراع باليمن، إذ تضم المدينة مقر وزارة الدفاع وقيادة الجيش اليمني، إضافة إلى حقول ومصفاة صَافِر النفطية.

ويمثل القتال في مأرب جانباً من معارك عنيفة يشهدها اليمن منذ نحو 7 أعوام بين جماعة الحوثيين، وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء أواخر 2014.

وتسبب الصراع الدامي في اليمن بمقتل وإصابة مئات الآلاف؛ فضلاً عن نزوح السكان، وانتشار الأوبئة والأمراض.

أفكارك وتعليقاتك