مدفيديف: لدينا اتصالات مع طالبان ومسألة الاعتراف تخضع لمعايير تتعلق بتنفيذ مجموعة التزامات

مدفيديف: لدينا اتصالات مع طالبان ومسألة الاعتراف تخضع لمعايير تتعلق بتنفيذ مجموعة التزامات

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 28 كانون الثاني 2022ء) أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، اليوم الجمعة، وجود اتصالات مع حركة طالبان الأفغانية (منظمة تخضع لعقوبات الأمم المتحدة على خلفية النشاط الإرهابي)؛ مؤكدا أن مسألة الاعتراف بها كقوة سياسية، يتوقف على تنفيذها سلسلة من الالتزامات، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب.

وقال مدفيديف، في حديثة لوسائل الإعلام الروسية، "بالنسبة للوضع العام (في أفغانستان)، فلا يزال صعبا ​​​.. لدينا اتصالات مع طالبان، وهذا أمر طبيعي.

وإذا تحدثنا عن الاعتراف بها كقوة سياسية، فهناك موقف عام بشأن تشكيل حكومة شاملة؛ وهناك ما يتعلق بتنفيذ عدد من الالتزامات، التي يجب على هذه السلطة الوفاء بها، وبالطبع مكافحة الإرهاب".

(تستمر)

واعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أن أفغانستان كان من الممكن أن تتحول إلى "حديقة مزهرة"، حال تم استخدام الأموال التي أنفقت عليها على مدار 20 عامًا لأغراض أخرى، وعدم فرض الولايات المتحدة نموذجها الديمقراطي على هذا البلد.

وأضاف، "الأموال التي تم إنفاقها خلال تلك فترة أكثر من 20 عامًا، لو كانت استخدمت لأغراض مختلفة تمامًا - لا أعرف على ماذا تم إنفاقها هناك، من المحتمل أن يكون هناك نوع من الصفقات الفاسدة، وقد تم إنفاقها بغباء - كان من شأنها، برأيي، تحويل أفغانستان إلى حديقة مزهرة".

وتابع مدفيديف قائلا، "هذا، لو كانوا بذلوا جهودا من أجل هذا، أولا .. وثانيا، لو لم يحاول الشركاء – وهم في هذه الحالة الأميركيون - فرض نموذجهم الخاص للديمقراطية، الذي يحاولون تقديمه في جميع أنحاء العالم. وهو نموذج غير قابل للتطبيق إطلاقا في عدد من البلدان".

وبخصوص الوضع المتعلق بتهريب المخدرات، قال مدفيديف، "الوضع مع الاتجار بالمخدرات درامي للغاية، لأنه منذ عام 2001، بمجرد ظهور الأميركيين هناك (وهم علاوة على ذلك، دولة قوية ذات موارد ضخمة)، اعتقد الجميع، أنهم سيقومون بتنظيم الأمور. لكن حجم تجارة المخدرات تضاع بنحو 40 مرة".

وختم مدفيديف قائلا، "لقد تم إنفاق تريليونات الدولارات، وما يزال السكان (الأفغان) يعيشون في فقر .. في فقر مدقع. وتجارة المخدرات آخذة في الازدياد.

وعلاوة على ذلك، نحن نعرف الحالات، التي كانت فيها الوحدات الدولية المتواجدة هناك .. في واقع الأمر، قوات الناتو، والقوات الأميركية، تغض الطرف عن ذلك".

إلى ذلك، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم الأربعاء المنصرم، الوضع الإنساني في أفغانستان بأنه الأسوأ على الإطلاق؛ داعيا إلى مضاعفة العمليات الإنسانية الرامية لإنقاذ الأرواح في هذه البلد، الذي يواجه نصف سكانه خطر الجوع.

وحث الأمين العام للأمم المتحدة، حركة طالبان على العمل لبناء الثقة مع الشعب الأفغاني.

وكانت حركة طالبان أعلنت، في 7 أيلول/سبتمبر 2021، تشكيل حكومة مؤقتة في أفغانستان، وذلك بعد انتزاع السلطة من الحكومة السابقة برئاسة أشرف غني، الذي غادر البلاد قبل دخول مقاتلي الحركة إلى العاصمة.

وأغلقت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى سفاراتها وسحبت دبلوماسييها من أفغانستان بعد سيطرة طالبان على السلطة.

ولم تعترف دول العالم بالحكومة التي شكلتها طالبان، حتى الآن؛ مشترطة الاعتراف بوفاء هذه الحكومة بعدة شروط، في مقدمتها ضمان الحريات واحترام حقوق المرأة والأقليات، وألا تصبح الأراضي الأفغانية نقطة انطلاق للأعمال الإرهابية.

أفكارك وتعليقاتك