"الوثيقة الوالدية" تعزز ضمان حماية الطفل والحفاظ على حقوقه

"الوثيقة الوالدية" تعزز ضمان حماية الطفل والحفاظ على حقوقه

الشارقة ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 16 مارس 2023ء) بعدما كانت وثيقة اتفاقية العلاقة الوالدية بين الأزواج المتنازعين تعقد في أروقة المحاكم الأسرية بإمارة الشارقة والتي تعد الإمارة الوحيدة بالدولة التي وضعت هذا النظام الاجتماعي، أصبحت اليوم تعقد في مركز الملتقى الأسري، التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة.

ويعود السبب، إلى النجاح والتميز الذي حققه هذا المركز في معالجة الكثير من المشاكل التي تمس الطفل من جراء انفصال والديه ووضع الخطوط الحمراء أمام أمان الطفل بالدرجة الأولى من مزاجية أحد الطرفين، أو الإخلال بتوفير كامل احتياجاته، لتنظيم العلاقة بين المطلقين مع أبنائهم، وتعد الدرع الواقي للطفل في ظل انفصال الوالدين كونها من الوسائل التي تضمن طلاق ناجح لمصلحة الأطفال المحضونين، حيث أٌطلقت الوثيقة منذ عام 2018.

(تستمر)

وبمناسبة يوم الطفل الإماراتي، قالت فايزة خباب مدير الملتقى الأسري، أن أطفالنا بخير في ظل القيادة الرشيدة للدولة التي تضع مصلحة الأطفال على رأس الهرم وتوليه كافة الضمانات والاستحقاقات، من هذا المنطلق جاءت وثيقة اتفاقية العلاقة الوالدية تحت شعار "والصلح أولى"، لمنع استغلال المطلقين من إلحاق الضرر بالأطفال، وهنا لا نعني الضرر المادي فقط بل كافة الأنواع التي يمكن أن تلحق الأبناء، جراء تناحر والديهم والتي قد تصل في أحيان كثيرة إلى استغلالهم كوسيلة للضغط أو للمناكفة بين الطرفين.

وتضيف خباب بالقول، تشمل الوثيقة كافة الجوانب المشتركة كالنفقة والتعليم والصحة والسكن والرؤية بما يحفظ كرامة الطفل وحقوقه وتعتمد مبادئ الاتفاقية على الاحترام المتبادل بين الطرفين ومراعاة مصلحة الأبناء الفضلى والشفافية والمشاركة في اتخاذ القرار.

وقالت ، إن التركيز على قصص الطلاق الناجح ونماذجه يعد مثالا عظيما للاقتداء به امتثالا لقوله تعالى "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"، وفي حال وصول الزواج إلى طريق مسدود دون جدوى رغم المحاولات بالصلح فيكون هنا الاختيار الأمثل لطلاق ناجح حضاري.

ولا يخفى علينا جميعا أن الطلاق من أصعب القرارات التي يتخذها أحد الزوجين أو كلاهما لما له من أثر نفسي وسلوكي على الزوجين والأبناء بحد سواء، ولتخفيف هذه الآثار لا بد أن يكون هذا الطلاق ناجحا متعافيا يلتزم فيه الأبوين المنفصلين بتنفيذ الأحكام والاتفاقيات المتعلقة بحياة الأبناء والمحافظة على نفسيتهم في جميع الجوانب الحياتية، ويستهدفون بالمقام الأول تجنب تعرض أبنائهم إلى أي انتكاسة بسبب مشكلات الانفصال والرؤية والأحكام المتفق عليها، لذلك من الضروري وضع خطة قبل الطلاق أو فور حدوثه والبدء بعقد اتفاقية صلح تكون مشتركة بين الأبوين يتفقان فيها: كيف يتعاملان مع الأبناء، وكيفية متابعة شؤون حياتهم تحت قيادة الوالدين بشرح الموقف للأطفال القادرين على الفهم والاستيعاب، والتأكيد على أن قرار الانفصال لا يهدف إلى قلب وتغيير حياتهم، بل إنه يدعم استقرارهم، ويساعدهم على العيش براحة أكبر بعيداً عن الخلافات.

أما أهداف الوثيقة فهي الحفاظ على حقوق ومصالح الأولاد التي قد تتأثر سلباً بعد الانفصال وتحقيق طلاق ناجح يسوده الاحترام المتبادل ومراعاة حقوق والتزامات الأطراف والاستباقية في حل ومواجهة الخلافات والنزاعات، والمشاركة في اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية، هذا بالإضافة إلى تنظيم الرؤية والاستزارة والاستصحاب في الأيام الاعتيادية، والعطلات الرسمية وإجازات المدارس وتأمين حق الأبناء في رؤية كلا الطرفين، وتعزيز مبادئ وأخلاقيات العلاقات الوالدية، ومراعاة مصلحة الأولاد ، وضمان تحقيق الأنشطة الاجتماعية والرياضية، وزيارات الأهل والأقارب والأصدقاء، وتنظيم النفقة والمصروفات، وترتيبات المواصلات، وتعليم الأولاد والمتابعة المدرسية، والرعاية الصحية لهم، وإصدار وتجديد الوثائق والأوراق الرسمية.

وعلى صعيد آخر، تشير خباب بأن الخدمات التي تُقدم في المركز هي: تنظيم العلاقة الوالدية، والرؤية الإلكترونية، ومبيت، واصطحاب، والرؤية الداخلية والخارجية، وتقديم النصح والإرشاد للوالدين أو الأبناء، وتقديم الرأي التخصصي للمحكمة حول الأسرة وغيره.

أفكارك وتعليقاتك