مشاركون في المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية يدعون إلى تعميق مبدأ الحوار بين الشعوب

مشاركون في المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية يدعون إلى تعميق مبدأ الحوار بين الشعوب

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 04 فبراير 2019ء) دعت قيادات دينية و شخصيات فكرية و إعلامية دولية شاركت في ورش العمل المتخصصة التي عقدت في اليوم الثاني من المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية إلى تعميق مبدأ الحوار بين جميع شعوب العالم وتقبل الخلافات والتركيز على أوجه التشابه بين البشر حتى نتمكن معاً من المضي قدماً برؤية مشتركة لإحلال السلام وتحقيق التعايش والوقوف في وجه التحديات تاني سببها انتشار الكراهية والتطرف الديني.

وقد أدار الورشة الأولى التي عقدت في "منصة التسامح" معالي الدكتور محمد السماك، الأمين العام للجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار بمشاركة الكاهن الدكتور جونج تشان بارك، رئيس المجلس الميثودي العالمي، والحاخام مارك شناير، مؤسس ورئيس مؤسسة التفاهم العرقي في الولايات المتحدة الأمريكية، وموهيندر سينغ، مدير المعهد الوطني لدراسات البنجاب في جمهورية الهند، والحاخام جوليان حاييم سوسان، حاخام فرانكفورت، والمطران أفراييم تينديرو، الأمين العام والرئيس التنفيذي للتحالف الإنجيلي العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية.

(تستمر)

وناقشت الورشة الحاجة إلى إيجاد علاقة سلمية وبناء روابط وثيقة بين الناس عبر ثلاثة إجراءات تتمثل في الاستماع إلى الآخر بشكل فعال وواضح، وفهم الأمور في سياقها الصحيح، وبناء الثقة والتعاون بدلا عن إصدار الأحكام المسبقة، مؤكدين الحاجة إلى إظهار التعاطف تجاه حقوق الآخرين بصرف النظر عن أصولهم وخلفياتهم الدنية.

و تطرقت الورشة كذلك إلى دور القادة الدينيين في محاربة التعصب لدى جميع الأديان وأهمية تحقيق الشمولية في التعليم الديني حيث أن البشر جميعاً تجمعهم مصادر قلق وآمال واحدة كونهم متشابهين في السمات والحاجات الإنسانية.

وأدار الورشة الثانية التي عقدت في منصة الإنسانية معالي الدكتور رضوان السيد أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة اللبنانية، بمشاركة كل من نيافة المطران ناركيسوس قموه، مطران أكرا والوكيل البطريركي بالإسكندرية، و الدكتور ماركوس سيمون دروجه، أسقف الكنيسة الإنجيلية في برلين، وسعادة الدكتور أماني لوبيس، رئيس مجلس علماء المسلمين في جمهورية إندونيسيا، والدكتور أوليفييه روا، أستاذ العلوم السياسية بمعهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا.

وتحدث نيافة المطران ناركيسوس قموه عن التحديات التي تواجه الأخوة الإنسانية في هذه المرحلة مشيرا إلى أن الحل الأمثل لمواجه هذه التحديات هو الحوار والتفاهم والتوافق، حيث أن التعايش السلمي يمثل مطلباً أساسياً لإحلال السلام وإبعاد خطر الصراع بين الحضارات وبناء مستقبل أفضل للجميع.

و أوضح نيافة المطران ناركيسوس أن إرساء مبدأ التعايش الحضاري نتاج التعايش الثقافي والديني ونشر ثقافة السلام والإخاء بين الإنسانية جمعاء منوها إلى أن أسس الأخوة الإنسانية تستند إلى الإرادة الحرة المشتركة، والوصول إلى تفاهم مشترك حول الأهداف لتحقيق الأمن والسلام ووضع حد للكراهية والحروب، داعياً أتباع الديانات المختلفة إلى تعزيز التعاون والعمل المشترك لتعزيز دعائم السلام والإخاء فضلاً عن إعادة النظر في المناهج والمواد التعليمية التربوية، وإعداد القائمين على عمليات التعليم لخلق جيل واع يؤمن بالأخوة الإنسانية.

وقال ماركوس سيمون إن دور الإنسانية يتمثل في بناء جسور حقيقية بين الأديان كي ينعم الناس جميعا مشيرا إلى أن هناك كنوزا مخبأة في كل الديانات، وعلينا اكتشافها من أجل تعزيز الروابط التي تجمع بيننا فضلاً عن إيقاف أوجه الكراهية بين الناس.

من جانبه تحدث أماني لوبيس عن الأخوة الإنسانية وقال إن الإنسان بطبيعته مخلوق اجتماعي يحتاج للآخر، ومن هنا يجب أن نعامل الآخر معاملة طيبة.

وأوضح أماني أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم اهتم بمبدأ الأخوة الإنسانية من خلال تكريس المؤاخاة و الميثاق الذي نظم العلاقات بين الناس في المدينة المنورة وأضاف أماني إن الإسلام دين رحمة وخير ومحبة وسلام دعا إلى ثلاثة مبادئ أساسية تتمثل في الكرامة الإنسانية، والرحمة، والتعايش والتعارف دون تمييز.

و قال أوليفييه روا إنه وسط انتشار الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي يجب علينا أن نتمسك بكل القيم الإنسانية النبيلة من خلال الرجوع إلى قيمنا المشتركة.

وأكد جورج قبطي أهمية مواجهة التحديات المتمثلة في الأنانية والكراهية والجهل والطائفية والانغلاق الفكري والديني لتحقيق الأخوة الإنسانية، مشيراً إلى أن نشر الوعي والانفتاح والتعرف وتقبل الآخر من أهم الحلول التي تحقق السلام وتنقذ البشرية من الشر.

وعقدت الورشة الثالثة بـ"منصة التعايش" و أدارها معالي الدكتور سمير بودينار، رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية في وجدة في المملكة المغربية بمشاركة كل من معالي الشيخ الدكتور عثمان بطيخ، مفتي تونس، والبروفيسور فيا تشيسلاف علي لوسين، مدير المركز الروسي للوسطية في جمهورية روسيا الاتحادية، وسعادة الدكتور يحيى بلافتشيني، رئيس الجمعية الإسلامية الدينية بإيطاليا، وسعادة الدكتور ثريا بشعلاني، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط في الجمهورية اللبنانية، والقس الدكتور حبيب بدر، رئيس الاّتحاد الإنجيلي في الجمهورية اللبنانية.

وناقشت الورشة الفرص والتحديات التي يواجهها المسلمون والمسيحيون في سبيل تحقيق الأخوة الإنسانية مع التأكيد على أهمية تعزيز التعايش في مجتمع متعدد الطوائف من خلال الدعوة إلى تحقيق التآزر والوئام على الرغم من اختلاف المذاهب والأديان التي ينتمي إليها البشر.

و أكد المشاركون في الجلسة ضرورة ايجاد المناخ المناسب للحياة المشتركة بين المجتمعات عبر زيادة فهمهم لبعضهم البعض مع بناء الشراكة لتعزيز المواطنة ومواجهة التعصب.

و استعرض المشاركون في الورشة أكبر التحديات التي تواجهها الأخوة الإنسانية وأهمية تسخير الطاقات نحو القضاء على الإرهاب وتقوية روح الأخوة الإنسانية.

أفكارك وتعليقاتك