كهرباء الأردن للبنان خلال شهرين.. والغاز المصري مؤجل

كهرباء الأردن للبنان خلال شهرين.. والغاز المصري مؤجل

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 26 كانون الثاني 2022ء) جمانة بعلبك - يوقّع وزراء الطاقة اللبناني وليد فياض والسوري غسان الزامل والأردني صالح الخرابشة، اليوم، الأربعاء، اتفاقية شراء وعبور الكهرباء من الأردن إلى لبنان عبر سوريا، على أن يستكمل الجانبان اللبناني والسوري مسألة التمويل مع البنك الدولي الذي تعهد بتمويل هذه العملية لمصلحة لبنان.

وبموجب الاتفاقية يؤمن الأردن 250 ميغاواط من الكهرباء للبنان عبر سوريا، بينها 150 ميغاواط من منتصف الليل حتى السادسة صباحاً، والبقية على مدار الساعة، ما يعني رفع التغذية الكهربائية في لبنان من ساعتين يومياً إلى أربع ساعات يومياً.

وقال مصدر واسع الإطلاع في وزارة الطاقة اللبنانية لـ"سبوتنيك" إن الفرق اللبنانية والسورية أنجزت صيانة كل الخطوط والشبكات وباتت جاهزة لاستقبال كهرباء الأردن التي سيتم وصلها بالشبكة اللبنانية عبر منطقة كسارة في البقاع الأوسط.

(تستمر)

وبشأن المهلة المقدرة لتحسن تغذية الشبكة الكهربائية في لبنان، أشار المصدر إلى أن الأمر رهن التفاهم الذي سيجريه البنك الدولي مع الحكومة اللبنانية في موضوع رفع سعر التكلفة الكهربائية.

وبين المصدر في هذا الشأن، أن معدل سعر كيلوواط الكهرباء عالمياً هو من 10 إلى 12 سنتاً، بينما سعره هو الأدنى في لبنان عالمياً إذ يبلغ 0.015، أي أقل من سنت واحد، وهذا الأمر يحتاج إلى مفاوضات بين البنك الدولي ووزارة الطاقة في لبنان من أجل رفع سعر تعريفة الكهرباء حسب الشطور ولكن بما لا يقل عن 12 إلى 15 سنتاً.

وأوضح المصدر أنه إذا سارت الأمور على ما يرام بين لبنان والبنك الدولي، فإن الكهرباء الأردنية ستصل إلى لبنان في موعد أقصاه نهاية آذار/مارس المقبل.

وقال وزير الطاقة اللبناني: "ما كان من المفترض إنجازه خلال ستة اشهر، أنجزناه خلال شهرين، ويبقى موضوع التمويل من البنك الدولي الذي سنعمل عليه في أسرع وقت ممكن لتوضع هذه الاتفاقية موضع التنفيذ".

وأوضح وزير الطاقة السوري من جانبه، "الحكومة السورية كانت تصر على إنجاح هذا الملف في أسرع ما يمكن، وبالطبع انجزنا كل الأعمال التي تعهدنا بإنجازها بالمدة المحددة، وهذا بداية للتعاون العربي - العربي"، مشددا على أن الطاقة ستكون بداية انطلاقة لتعاون في مجالات أخرى.

ووصف وزير الطاقة الأردني، توقيع الاتفاق الثلاثي، بأنها "لحظة تاريخية"، وقال إن أهمية العقد تكمن في تعزيز التواصل والتعاون بين دولنا لمصلحة الجميع، وأمل أن يحسن الاتفاق مستوى الخدمة الكهربائية في لبنان".

وفيما يتعلق بالتطورات بشأن وصول الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، أكد وزير الطاقة اللبناني، وليد فياض، في تصريحات لـ "سبوتنيك" أن المفاوضات مستمرة بين الجانبين اللبناني والمصري، وثمة مفاوضات موازية تجري بين المصريين والأميركيين لضمان الأبعاد القانونية، في ضوء القرار السياسي الذي اتخذته حكومات مصر والأردن وسوريا ولبنان بالسير في هذا الخيار.

وما يقصده فياض بحديثه عن "الأبعاد القانونية" يتصل تحديداً بـ"قانون قيصر" الأميركي الذي يمنع تعامل الدول والشركات والأفراد تجارياً مع الحكومة السورية.

ويعوّل المصريون على ما هو أكثر من "رسالة التطمين" التي حصلت عليها الشركة المصرية القابضة للغازات (إيجاس) من وزارة الخزانة الأميركية، وحصلت شركة كهرباء لبنان على نسخة مماثلة أيضاً.

غير أن مصدرا رسميا لبنانياً واسع الإطلاع كشف لوكالة "سبوتنيك" أن احتمالات وصول الغاز المصري إلى لبنان "مرتبطة إلى حد كبير بمسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، فإذا حصل تطور إيجابي في المرحلة المقبلة، سيترجم بتسريع وتيرة وصول الغاز المصري للبنان عبر شبكة تمر من الأردن إلى سوريا، وإذا تعثرت المفاوضات، لن يكون وصول هذا الغاز بمتناول اللبنانيين في وقت قريب".

وقال المصدر إن الوسيط الأميركي المعني بملف مفاوضات ترسيم الحدود، عاموس هوكشتاين، كان مقررا وصوله إلى لبنان في السابع عشر من كانون الثاني/يناير الحالي، غير أن إجراءات وزارة الخارجية الأميركية المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا، أفضت إلى تأجيل موعد زيارة الوسيط الأميركي.

وتوقع المصدر الرسمي اللبناني وصول هوكشتاين، إلى بيروت في الربع الأخير من شهر شباط/فبراير المقبل، وقال "قبل ذلك لن نشهد أي تطورات في ما يتعلق بوصول الغاز المصري إلى لبنان".

وتؤمن معامل مؤسسة كهرباء لبنان حالياً ساعتي تغذية بالتيار الكهربائي، واحدة خلال ساعات النهار والثانية خلال ساعات الليل، فيما لجأ اللبنانيون على باقي ساعات النهار والليل إلى المولدات الخاصة التي ارتفعت أسعار فاتورتها الشهرية بسبب رفع الدعم عن المحروقات في لبنان.

وكان العراق ولبنان قد وقعا في العام 2021 اتفاقيه استقدام نفط عراقي خام يمكن استبداله بوقود صالح لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء في لبنان. وقد وصلت شحنة النفط العراقية إلى لبنان في الأسبوع الأول من أيلول/سبتمبر الماضي، إذ جرى استبدال 84 ألف طناً من النفط الأسود الخام (العالي الكبريت) بـ30 ألف طن من زيت الوقود الثقيل و33 ألف طن من الغاز أويل بواسطة شركة "إينوك" الإماراتية لمصلحة مؤسسة كهرباء لبنان ولا سيما معمل دير عمار في شمال لبنان.

وحالياً توفر كمية النفط العراقية ساعتي تغذية بالتيار الكهربائي، ومع الكهرباء الأردنية، سترتفع التغذية إلى أربع ساعات، وإذا توفرت كميات الغاز التي يطمح لبنان بالحصول عليها من مصر، يمكن توفير 8 إلى 10 ساعات تغذية بالتيار الكهربائي، في انتظار ما سيقرره لبنان من مشاريع لإصلاح قطاع الكهرباء مع صندوق النقد الدولي، حيث انطلقت المفاوضات بين الحكومة اللبنانية وإدارة الصندوق يوم الاثنين الماضي بخاصية الفيديو.

أفكارك وتعليقاتك