كرة القدم في تشيلي.. تاريخ طويل وطفرة متأخرة في الإنجازات

كرة القدم في تشيلي.. تاريخ طويل وطفرة متأخرة في الإنجازات

"أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 12 مايو 2023ء) بعد 3 سنوات فقط من مشاركة منتخب تشيلي لكرة القدم في النسخة الأولى من بطولة كأس العالم، والتي استضافتها أوروجواي في 1930، انطلقت فعاليات النسخة الأولى من بطولة الدوري المحلي في تشيلي بمشاركة 8 أندية في 1933.
وبعدما أسست هذه الأندية الـ8 بطولة الدوري، اعترف اتحاد كرة القدم في البلاد بهذه البطولة، لتبدأ معها قصة ارتباط قوية بين الجماهير ولعبة كرة القدم في تشيلي على غرار معظم دول أمريكا اللاتينية.
ولكن هذا الحماس من المشجعين تجاه أنديتهم ومنتخب بلادهم لم يترجم إلى إنجاز حقيقي على الساحتين القارية والعالمية خلال عقود طويلة حتى جاءت طفرة الفريق في العقد الماضي لتضع كرة القدم في تشيلي في وضعها الطبيعي على الساحتين.

(تستمر)


وعلى سبيل المثال، كان أفضل إنجاز لمنتخب تشيلي في بطولات كأس العالم هو الفوز بالمركز الثالث في النسخة التي استضافتها بلاده عام 1962، ولا يزال هو الإنجاز الأفضل للفريق في البطولة على مدار تاريخه، فيما كانت أفضل نتائج أخرى له في المونديال هي بلوغ دور الـ16 في نسخ 1998 و2010 و2014.
وعلى مستوى الأندية، وبرغم الشعبية الكبيرة لعدد من هذه الأندية التي ضمت لاعبين مميزين على مدار تاريخها، مثل كولو كولو وأونيفرسيداد دي تشيلي، تأخر صعود فرقها إلى منصة التتويج القارية كثيرا.
وكان أول لقب لأندية تشيلي من نصيب كولو كولو في بطولة كأس ليبرتادوريس عام 1991 علما بأن الفريق نفسه كان أول فريق من تشيلي يبلغ نهائي البطولة عام 1973.
ويستحوذ كولو كولو على الرقم القياسي لعدد الألقاب في بطولة الدوري المحلي ببلاده برصيد 33 لقبا، ولا يقترب منه سوى أونيفرسيداد، الذي توج باللقب 18 مرة.
وبرغم هذا، لا يزال رصيد كولو كولو في كأس ليبرتادوريس قاصرا على لقب 1991 فيما لم يفز أونيفرسيداد باللقب من قبل، فيما كان أفضل إنجاز قاري له هو الفوز بلقب بطولة كأس سودامريكانا في 2011.
وفيما فاز منتخب تشيلي بالمركزين الثاني والثالث في عدة نسخ ببطولات كأس أمم أمريكا الجنوبية “كوبا أمريكا” ظل اللقب مستعصيا على الفريق حتى قاد المدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا طفرة حقيقية في الفريق وضعته في مصاف المنتخبات القادرة على حصد اللقب.
وبرغم عدم فوز بييلسا مع الفريق بأي لقب، يدرك المتابعون للفريق أنه كان المهندس الحقيقي لهذه الطفرة التي قادت الفريق لحقبة ذهبية في العقد الماضي.
وتولى بييلسا، المدير الفني الأسبق للمنتخب الأرجنتيني، تدريب منتخب تشيلي في 2007 ليبدأ معه رحلة بناء مثلما يحاول دائما في أي فريق يتولى مسؤوليته.
وبالفعل، نجح بييلسا في تشكيل توليفة مميزة، وكان من أبرز لاعبيه أرتورو فيدال وأليكسيس سانشيز، ولكن بييلسا أصر في 2011 على الرحيل عن تدريب الفريق قبل أن يجني ثمار طفرته رغم تمسك اللاعبين باستمراره على ضوء المستوى المتميز الذي ظهر عليه الفريق في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا.
وبعد 4 سنوات، بدأ خورخي سامباولي، الذي يعتبر أحد تلامذة بييلسا، في جني هذه الثمار حيث قاد الفريق للقب كوبا أمريكا في نسختين متتاليتين عامي 2015 و2016 بعد الفوز على المنتخب الأرجنتيني في نهائي كل من النسختين.
وبهذا، نجح منتخب تشيلي في تدوين اسمه بالسجل الذهبي للبطولة القارية، كما قدم عروضا مميزة في مختلف المنافسات القارية والعالمية التي شارك فيها.
وقدم هذا الجيل الذهبي لمنتخب تشيلي نجوما بارزين سطعوا في رحلة الاحتراف الأوروبي مثل فيدال وأليكسيس سانشيز وجاري ميديل وحارس المرمى كلاوديو برافو.
ويتصدر أليكسيس وميديل قائمة أكثر اللاعبين مشاركة مع منتخب تشيلي في المباريات الدولية، برصيد 153 مباراة لكل منهما.
كما يستحوذ أليكسيس على لقب الهداف التاريخي للفريق برصيد 51 هدفا في المباريات الدولية.

أفكارك وتعليقاتك