خبراء يدعون للالتزام بمكافحة " فيروس الورم الحليمي البشري" و"سرطان عنق الرحم"

خبراء يدعون للالتزام بمكافحة " فيروس الورم الحليمي البشري" و"سرطان عنق الرحم"

الشارقة ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 31 كانون الثاني 2019ء) أجمع المشاركون في منتدى "مكافحة فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم" - الذي انطلقت أعماله اليوم في فندق شيراتون الشارقة بالتزامن مع شهر التوعية بسرطان عنق الرحم - على أهمية حشد وتوحيد جهود الأطراف المعنية والشركاء من أكاديميين وخبراء وقادة المجتمعات المحلية والعلماء وصناع السياسات لتطوير برامج وشراكات لتعزيز الاستجابة الوطنية تجاه مكافحة الفيروس وسرطان عنق الرحم وتفعيل إجراءات مكافحته.

وحذر المشاركون في المنتدى من مضاعفة أعداد الوفيات نتيجة سرطان عنق الرحم بحلول العام 2040 في منطقة الشرق الأوسط ..مشيرين إلى تضاعف أعدادهم خلال السنوات السبع الماضية.

وطالبوا بضرورة حشد وتوحيد جهود جميع الأطراف المعنية لتطوير برامج وشراكات تعزز الاستجابة الوطنية للحدّ من هذا النوع من السرطان وتخفيض عدد الوفيات الناتجة عنه في الإمارات.

(تستمر)

وشهد المنتدى - الذي نظمته جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالتعاون مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع ودائرة الصحة بأبوظبي وهيئة الصحة بدبي وهيئة الشارقة الصحية وعدد من المؤسسات المعنية بالشؤون الصحية في الدولة - سلسلة جلسات نقاشية لتقييم أفضل الممارسات المتبعة في دولة الإمارات في مجال مكافحة فيروس الورم الحليمي البشري وبحث سبل نشر الوعي به إلى جانب اعتماد منهج متكامل لتنفيذ الإجراءات المتعلقة بمعالجة الأمراض المرتبطة به على المستوى المحلي.

ويأتي المنتدى استجابة للدعوة التي وجهها الدكتور تيدروىس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لتنفيذ آليات وبرامج عملية لمكافحة سرطان عنق الرحم باعتباره أحد أبرز الأولويات على مستوى العالم كما أقيم المنتدى تزامنا مع الذكرى الـ 20 لانطلاقة جمعية أصدقاء مرضى السرطان في الشارقة حيث شهد تكريم عدد من الشركاء الاستراتيجيين للجمعية الذين ساهموا في تحقيق أهداف الجمعية خلال مسيرتها.

وقال سعادة الدكتور حسين عبد الرحمن الرند الوكيل المساعد في وزارة الصحة ووقاية المجتمع رئيس اللجنة الوطنية العليا للتطعيمات " أثبتت الدراسات العلمية أن أنجح طرق الوقاية من السرطان تكمن في توفير اللقاحات المتطورة ضد فيروس الورم الحليمي ويعتبر تطوير النظام الصحي من أهم الأولويات الاستراتيجية لوزارة الصحة ووقاية المجتمع بالإضافة إلى أهمية رفع الوعي والتواصل مع المجتمعات لتخطي التحديات وخصوصيات المجتمع.

وتطرق الرند إلى احصائيات منظمة الصحة العالمية التي أكدت وجود 1.2 مليون حالة سرطان في العالم متصلة بفيروس الورم الحليمي.

وكرمت سعادة سوسن جعفر رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان بمناسبة مرور عقدين على تأسيس الجمعية كلا من سعادة الدكتور حسين عبد الرحمن الرند الوكيل المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية من وزارة الصحة ووقاية المجتمع والدكتورة شذى الغزالي رئيس قسم مكافحة السرطان والوقاية منه - إدارة الأمراض غير المعدية في هيئة الصحة أبوظبي والدكتورة بدرية الهرمي مدير إدارة حماية الصحة العامة في هيئة الصحة بدبي و أمل القطري مدير إدارة التأمين الصحي في هيئة الشارقة الصحية.

وأكدت سعادة سوسن جعفر أن دولة الإمارات كانت أحد المشاركين الرئيسيين في الحركة العالمية لمكافحة فيروس الورم الحليمي البشري والأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها لا سيما في العقد الماضي ..وقالت " لقد بدأت رحلة الإمارات للحد من الأمراض المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري في أبو ظبي عام 2008 بعد إطلاق حملة التطعيم في مدارس الإمارة وتكللت المسيرة العام الماضي مع تعميم التطعيم من قبل وزارة الصحة والوقاية على نطاق الدولة".

وفي حديثها عن مرض سرطان عنق الرحم ..قالت "التعاون البناء بين جميع الجهات المعنية هو السبيل الوحيد للقضاء على سرطان عنق الرحم حيث ينبغي على الحكومات والهيئات العالمية المعنية بالوقاية من الأمراض ومكافحة السرطان اليوم إعادة تنشيط الاستجابات الوطنية والمحلية وتعزيز ودعم الجهود من أجل الحد من الأمراض المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري والقضاء عليها".

من جانبها قالت أمل القطري إن من أولويات إمارة الشارقة توفير الخدمات الطبية الشاملة لضمان مجتمع صحي حيث عملنا بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على شمول عائلات الموظفين ومتقاعدي حكومة الشارقة بتأمين صحي يغطي عدة أنواع من السرطانات ويتكفل بالفحوص المبكرة إذ وجه صاحب السمو حاكم الشارقة بتخصيص تأمين لفئة كبار السن من مواطني الإمارة للاستفادة من التأمين الصحي بمستشفى الجامعة يشمل علاج السرطان والفحوص المبكرة.

وحملت أولى جلسات المنتدى عنوان "الوضع الراهن لحالات فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم" حيث ناقش المشاركون أهمية سن القوانين لإخضاع الفحوص المبكرة والتطعيم ضد الفيروس الحليمي ضمن التغطية الصحية الشاملة .. مؤكدين أهمية تقديم هذه الخدمات الطبية لشريحة أوسع من الجمهور لضمان الحد من هذه النوع من السرطان القابل للعلاج وخاصة في مراحله الأولية.

وشارك في الجلسة كل من الدكتور شبلي صاحباني المستشار الإقليمي للصحة الإنجابية من صندوق الأمم المتحدة للسكان والدكتور كمال فهمي المسؤول الطبي لقاح الأمراض المعدية القابلة للوقاية والتحصين في منظمة الصحة العالمية بمصر والدكتور ألفريدو بولو أخصائي الأورام بالإشعاع في الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأدارت الجلسة الدكتورة سوسن الماضي المدير العام لجمعية أصدقاء مرضى السرطان.

وتناولت الجلسة الثانية التي حملت عنوان "الطريق نحو القضاء على سرطان عنق الرحم" إنجازات عشر سنوات على اعتماد لقاح فيروس الورم الحليمي البشري في أبوظبي حيث تحدث خلالها المشاركون عن العقبات التي واجهت رحلة اعتماد لقاح الفيروس في أبوظبي والتي تكللت بنجاحات كبيرة اليوم.

واستعرض المتحدثون كيف رفض المجتمع المحلي اللقاح في مراحله الأولى بسبب شح المعلومات المتوفرة عنه ..مشيرين إلى أن هيئة صحة أبوظبي تنبهت لهذا التحدي وعملت على رفع الوعي لدى الكوادر الطبية وطلبة المدارس والمجتمع ووظفت الإعلام لنقل صورة صحيحة ومتكاملة عن أهمية اللقاح للحيلولة من الإصابة بعدد من السرطانات وتكللت جهود الهيئة بعد 10 أعوام بخفض نسبة المرضى المصابين بالمراحل المتأخرة من السرطان من 80 بالمائة إلى 30 بالمائة.

وشارك في الجلسة كل من الدكتورة شذى الغزالي والدكتورة لمياء أحمد صافي الدين مسؤولة أول في قسم الوقاية من السرطان ومكافحته من قسم الصحة العامة والأبحاث في هيئة الصحة أبو ظبي وإدار الجلسة الدكتور شبل صاحباني.

واستكمالاً لموضوع الجلسة الثانية جمع المنتدى كل من الدكتورة بثينة بن بليلة رئيسة قسم الأمراض غير المعدية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع والدكتورة ندى حسن المرزوقي مديرة إدارة الطب الوقائي وزارة الصحة ووقاية المجتمع والدكتورة ليلى حسين الجسمي رئيس قسم التحصين - بوزارة الصحة و وقاية المجتمع والدكتورة بدرية الهرمي مدير إدارة حماية الصحة العامة - هيئة الصحة بدبي في جلسة حوارية حول موضوع قبول اللقاح في مجتمعات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأدار الحوار الدكتورة ابتهال فاضل رئيس تحالف منظمات الأمراض غير المعدية في منطقة شرق الأوسط والبحر المتوسط ومستشار الأمراض غير المعدية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع.

وفي الجلسة النقاشية الثالثة عرض المنتدى حالات مرضية من دول عربية مختلفة تباحث فيها كل من الدكتور كمال فهمي والدكتور محمد بنعزوز مدير برنامج التحصين الموسع في مديرية السكان بوزارة الصحة المغربية والدكتور لطفي الهاشمي وعمايلي صيدا من وزارة الصحة الجزائرية ومن موريتانيا الدكتور محمد لمين مدير مركز المعلم للتدريب والاستشارات والأبحاث.

وناقش المشاركون في الجلسة النقاشية الرابعة التي أقيمت تحت عنوان "التعبئة الاجتماعية ومكافحة سرطان عنق الرحم" أهمية حشد المجتمعات المدنية لمكافحة سرطان عنق الرحم وقبول اللقاحات وقدمت الدكتورة ابتهال فاضل عرضاً حول التعبئة على سرطان عنق الرحم الذي يعد جزءًا من جدول الأمراض غير السارية .. كما قدمت الدكتورة ميليك سوماي المؤسس المشارك ورئيس المركز التونسي للصحة العامة عرضاً حول جهد المجتمع المدني وقبول اللقاح.

واستعرضت الجلسة دور الإعلام في التعبئة الإعلامية حول المرض قدمه الدكتور عفت البرزي أخصائي أبحاث طبية في جامعة الإمارات العربية المتحدة في حين قدمت الدكتورة بتول الوحداني رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات طلبة الطب من الأردن عرضاً حول محاربة الشباب لفيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم وأدار الجلسة الدكتور محمد عفيفي.

يشار الى أن دولة الإمارات تعتبر من الدول الرائدة إقليمياً وعالمياً في مكافحة فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم اذ اتخذت حكومة أبوظبي قبل عشر سنوات قراراً بإدراج التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري في برنامج التطعيمات الإلزامية لطالبات المدارس وهي خطوة متقدمة نحو الحدّ من هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه باتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة وبدأت دائرة الصحة في أبوظبي بتنفيذ هذا القرار منذ صدوره.

وفي عام 2018 أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع إدراج لقاح هذا الفيروس ضمن البرنامج الوطني للتحصين كما أعلنت دائرة الصحة في أبوظبي إضافة اختبار الحمض النووي إلى قائمة الإجراءات الوقائية الأمر الذي يجعل الإمارات واحدةً من الدول السباقة على المستوى الإقليمي والعالمي في مكافحة الأمراض التي يمكن الوقاية منها.

أفكارك وتعليقاتك