نصر الله: السعودية أداة في الحرب الأميركية على إيران

نصر الله: السعودية أداة في الحرب الأميركية على إيران

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 07 فبراير 2019ء) اعتبر الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، اليوم الأربعاء، أن ما يجري في الشرق الأوسط هو "حرب أميركية على إيران"، متهماً السعودية بأنها "أداة في هذه الحرب"، ومتوقعاً أن يبقى الصراع في المنطقة قائماً بـ "أشكال مختلفة".

من جهة ثانية، انتقد نصرالله امتناع الحكومة اللبنانية عن التعاون مع إيران، استجابة للضغوط الأميركية، مشيراً إلى أنه مستعد للتوسط لدى طهران لتزويد الجيش اللبناني بسلاح دفاع جوي في مواجهة إسرائيل​​​.

وقال نصرالله، في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، إن "الجمهورية الإسلامية تمثل بموقعها أكبر العناوين للأحداث والتطورات، وهي تصنف اليوم الدولة الأولى الأكثر تأثيراً في المنطقة، وقد صنفتها بعض المنظمات في المرتبة التاسعة من حيث التأثير العالمي".

(تستمر)

وأضاف إن "إيران كانت محكومة بنظام ملكي شاهنشاهي، وكان الشاه محمد رضا بهلوي يحكم إيران حكماً دكتاتورياً مستبداً، حيث لا حريات ولا إرادة شعب ولا اهتمام بالناس، وكان يحاول قدر الإمكان أن يبعدها عن هويتها ودينها وتراثها، وجعلها دولة تابعة للولايات المتحدة تنهبها أميركا وتسيطر عليها سيطرة كاملة وتديرها بواسطة 40 إلى 60 ألف مستشار أميركي".

وأشار نصرالله إلى أن الشاه كان "خادماً وأداةً للسياسات الأميركية في المنطقة في ما كان يعرف باسم شرطي الخليج، وكانت هناك علاقات استراتيجية كاملة مع إسرائيل، وصولاً إلى تزويدها بالنفط مجاناً".

وتابع نصرالله: "في بداية السيتنيات، قام رجل من " قم" اسمه روح الله الموسوي الخميني، وهو فقيه كبير من كبار مراجع التقليد في الحوزة العلمية، عارف ومفكر وفيلسوف إسلامي، وقائد استثنائي يتمتع بشجاعة منقطعة النظير، وقلب لا يعرف الخوف"، مشدداً على أن الخميني لم يقم بردّ فعل عشوائي، بل "وقّت التحرك مع استعداد نظام الشاه لإقرار مجموعة من المشاريع تهدد مستقبل إيران واقتصادها وزراعتها ووضعها الداخلي والحريات المخنوقة فيها، والأخطر من ذلك المزيد من علاقة التبعية للولايات المتحدة وإسرائيل ".

وأشار نصرالله إلى أن "الثورة بدأت برجل التف حوله عدد من مراجع الدين والعلماء وطلاب الحوزة العلمية وفئات واسعة من الشعب الإيراني "، معتبراً أن "هذه الثورة كانت إسلامية وإيمانية وقرآنية في البعد الديني، وكانت أيضاً إيرانية وشعبية في البعد الوطني، وهي ثورة شعب ولم تكن انقلاباً".

ولفت نصرالله إلى أن "إنجازات الثورة كثيرة، أهمها إسقاط نظام الشاه الذي كان يمثل أعتى دكتاتورية في الشرق الأوسط، إن لم يكن في العالم، وإخراج أميركا من إيران، وإخراج إسرائيل من إيران وقطع العلاقات معها، وتحويل سفارتها إلى سفارة فلسطين، والحصول على الاستقلال الحقيقي الذي ما زالت إيران تحافظ عليه أربعين عاماً".

وأسهب نصرالله في "إنجازات" الثورة الإسلامية في إيران من قبيل "الحفاظ على إيران بكل ما فيها حيث لم تدمر آبار النفط ولم تنهب مؤسسات الدولة ولم تهدم الكنائس ولم تعاقب الأقليات"، و "الحفاظ على الوحدة الوطنية برغم كل الجهود الأميركية والغربية، والبريطانية بالتحديد، لتحريك القوميات"، بالإضافة إلى "الصمود في وجه كل المؤامرات الداخلية وكل محاولات الانتقام"، لفت نصرالله إلى أن "الشعب الإيراني يعبر عن سيادته بأشكال متنوعة منها الانتخابات والاستفتاء، منذ إقامة النظام الجديد على قاعدة السيادة الشعبية، التي ما زالت مستمرة حتى الآن بما يزيد على 40 انتخØ

�ب، بينها 12 انتخابات رئاسية، واستفتاءات متعددة"، مذكراً بأن "الانتخابات في إيران لم تتوقف يوماً من الأيام حتى عندما كان (الرئيس العراقي الراحل) صدام (حسين) كان يقصفها، فلم يتم التمديد لرئيس جمهورية أو مجلس نواب، وظلت الانتخابات تجري في موعدها".

وأشار نصرالله إلى "صمود إيران في الحرب (العراقية) خلال ثماني سنوات، والتي كانت حرباً كونية بقيادة أميركا والاتحاد السوفياتي ودول الخليج بجانب صدام (حسين) والدول العربية باستثناء سوريا".

وأشار نصرالله إلى أنه "عندما انتصرت الثورة كان عدد السكان في إيران 30 مليوناً، وهم اليوم حوالي 80 مليوناً"، لافتاً إلى أن "إيران في زمن الشاه لم تكن تملك أي مرتبة في إنتاج العلم، أما اليوم فهي تحتل المرتبة الأولى في المنطقة، والسابعة في العالم في براءات الاختراع، والمرتبة 16 في إنتاج العلم في العالم".

وأضاف "عندما انتصرت الثورة كانت هناك 232 جامعة ومؤسسة علمية، والآن يناهز عددها ثلاثة آلاف، وفيها اليوم أكثر من 200 ألف أستاذ ومفكر دولي، و80 ألف أستاذ جامعي، وأما طلاب الجامعات فعددهم اليوم أربعة ملايين وأكثر، فيما تمّ القضاء على الأمّية لدى البالغين بنسبة مئة في المئة".

وعدّد نصرالله ما تحقق في الاقتصاد والبنى التحتية والعلوم والصحة والتكنولوجيا والرياضة في إيران .

واعتبر نصر الله أن "الثورة بانتصارها أحيت الدين وأعادت الناس إلى دينهم، وأظهرت قدرة الإسلام على استنهاض الشعوب، وأحيت ثقة الشعوب بنفسها وبربها وبمعادلاتها الإيمانية وقدرتها على صنع الانتصارات"، مشدداً على أن "أعظم الإنجازات هي الوقوف في وجه الهيمنة الأميركية بجد"، بالإضافة "الوقوف في وجه المشروع الصهيوني بعد توقيع (اتفاقية) كامب ديفيد وخروج مصر من الجبهة العربية.

ورأى نصرالله أن "واقع المسلمين بمذاهبهم لم يشهد تقارباً وتعاوناً على مدى التاريخ كما حصل بعد انتصار الثورة الإيرانية، سواء من خلال اللقاء على الأهداف المشتركة، أو من خلال دعم حركات المقاومة والشعب الفلسطيني ومحور المقاومة ودول المقاومة".

واعتبر نصرالله أن "الذين يحاربون إيران بالإعلام والسياسة والعقوبات والتخريب والتكفير ينفذون مشروعاً أميركياً، و(ولي العهد العهد السعودي محمد) بن سلمان اعترف أن أميركا طلبت من السعودية أن تنشر الوهابية في العالم. واليوم لدينا نموذج إيران ونموذج آخر. فلماذا إصرار على تسمية تنظيم الدولة الاسلامية، بينما نحن نسميها داعش [ التنظيم المحظور في روسيا]".

ورأى نصرالله أن الولايات المتحدة مصر على محاربة إيران لأنها "دولة مستقلة سيدة صاحبة قرارها، وتملك نفطها وغازها وحديدها وكل معادنها وثروتها البشرية والمادية ولا تخضع للأميركي وتعمل لمصلحة شعبها"، متسائلاً "هل أميركا تتدخل في فنزويلا من أجل الديمقراطية أو من أجل أكبر احتياطات النفط؟".

وأضاف أن السبب الثاني لهذه الحرب هو "موقع إيران الإقليمي ووقوفها إلى جانب المظلومين وموقفها في موضوع القدس والمقدسات"، مشدداً على أنه "قد يتخلى كل العالم عن فلسطين، لكن إيران لن تتخلى عن القدس والمقدسات".

وتابع "نحن نرى أن الصراع في المنطقة سيبقى قائماً، وقد يأخذ أشكالا مختلفة، لكن ايران أٌقوى دولة في المنطقة، ومحور المقاومة اليوم أقوى من أي زمن مضى برغم ما جرى، وأميركا إلى مزيد من الانسحاب من المنطقة، وإسرائيل إلى مزيد من الخوف".

ورأى نصرالله أن "احتمال قيام إسرائيل بحرب على إيران انتهى منذ زمن، فايران قوية في إيران، وعندما تشنّ عليها الحرب لن تكون وحدها، لأن مصير منطقتنا مرتبط بوجود هذا النظام الإسلامي"، مشيراً إلى أن "الحرب الأميركية على إيران ليست نزهة وليس أمام الأميركيين إلا العقوبات".

إلى ذلك، انتقد نصرالله امتناع الحكومة اللبنانية عن التعاون مع إيران، استجابةً للضغوط الأميركية.

وقال "أهم مشكلة تواجهنا اليوم هي الكهرباء، وإيران جاهزة لحلها في أقل من سنة واحدة، وبأسعار متدنية"، مضيفاً "في موضوع الدواء، لماذا سنستمر في استيراد الدواء، ولماذا نبقى أتباع للآخرين، فيما إيران مستعدة لمساعدتنا على إنتاج الدواء".

وفي الشق العسكري، قال نصرالله "لو كان لحزب الله دفاع قوي يسقط طائرات إسرائيلية، ولو قام حزب الله بهذا الأمر، ماذا ستكون ردة فعل الكثير من اللبنانيين؟"، مضيفاً "أنا صديق لإيران ومستعد لجلب سلاح دفاع جوي للجيش اللبناني من إيران"، موضحاً "كل ما يريده الجيش اللبناني ليصبح أقوى جيش في المنطقة، أنا مستعد أن أذهب إلى إيران لكي نأتي به".

وتابع "ما نحتاجه في لبنان السيادة الحقيقية والجرأة وتأمين المصلحة الوطنية، وإذا كانت أميركا وأوروبا غير راضيتين فليؤمنوا لنا ما نريد"، لافتاً إلى أن المنطق الأميركي يقول "ممنوع التعاون مع إيران، ولكن أبقوا في العتمة".

أفكارك وتعليقاتك