خبير: ليبيا اليوم في أسوأ حال في تاريخها المعاصر

خبير: ليبيا اليوم في أسوأ حال في تاريخها المعاصر

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 17 فبراير 2022ء) نادر الشريف . تمر على ليبيا الذكرى الحادية عشر من ثورة 17 فبراير التي أطاحت بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011 أنداك، وبالرغم من مرور السنوات لا تزال ليبيا تعاني من الانقسامات وعدم الاستقرار والانتهاكات فهل حققت الثورة أهدافها​​​.

تحدثت وكالة "سبوتنيك" مع المحلل السياسي الليبي محمود محمد المفتي، الذي أعتبر إن الوضع في ليبيا اليوم يعتبر أسوأ حال في تاريخها المعاصر.

ورداً على سؤال "سبوتنيك" حول اليوم 17 شباط/فبراير- ذكرى انطلاق الثورة الليبية التي مر عليها حتي الآن 11 عاماً، حول الوضع في ليبيا الآن وهل حققت الثورة أهدافها قال المفتي إن "من باب الإجابة المباشرة، ليبيا اليوم في أسوأ حال في تاريخها المعاصر قد يصح القول إن وضع ليبيا اليوم، أشبه بأربعينيات القرن الماضي بلا دولة أو سيادة والشمل في حالة تشظي وانقسام، مع فارق الظروف والمعطيات بطبيعة الحال".

(تستمر)

وأضاف "من الصعب أن نقول فبراير حققت أهدافها وإلى اللحظة بإمكاننا وصفها بأنها أطاحت بنظام وغرقت في وحل"، مضيفاً "اليوم لدينا عدة فبراير، في ليبيا أي انحرفت فبراير عن مسارها الأول، فقد تم قرصنة الثورة من التيار الإسلامي السياسي وعلى رأسهم تنظيم الإخوان المسلمين من عسكروا فبراير، وأدخلوها في دهاليز بعيدة عن جوهر أهدافها حاملة معها الفتنة ومشروع خارجي طوال العشرية الماضية لتنفيذ أجندة مرادها التفكيك و الحروب وسرقة الثروات الليبية، وقد نجح الإخوان المسلمين في ذلك بغطاء ما يسمى بالمجتمع الدولي وبعثات الأمم المتحدة المتتالية منذ 2011 والتي فشلت

في تحقيق أي شيء يذكر عدا الخطاب المأزوم وتدهور الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد حتى النخاع".

وتابع المحلل السياسي الليبي، "لا ننسى بعد انقلاب الجناح المتطرف الإسلاموي على فبراير في بداية سنواتها تم مقابلتها بتيار وطني والذي سمي حينها بعملية الكرامة من مرتفعات الرجمة لتدخل بنغازي في حرب دموية 2014-2017 هزمت فيها أشرس جماعات إرهابية عرفها التاريخ أهمها تنظيم داعش و القاعدة" ( الإرهابيان المحظوران في روسيا ودول أخرى)، موضحاً أن "نتج عن ذلك تموضع هذه المجموعات بعد هزيمتهم في العاصمة الليبية طرابلس، غيروا فيها أساليبهم السياسية واتجهوا نحو أسلوب الخداع بخلع الثوب المتطرف والتحدث عن الدولة المدنية والديمقراطية والانتخابات بينما المناخ ا

لحقيقي وراء الستار مليء بالسجون السرية واعتقال والإخفاء القسري و تصفية من يعارضهم والأخطر من ذلك تبنيهم أو اختزال من هزمهم بشرق البلاد بالعدو الدكتاتوري ( المشير خليفه حفتر ) والترويج إلى الثورة المضادة استنادا إلى قانون العفو العام الذي سمح لعناصر النظام السابق بالعودة إلى ديارهم".

وعن رؤية الليبيين لهذا اليوم بعد فشل الاستقرار السياسي والأمني بالبلاد خاصة استمرار الخلافات القائمة بين الفرقاء الليبيين بعد فشل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، أكد المفتي، "أن الليبيين منهكون ومصابون بخيبة أمل وتحول الصراع من الشارع إلى القمة ليصبح قطبين، القطب الأول الموجود في طرابلس المركز من تتحكم في القرار السياسي والمالي المدعوم بدول خارجية بعينها وعلى رأسها بريطانيا من أعطتهم صك على بياض ورغم كل هذا وذاك فشلوا في السيطرة على الأراضي الليبية خلال عشر سنوات الماضية".

وتابع "التجربة الإخوانية في العاصمة الليبية تقول إنها لا تريد جيش ولا انتخابات فهي تسلك نهج النموذج اللبناني أو الحشد الشعبي بالعراق، ميليشيات واحتكار موارد النفط عن طريق مصرف ليبيا المركزي والمؤسسات بالعاصمة".

وأشار إلى أن "البرلمان الليبي بطبرق تم عرقلته واستغلاله من أطراف دولية و مركزية الإخوان بطرابلس في كل مراحله السابقة مما أوصل الوضع إلى انسداد سياسي انعكس سلبا على الحالة المعيشية والأمنية بالبلاد علما أن البرلمان هو الغطاء الشرعي الوحيد في ليبيا رغم سلبياته فهو يظل الضامن الوحيد للجيش الوطني الليبي و شوكة في حلق مشروع الإخوان الفاشل".

واعتبر المفتي، أن "التوافق بين دولة الفقيه بالعاصمة الليبية وأنصار الدولة المدنية لن يصلوا إلى حل فالمشكلة أعمق من ذلك أي من يدير الأزمة الليبية ليسوا ليبيين قط بل أطراف خارجية متنازعة داخل البيت الليبي وقد يكون الطرف الليبي هو الاضعف اليوم".

ورداً على سؤال بشأن بعض من الشعب الليبي الذي يقارن عهد القذافي بعهد فبراير وهل هذه المقارنة منطقية، ولماذا أصبحت المقارنة بين النظامين تتمحور بين الوضع المعيشي والأمني والسياسي قال المحلل السياسي الليبي، إنه "إذا قارنا بطريقة مباشرة ما قبل وبعد فبراير، أكيد الحال كان أفضل بكثير أواخر عهد القذافي من الناحية المعيشية والأمنية، فاليوم لدينا انقسامات حادة أشبه بالفسيفساء والسلاح منتشر بطريقة مرعبة والمرتزقة تأتي من كل حدب وصوب ودخلها أكثر بكثير من دخل المواطن فهي تدفع من الخزينة الخلفية التي يتحكم فيها محافظ ليبيا المركزي الصديق الكبير ال

ذي شغل هذا المنصب قرابة إحدى عشر عاما كسابقة خطيرة في تاريخ ليبيا".

وتابع "أما إذا تمت المقارنة بشكل موضوعي فسنجد أسباب هذا التدهور الحالي كان القذافي السبب الرئيس فيه بدولته المغلقة خلال أربع عقود، حيث رحل وترك اللادولة في ليبيا، خالية من مؤسسات أو بنية تحتية سهلة الاختراق، والأخطر من ذلك ترك لنا تصّحر سياسي وثقافي امتزج مع انتشار السلاح بعد فبراير ليخلق لنا مناخ عام أقرب بالمشهد السيريالي و الكوميديا السوداء".

وحول الخلافات الواضحة على منصات التواصل الاجتماعي بين الليبيون المؤيدي والمعارضين لثورة 17 فبراير اعتبر المحلل السياسي الليبي أنه "اليوم لدينا انقسامات نتاج عشر سنوات ماضية مليئة بالشعوذة السياسية شارك فيها الخارج باستغلال الوضع الهش الداخلي، كنا نقول في بداية فبراير، الشعب الليبي لا توجد فيه صراعات داخلية مثل العراق وسوريا، أي لا توجد لدينا مذاهب دينة أو عرقيات ولكن وللأسف نجح المخطط المستورد ( مشروع الإخوان المسلمين ) في تفتيت نسيج المجتمع الليبي والصق به عناوين جهوية و قبلية وحركات سياسية مستوردة و أستعمل فيه سياسية المغالبة و الفقر �

� التفقير و الإقصاء مما جعله يتقاتل و يتمرد على سبتمبر و فبراير و العكس ليعبر عن خيبة أمله و طموحاته التي تبخرت بسبب خلط الأوراق وكأنه عاد مرة ثانية مرحلة حقل التجارب وهذه المرة تحت عنوان خارطة الطريق و الطريق إلى الانتخابات المشروع الذي أفرغ من محتواه".

واختتم حديثه بالقول إن "انعكاسات الأزمات الدولية والإقليمية على الملف الليبي خاصة بعد هزيمة الإخوان في المغرب عبر صناديق الاقتراع وتونس بما قام به الرئيس قيس سعيد ونجاح الرئيس عبدالفتاح السيسي بجمهورية مصر العربية، أكاد أجزم أن سقوطا اقترب و ماهي إلا مسألة وقت لتكتمل الصورة حينما ينتهي دورهم في شمال أفريقيا وهذا سيكون التوجه الحقيقي نحو الانفراج بالملف الليبي تعود فيه الحياة الطبيعية بالداخل والعلاقات الخارجية المنضبطة لتحل من خلاله ملفات كثيرة عقّدت المشهد ودفعت فيه ليبيا ثمنا باهظا، فقد حان الوقت والجميع ينتظر التصحيح والانفراج".

أفكارك وتعليقاتك