مرشح رئاسي ليبي: في ذكرى ثورة 17 فبراير ليبيا لم تزل تشهد انهيارا غير مسبوق وتدخلا خارجيا

مرشح رئاسي ليبي: في ذكرى ثورة 17 فبراير ليبيا لم تزل تشهد انهيارا غير مسبوق وتدخلا خارجيا

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 18 فبراير 2022ء) نادر الشريف. اعتبر أكرم الفكحال، أحد المرشحين للانتخابات الرئاسية ورئيس حزب النِداء الليبي، أن ذكرى ثورة السابع عشر من شباط/فبراير لهذا العام لا تختلف عن سابقاتها، مشيراً إلى أن البلاد لا تزال تشهد انهيارا اقتصاديا وسياسيا داخليا غير مسبوق بسبب التدخلات الخارجية​​​.

وقال الفكحال، في مقابلة خاصة مع وكالة "سبوتنيك"، رداً على سؤال بشأن ذكرى ثورة 17 شباط/فبراير، وكيف أصبحت ليبيا الآن بعد هذه السنوات وهل حققت الثورة أهدافها، إن "هذه السنة لا تختلف عن سابقاتها للأسف، ولكن بعد 11 عامًا لا تزال البلاد تشهد انهيارا اقتصاديا غير مسبوق وتدخلات دولية وانهيارا سياسيا داخليا تتجاذب فيه القوى المتصارعة، وتشيع الفوضى السياسية والأمنية في جميع أنحاء البلاد".

(تستمر)

وأضاف المرشح الرئاسي ورئيس حزب النداء الليبي "كان أحد أهداف الثورة الليبية 17 فبراير هو التداول السلمي للسلطة، والتي كانت بارقة أمل لاحت في الأفق نهاية ديسمبر 2021 وكانت ستكون محطة منتظرة لطي صفحة الماضي، والتي تمثلت في الانتخابات التي ماتت قبل أن تولد، ولا يلوح أي أمل قريب لها"، مضيفاً أن "كل المسارات السياسية التي تناقش الآن ومنها خارطة الطريق المقدمة من البرلمان مؤخرا ستؤدي إلى خلق انسدادات في المسار السياسي العام، والتي ستؤدي إلى المزيد من التشظي والانقسام، حيث استطاع المتنفذين في ليبيا تحويل كل حل إلى كارثة على رؤوس الليبيين".

وأوضح الفكحال أن "ليبيا حتى هذه اللحظة تعيش مراحل وحكومات انتقالية لم تنتخب من قبل الشعب، وهذا كان أحد أهم أهداف ثورة 17 فبراير والتي لم تتحقق للأسف"، مؤكداً على "غياب السلطة الرقابية على السلطة التشريعية خلال السنوات الماضية، وبالتالي ما حدث ويحدث وسيحدث نتاج طبيعي مرير لهذه العشوائية السياسية المقيتة".

وتابع الفكحال "لا يمكن فصل الحالة الليبية عن حالة الصراع والتنازع الدولي. نحن قد نقترب من حرب عالمية فيجب أن نتجه بقوه إلى فرض حالة استقرار وخلق حالة من التوافق في ظل هذه الأزمة على خطى الآباء المؤسسين".

ورداً على سؤال حول كيف يرى الليبيون يوم ذكرى 17 شباط/فبراير بعد فشل الاستقرار السياسي والأمني بالبلاد مع استمرار الخلافات القائمة بين الفرقاء الليبيين، وخاصة بعد فشل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، قال المرشح الرئاسي ورئيس حزب النداء الليبي إنه "لا يخفى على أحد أن الرأي العام الليبي السائد هو عدم الموافقة على أي مراحل انتقالية جديدة، كما أن الشعب الليبي متذمر وساخط على مجلسي النواب والدولة اللذين كانا ولا يزالان وسيظلا سبب الأزمة وأحد الأقطاب الرئيسية فيها".

وأضاف قائلاً: "انتظر الشعب الليبي منذ سنوات توافق المجلسين وعندما توافقا اتفقا ضد إرادة وتطلعات الشعب الليبي، لذلك علينا أن نسعى بكل الطرق القانونية الممكنة لفتح الدائرة الدستورية ليكون هناك رادع قانوني لعمل وقرارات البرلمان العبثية والعشوائية التي تطيل عمر بقائهما بطريقة غير قانونية أو دستورية، بل إن كل قراراتهما مخالفة وفيها تجاوزات قانونية صريحة".

وأوضح الفكحال أن "فتح الدائرة الدستورية المغلقة منذ فترة يوقف هذا العبث ويسمح بإيقاف هذه المهزلة، وإقرار انتخابات برلمانية تزيل هذا الكيان الهزيل بشخصيات وطنية جديدة، والتي أعتقد أنها ستكون هي الحل القادم للواقع المرير الحالي".

وأشار الفحكال إلى أنه "على المستوى الشخصي أرفض تماما بقاء حكومة الوحدة الوطنية وبقاء مجلسي النواب والدولة، فهما من عرقل تنفيذ خارطة الطريق الماضية في جنيف، بل أؤيد إقرار دستور للبلاد الذي قدمته الهيئة التأسيسية للبرلمان منذ 2017 وتم التغاضي عنه".

وطالب المرشح الرئاسي الليبي ورئيس حزب النداء "بتحديد موعد واضح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والإعلان عن القوائم النهائية للمترشحين للانتخابات الرئاسية بعد استبعاد كل من لم تنطبق عليه شروط الترشح حسب القانون بدون أي استثناءات".

واعتبر الفكحال أنه "يمكن القول بكل صراحة إن الشعب الليبي ملّ وكره الأوضاع التي نعيشها خلال العشر سنوات الماضية، لأن ما عاشوه فيها لا يمكن أن يتوقعه أو يقبله عقل من عدم استقرار أمني وسياسي واقتصادي، والذي كان المتضرر المباشر منه هو المواطن الليبي والأسرة الليبية"، مشيراً إلى أن "علينا أن ننطلق من حاله يقينية أنه بوجود الصراع بين مجلسي النواب والدولة وأصحاب سلطة الأمر الواقع فإننا لن نصل لحالة استقرار اقتصادي وسياسي مقبولة، وبالتأكيد لن نصل إلى الانتخابات التي يريدها الشعب".

وحول ما يشهده الشارع الليبي، وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من معارضات بين مؤيد لثور 17 شباط/فبراير ومعارض لها، وأسباب هذه الخلافات التي تظهر منذ سنوات في كل احتفال بذكرى الثورة، قال الفكحال إن "من أراد الاحتفال بـ 17 فبراير فليحتفل، ومن أراد الاحتفال بسبتمبر (ثورة الفاتح من سبتمبر 1969) فليحتفل، ومن لا يريد أن يحتفل فهو حر لأن ليبيا للجميع وبالجميع بدون نقمة أو حقد أو استهزاء"، موضحاً أن "الاحتفالات لا تعني أننا راضون وموافقون على ما وصل إليه الحال الآن، لأننا لسنا راضين عن المعاناة والمأساة، ولا عمن تصدر واستغل المشهد ابشع استغلال".

واختتم الفكحال حديثه بالقول "نتفق على أن النتائج لم تكن هي الأهداف المتطلع إليها، لأن الثورة سُرقت ومرضت وعانت، لكن على الأقل في البداية كانت النوايا سليمة وصافية".

أفكارك وتعليقاتك