الرئيس اللبناني: مبادرة "إعادة بناء الثقة" التي نقلها وزير خارجية الكويت ستكون موضع دراسة

الرئيس اللبناني: مبادرة "إعادة بناء الثقة" التي نقلها وزير خارجية الكويت ستكون موضع دراسة

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 23 كانون الثاني 2022ء) أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الأحد، أنه ستتم دراسة المبادرة الدولية الخليجية "لإعادة بناء الثقة" التي نقلها وزير خارجية الكويت أحمد ناصر الصباح خلال زيارته لبيروت التي تعد الأولى منذ اندلاع الأزمة الخليجية - اللبنانية نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2021.

وقال عون لدى استقباله وزير خارجية الكويت، بحسب الرئاسة اللبنانية على تويتر "أفكار مبادرة لإعادة بناء الثقة التي نقلها الوزير الكويتي ستكون موضع تشاور لإعلان الموقف المناسب منها، وهناك حرص لبناني ثابت على المحافظة على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية"​​​.

وأكد عون أن لبنان يرحب بأي تحرك عربي من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية بينه وبين دول الخليج العربي، "وهو ملتزم تطبيق اتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية والقرارات العربية ذات الصلة".

(تستمر)

وعقب اللقاء قال وزير خارجية الكويت، في مؤتمر صحافي "طالبنا بألّا يكون لبنان منصة لأيّ عدوان لفظي أو فعلي، وأن يكون عنصراً متألقاً وأيقونة مميزة في المشرق العربي، ولا توجّه للتدخّل في شؤون لبنان".

وأضاف الصباح، حسبما نقلت عنه الرئاسة اللبنانية "أحمل رسالة كويتية خليجية عربية ودولية كإجراءات وأفكار مقترحة لبناء الثقة مجددا مع لبنان، وهم الآن بصدد دراستها وإن شاء الله يأتينا الرد قريبا، ولبنان ساحة أمل للجميع وليس منصة عدوان".

وفي سياق متصل، ذكرت وزارة الخارجية الكويتية في بيان أن الصباح التقى في بيروت وزير الداخلية اللبناني بسام المولوي "للتأكيد على أهمية زيادة الجهود للحد من تهريب المخدرات للكويت والمنطقة، وأن تضطلع الدولة اللبنانية بمسؤوليتها للحيلولة دون ذلك، حمايةً للبلدين والشعبين الشقيقين".

وقال الصباح، "نقلتُ لمولوي كافة الهواجس العربية والدولية وتطرّقنا إلى تصدير آفة المخدرات إلى خارج لبنان وهناك مطالب ورغبة عامّة في أن تكون كافة منافذ الدولة تحت سلطتها".

من جهته، أكد المولوي "موقف لبنان ووزارة الداخلية من كلّ الأمور التي تحصل في البلد أو أيّ ما قد يشكّل أذى لفظيًّا لدولة الكويت وكلّ ما يتعلق بضبط الحدود وتهريب المخدرات".

الجدير بالذكر أن السلطات اللبنانية بدأت تشديد إجراءات التفتيش والمراقبة عند المنافذ الحدودية، وذلك بعد اتخاذ المملكة العربية السعودية قراراً  في نيسان/أبريل 2021 بوقف استيراد المنتجات الزراعية أو السماح بعبورها لأراضيها، على أثر ضبط كميات ضخمة من حبوب الكبتاغون كانت مخبأة داخل شحنة فواكه مصدّرة.

وفي وقت لاحق أعلنت دول الخليجية، من بينها الإمارات والكويت والبحرين، تأييدها للقرار السعودي.

ووصل أحمد ناصر الصباح إلى العاصمة اللبنانية بيروت، أمس، في أول زيارة لمسؤول خليجي إلى لبنان، منذ سحب دول عربية خليجية إثر أزمة دبلوماسية، اندلعت في تشرين الأول/أكتوبر 2021، بعد نشر مقابلة متلفزة، جرى تسجيلها مع وزير الإعلام اللبناني المستقيل جورج قرداحي قبل توليه مهام منصبه، اعتبر فيها أن جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) اليمنية "تدافع عن نفسها في وجه اعتداء خارجي على اليمن، منذ سنوات".

وما فاقم الأزمة أكثر، رفض الوزير السابق الاعتذار عن تصريحاته، التي أثارت عاصفة من الانتقادات في دول الخليج العربية.

وأعلنت السعودية في خضم الأزمة استدعاء سفيرها لدى بيروت، وإمهال السفير اللبناني في المملكة 48 ساعة لمغادرة البلاد، ولحقت بها في هذا القرار الكويت والإمارات والبحرين؛ كما أعلنت المملكة، وقف دخول الواردات اللبنانية إلى أراضيها.

وفي 3 كانون الأول/ديسمبر الماضي، أعلن قرداحي استقالته من منصبه، ليمهد الطريق لإعادة العلاقات لطبيعتها، وهو ما بدأ خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية الشهر الماضي واجتماعه بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وما رافق ذلك من اتصال ثلاثي بين ماكرون وابن سلمان ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، حيث وعد الجانب السعودي بـ"فتح صفحة جديدة مع لبنان".

أفكارك وتعليقاتك