مؤتمر ميونيخ للأمن ينطلق غداً دون مشاركة روسية.. وأزمة أوكرانيا الأبرز على الطاولة

مؤتمر ميونيخ للأمن ينطلق غداً دون مشاركة روسية.. وأزمة أوكرانيا الأبرز على الطاولة

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 17 فبراير 2022ء) تنطلق غداً الجمعة، فعاليات مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن لعام 2022 بشكل فعلي بعد نحو عامين من آخر انعقاد فعلي للمؤتمر، وليس افتراضياً بسبب جائحة كوفيد-19، في وقت تشهد العديد من الملفات السياسية والدفاعية على الساحة العالمية تطورات سريعة، بداية من تداعيات الجائحة، وأزمات المناخ والطاقة، مرورا بالتعامل مع الصين، والتساؤلات حول بنية النظم الأمنية، ووصولا إلى المباحثات مع إيران حول الاتفاق النووي، وأخيرا التوتر بين روسيا وأوكرانيا، والمحادثات الأوروبية الأميركية المستمرة لاحتواء هذا التوتر.

ورغم أن التوترات بين روسيا وأوكرانيا ستحتل مساحة كبيرة من النقاشات في المؤتمر، إلا أن المؤتمر سينعقد هذا العام دون مشاركة روسية، رغم أن المؤتمر وجه دعوة للمسؤولين الروس، لكن المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قالت الأسبوع الماضي، إن "الحكومة الروسية لن تشارك في المؤتمر بأي ممثلين لأسباب مختلفة"، مضيفة بأن "المؤتمر الذي يجمع خبراء السياسية الأمنية في العالم فقد موضوعيته".

(تستمر)

على الجانب الآخر، قال رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن فولغانغ إشينغر، خلال مؤتمر صحفي هذا الأسبوع، إنه "وجه الدعوة إلى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف ونائب رئيس مجلس الأمن دميتري مدفيديف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن لسوء الحظ تم رفض ذلك".

وحول مناقشة الأزمة الأوكرانية في المؤتمر، قال إشينغر، إن "المناقشات كانت ستكون ذات مغزى أكبر إذا شارك ممثل من الحكومة الروسية".

أيضا أكدت الخارجية الأميركية في تصريح أمس، أن "وزير الخارجية أنتوني بلينكن سوف يناقش مع الحلفاء والشركاء الجهود الجارية لحث روسيا على خفض التصعيد واختيار طريق الدبلوماسية، وكذلك الاستعداد لفرض تكلفة باهظة إذا قامت روسيا بغزو أوكرانيا".

إلى جانب الأزمة الأوكرانية الروسية، ستحتل النقاشات حول التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران جانباً ملحوظاً من المناقشات، حيث سيشارك مسؤولون كبار من كل البلاد المنخرطة في مفاوضات فيينا للوصول إلى اتفاق، مثل وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، والأميركي أنتوني بلينكن، والفرنسي جان إيف لودريان، إضافة إلى مسؤولين عن الاتحاد الأوروبي.

وبات الوصول إلى اتفاق مع إيران حول أنشطتها النووية وشيكاً، حسب تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أمس الأربعاء، بعد نحو عام من مفاوضات فيينا.

إضافة إلى ذلك، وبحسب إشينغر، فإن المؤتمر هذا العام، سيناقش "التعامل الصحيح مع الصين، وسيطرح تساؤلات حول بنية النظام الأمني الأوروبي - الأطلسي، والشراكة بين أوروبا والولايات المتحدة".

وفي تقرير المؤتمر لعام 2022 والذي نشر قبل عدة أيام تحت عنوان "التغلب على العجز"، يصف التقرير "شعوراً جماعياً بالعجز" لدى بعض الدول والمجتمعات أمام التحديات الكبيرة التي واجهها العالم خاصة في عام 2020 بعد اندلاع الجائحة.

وبحسب التقرير فإن "عام 2021 لم يكن عاماً للتفاؤل، حيث هيمنت أزمة جديدة على العالم كل شهر ما ضاعف من الشعور بالعجز أمام هذه الأزمات".

ولفت التقرير إلى أن أزمات، مثل فشل الولايات المتحدة وحلفائها وانسحابها من أفغانستان في عام 2021 ، طرح تساؤلات حول قدرة الغرب على بناء هياكل وتشريعات لتعزيز الاستقرار في مناطق أخرى من العالم.

كما أشار التقرير إلى أن التطورات في أفغانستان، أثارت تساؤلات حول الدور الأوروبي في الساحل الأفريقي، فبالرغم من أن هذا الإقليم شهد جهوداً هائلة لبناء السلام منذ عام 2013، إلا أن الوضع الأمني هناك في تدهور مستمر.

كذلك أشار التقرير إلى عدد من الأزمات في العالم، مثل التوترات في القرن الأفريقي والخليج، وارتفاع نسبة عدم المساواة، وكذلك مشاكل سلاسل التوريد العالمية.

وستنعقد فعاليات المؤتمر في الفترة من 18 إلى 20 شباط/ فبراير في ميونيخ، ولكن بمشاركة عدد أقل من الضيوف والصحفيين والوفود الرسمية لضمان الإجراءات الاحترازية المتعلقة بفيروس كورونا المستجد.

ومن المقرر أن تسلم إدارة المؤتمر خلال فعالياته من الرئيس الحالي، فولغانغ إشينغر، إلى مستشار ميركل السابق في العلاقات الأمنية والخارجية، كريستوف هيوسجن.

وبحسب الموقع الرسمي للمؤتمر، سيشارك في نسخة هذا العام عدد كبير من المسؤولين الحكوميين والمنظمات الدولية، أبرزهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، ورئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم، إلى جانب وزراء الخارجية والدفاع من عدة دول أبرزهم الولايات المتحدة وإيران والسعودية وقطر والإمارات والبحرين وألمانيا وتركيا وإسرائيل وإيطاليا وفرنسا واليونان وغيرهم.

أفكارك وتعليقاتك