الإمارات والبرازيل .. 5 عقود من التعاون والشراكة الرياضية الناجحة

الإمارات والبرازيل .. 5 عقود من التعاون والشراكة الرياضية الناجحة

دبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 15 أبريل 2023ء) رغم بعد المسافة الجغرافي بين الإمارات والبرازيل، والتي تصل إلى أكثر من 12200 كم، إلا أن التواصل والتعاون الرياضي بين البلدين، يعد أحد أهم جسور التقارب بين الدولتين والشعبين، والذي يضعهما على أرضية مشتركة لواقع مميز، ومستقبل مشرق، وشراكة مستدامة ناجحة.
وكان ظهور كرة القدم الإماراتية الأول في كأس العالم عام 1990 بإيطاليا أحد ثمار هذا التعاون، ممثلا في القيادة الفنية البرازيلية لمنتخب الإمارات، تحت قيادة مدربين برازيليين تناوبا على تدريب المنتخب في تلك الفترة هما كارلوس ألبرتو، وماريو زاجالو.
وتولى كارلوس البرتو تدريب منتخب الإمارات في الفترة من 1984 إلى 1988، بالإضافة إلى تدريب المنتخب خلال بطولة كأس العالم 1990 بإيطاليا، في حين قاد ماريو زاجالو المنتخب للتأهل إلى النهائيات.

(تستمر)


وتميزت هذه المرحلة ببزوغ نجم الكرة الإماراتية على المستويات الخليجية والعربية والعالمية، خاصة مع كارلوس البرتو الذي قاد منتخب الإمارات إلى التوهج والإبداع، وأصبح للمنتخب خلال تلك المرحلة شخصيته المميزة في الشكل والمضمون، ويعد المدرب كارلوس أحد أفضل المدربين الذين عرفتهم منطقة الخليج.
وفي نفس الوقت حفر ماريو زاجالو إسمه في تاريخ كرة القدم الإماراتية، بعد قيادته "الجيل الذهبي" بقيادة الهداف عدنان الطلياني إلى مونديال إيطاليا، وخوض أول نهائيات كأس عالم في تاريخه.
وعلى مدار تلك الفترة الماضية التي قاربت على الـ50 عاماً، ظل الحضور البرازيلي في كرة القدم الإماراتية مميزا سواء على مستوى الإدارة الفنية للمنتخبات الوطنية أو الأندية المحلية، أو على مستوى اللاعبين البرازيليين الذي يشغلون صدارة الجنسيات الأجنبية في الدوري الإماراتي عبر تاريخه بجدارة، ووفق آخر إحصاء تم رصده بداية الموسم الكروي وفق البيانات الرسمية لاتحاد الكرة الإماراتي، يوجد 109 لاعبين أجانب بدوري أدنوك للمحترفين، منهم 32 لاعباً برازيلياً.
وتضم قائمة أشهر المدربين البرازيليين الذي أثروا كرة القدم الإماراتية مجموعة كبيرة من المدربين من بينهم على سبيل المثال كارلوس ألبرتو، ماريو زاجالو، ولوري ساندري، وآبل براجا، ونينيو سيريزو، وبوناميجو، وكايو جونيور، وتيتي، وغيرهم.
أما قائمة اللاعبين البرازيليين الأشهر والأكثر تأثيرا في كرة القدم الإماراتية فإن القائمة تطول، فتضم العشرات من اللاعبين المؤثرين الذين توافدوا على أندية الإمارات وكانوا رقما صعبا في مسيرتها وجزءا لا يتجزأ من إنجازاتها في العين والجزيرة والوحدة والوصل وشباب الأهلي، والشارقة وعجمان والنصر.
( أول محاضر )
ولم تتوقف جسور التعاون بين البلدين عن استقطاب المواهب الكروية البرازيلية نحو الملاعب الإماراتية، ولكن شهدت مداً إماراتياً في الاتجاه المقابل، متمثلا في عبدالله حسن أول محاضر إماراتي وآسيوي لكرة القدم يتواجد في البرازيل لتقديم محاضرات في دورات المدربين لنيل الرخصة (A) التي تعتبر من أهم الدورات المصنفة بالبرازيل، حيث تؤهل حاملها للعمل في الأندية البرازيلية المحترفة.

( الأسطورة بيليه )
وارتبط الأسطورة البرازيلي الراحل بيليه، بعلاقة وثيقة مع الإمارات على مدار ما يقرب من 50 عاماً، منذ زيارته الأولى للدولة في 1973 لخوض مباراة ودية أمام النصر.
وتفصيلا زار بيليه الإمارات مع فريق سانتوس في 1973 عندما خاض مباراة ودية أمام النصر في اللقاء الذي أقيم بنادي النصر الموقع الحالي لصالة راشد بن حمدان، وانتهت المباراة بفوز سانتوس 4-1.
وبلغت عدد زيارات أسطورة البرازيل إلى الإمارات 7 مرات لخوض مباريات استعراضية أو لأغراض دعائية، حيث زار بيليه الإمارات مجدداً عام 1982 وكانت له جولة في أبوظبي ودبي، وفي 1994 حضر إلى نادي النصر، وقام بتكريم ناشئي النادي أبطال دوري الناشئين في العام نفسه، أما الزيارة الرابعة لبيليه فكانت في 1999، ثم جدد زيارته إلى الدولة في 2001، إذ قام بجولة في مقر اتحاد الكرة، ثم عاد في عام 2007 وزار أبوظبي، وأصبح بيليه سفيراً عالمياً لطيران الإمارات في 2014 خلال مؤتمر صحفي في دبي، حيث أعلنت "طيران الإمارات" التعاقد معه قبل انطلاق كأس العالم في البرازيل.
( مذكرة تفاهم )
ونظراً للقيمة الرياضية الكبرى للتعاون بين البلدين، ارتبطت الإمارات بتعاون مثمر مع البرازيل يجسد الجهود المشتركة بينهما في المجال الرياضي، حيث وقعت الهيئة العامة للرياضة مذكرة تفاهم مع نظيرتها في البرازيل عام 2014 تهدف إلى إعطاء الأولوية للبرازيل في 13 محوراً أساسياً في المجال الرياضي، وتبادل الخبرات في المجال المؤسسي، ومجال العلوم والتطبيقات الرياضية، والطب الرياضي، ومكافحة المنشطات، ورعاية الرياضة، وتنظيم الفعاليات الرياضية، والجانب التدريبي للأخصائيين والإداريين، ورياضات المعاقين، ورعاية الناشئين، الرياضة النسائية، ورياضات كبار السن، والمشاركات الرياضية المجتمعية.

وتصدرت رياضة الجوجيستو المشهد الرياضي في الإمارات والبرازيل خلال العقدين الآخرين، باعتبارهما قطبا اللعبة في العالم، حيث إن البرازيل هي الموطن التاريخي للعبة باعتبارها أول من حولها من مفهوم الهواية إلى مفهوم البطولة ووضع لها القوانين، فيما تعد الإمارات حاليا أكبر مطور للعبة في العالم من حيث برامج نشر وتطوير اللعبة والكشف عن المواهب وتنظيم أهم البطولات في مختلف دول العالم.
( الوجهة الأولى )
وتعد الإمارات الوجهة الأولى في العالم للمدربين والحكام البرازيليين بواقع 900 مدرب ومدربة وحكم وحكمة في رياضة الجوجيتسو، وهو ما جعل الإمارات أكبر وأهم شريك في العالم للبرازيل في هذه الرياضة.
واعتباراً من عام 2015 أصبحت أبوظبي عاصمة الجوجيتسو العالمية لتنظيمها أهم الأحداث وأغلى البطولات بتلك الرياضة، وعاصمة القرار العالمي من خلال انتقال مقر الاتحاد الدولي للجوجيتسو إليها اعتبارا من عام 2016.
وتنظم الإمارات 8 بطولات سنوياً للجوجيتسو في البرازيل بمختلف مدنها التي تستضيف أبطال اللعبة ونجومها في بطولاتها اعتبارا من 2009.

وكان "إكسبو دبي 2020" شاهداً على واحد من أكبر الأحداث الرياضية الاستثنائية في العالم، حيث أقيمت أكبر حصة تدريبية للجوجيتسو في العالم بجناح البرازيل في دبي بمشاركة 2,700 متدرب من مختلف الفئات والأحزمة، وهو ما أهله لتسجيل رقم قياسي في موسوعة جينيس للأرقام القياسية.

( إنجاز ريو )
ومن الجوجيتسو إلى الجودو حيث شاءت الأقدار أن تكون ريو دي جانيرو، المحطة الثانية في تاريخ الإنجازات الأولمبية الإماراتية، من خلال حصد الميدالية البرونزية على يد سيرجيو توما لاعب الجودو، في أولمبياد 2016.
ويتنوع التعاون والتبادل الرياضي والاستعانة بالخبرات البرازيلية في العديد من الرياضات الأخرى مثل الكرة الطائرة، والسباحة، وكرة القدم الشاطئية وغيرها.
وعلى مدار العام يتوافد إلى الإمارات العشرات من نجوم البرازيل للمشاركة في فعاليات رياضية، إيماناً منهم بمكانة الإمارات الرائدة في قيادة عجلة التنمية الرياضية بالعالم.

( خطوة رائدة )
وكان لوكالة أنباء الإمارات "وام" دور بارز في تجسيد التعاون الرياضي بين البلدين الصديقين من خلال خطوة رائدة، أبرم خلالها اتحاد الإمارات لكرة القدم، وبالتعاون مع وكالة أنباء الإمارات "وام" اتفاقية مع قناة Band sports البرازيلية، لبث نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة عام 2022 حيث أقيم استديو تحليلي، وبرامج مصاحبة، سلطت من خلالها الضوء على الكرة الإماراتية بشكل عام، وبطولة كأس رئيس الدولة بشكل خاص.

أفكارك وتعليقاتك