وزراء التربية والتعليم العرب: الثورة الصناعية الرابعة تحتم بلورة تعليم مستدام قائم على التكنولوجيا الحديثة

وزراء التربية والتعليم العرب: الثورة الصناعية الرابعة تحتم بلورة تعليم مستدام قائم على التكنولوجيا الحديثة

دبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 27 فبراير 2019ء) أكد وزراء التربية والتعليم العرب أن الثورة الصناعية الرابعة أضحت محرك التنمية في العالم ومن أهم التحديات التي تواجه البلدان العربية من ناحية خلق جيل مهاري ومتعلم قادر على التنافسية ومواكبة احتياجات هذه الثورة وهو ما يتطلب دعم جهود تطوير التعليم المستدام وتعزيز دور التكنولوجيا في عمليتي التعليم والتعلم.

جاء ذلك خلال حفل افتتاح أعمال الدورة الـ 12 لمنتدى التعليم العالمي والمعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم GESS 2019 الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" في الفترة ما بين 26 إلى 28 فبراير الجاري في مركز دبي التجاري العالمي بحضور معالي ناصر بن ثاني الهاملي وزير الموارد البشرية والتوطين وعلي عبدالخالق القرني المدير العام لمكتب التربية العربي وبمشاركة نخبة من خبراء التعليم والمسؤولين والتربويين ورواد وخبراء التعليم من داخل وخارج الدولة تحت شعار " نلهم نمكن نزدهر".

(تستمر)

ويعكس المنتدى حرص وزارة التربية والتعليم على الاستفادة من مختلف التجارب التعليمية الرائدة في دول العالم فضلا عن جهودها الحثيثة لمواكبة آخر التطورات التقنية والتكنولوجية في مجال التعليم بغية المضي قدما في تطوير منظومة التعليم في الدولة بما يواكب تطلعات القيادة الرشيدة للانتقال لعصر الاقتصاد القائم على المعرفة .

يشارك في المنتدى 550 عارضا من 40 دولة، ويشهد تقديم 250 دورة معتمدة في مختلف المجالات ذات الصلة بالتعليم فضلا عن مشاركة 100 متحدث من خيرة المختصين والخبراء التربويين على مستوى العالم لإثراء تجربة المشاركين واطلاعهم على آخر المستجدات في المجال التعليمي في ظل التطورات المتسارعة في مجال تكنولوجيا التعليم.

وتحفل أجندة المنتدى بالعديد من البرامج والورش والدورات التدريبية الثرية التي تناقش أبرز توجهات التعليم الحديث وانعكاسات التكنولوجيا على واقع التعليم حيث تزخر الجلسات الرئيسية والتي سيشارك بها ما يزيد عن 9 متحدثين أساسيين من أصحاب التجارب التربوية الناجحة من مختلف دول العالم بمحتوى تربوي يخاطب مختلف الجوانب الجوهرية المرتبطة بالتعليم الحديث.

وتحاكي الدورات والورش المقدمة في المعرض عدة محاور رئيسية ندرج تحتها مجموعة ورش ذات صلة بتلك المحاور ومنها التعليم في المستقبل وعلم الأعصاب في التعليم إذ يشكلّ أداة أساسية في الفصول الدراسية اليوم حيث تستعرض ورش هذا المحور الخطوط العريضة لأحدث البحوث الدولية لمساعدة المعلمين على تّعلم كيفية دعم وتحفيز وإلهام طلبتهم لتحقيق الأفضل من خلال البرمجة اللغوية والعصبية وقواعد التأثير .

وتستهدف ورش محور برنامج القيادة القادة ضمن قطاع التعليم من مرحلة رياض الأطفال إلى التعليم العالي إذ يتعرفون من خلالها على التحديات التي يوجهها قادة المؤسسات التعليمية والصفات التي يجب أن يتحلّى بها القائد المبدع والمهارات المطلوبة للتقدّم في المناصب العليا.

فيما تركز ورش محور تجربة الواقع الافتراضي على استعراض أبرز تقنيات الواقع المعزز المستخدمة في المجالات التعليمية ويتناول محور "منصة الابتكار" أحدث الابتكارات في مجال المنتجات والخدمات بينما استحدثت الوزارة محور "قادة المستقبل" وهو محور جديد تنفرد به هذه الدورة إذ يتم من خلاله تأهيل الكوادر التربوية لقيادة المؤسسات التربوية من خلال اكتساب المهارات المفيدة والرؤى الجامعة في التقنيات والمهارات الأساسية للقادة .

وتتسم فعاليات المنتدى في نسخته الحالية بالتشويق والمشاركة إذ اعتمدت في مجملها على تطوير مهارات رواد المعرض من معلمين وتروبيين إلى جانب تنظيم عروض موسيقية ودرامية ممتعة يقدمها طلبة المدارس في الجلسات المسائية للمعرض كما سيتم منح شهادات معتمدة لحضور الجلسات الرئيسية.

وفي مستهل الحفل ألقت معالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام الكلمة الافتتاحية أكدت خلالها أن العقول الشابة أصبحت في الوقت الحالي عبارة عن قوى محركة للمجتمعات تحتاجها الدول حتى تزدهر وتعبر نحو المستقبل بتسارعٍ يتناسب مع قدرات هذه العقول الشابة ومهاراتها وكفاءاتها.

وقالت معاليها " مع هذه القوى المؤثرة لم يعد التعليم في حالة سكون بل هو في حالة حركة متسارعة الخطوات ونحن في دولة الامارات نسابق الزمن في كل شيء لنصنع من المستقبل حاضراً حيوياً حيث نريد منظومة تعليم راسخة تثري خبرات طلبتنا وتستثير عقولهم وتلهمهم حتى يكونوا القوى المحركة التي ستقود دولة الامارات نحو مستقبل ننافس به الجميع".

وأوضحت أنه مع تنوع الاتجاهات في استخدام التكنولوجيا في التعليم والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة و الــ Blockchain وغيرها من التطورات الحديثة أصبح من الضروري أن نواكب جميع هذه التغيرات وأن نبادر في دراستها وكيف نوظفها لتطوير عمليات التعليم والتعلم.

وأكدت أن مسؤوليتنا لا تقع فقط في تعليم الطلبة تعليما عصريا بل كذلك في إعداد أجيال متعاطفة متسامحة تكون على وعي تام بما يحدث حولها، لافتة إلى أننا لن نتمكن من النجاح إذا لم نركز على الإنسان ونمائه عاطفياً وعقلياً بحيث يكون الطالب فرداً مسؤولاً يعرف كيف يتخذ قراراته ويختار الصحيح منها والتي تؤثر ايجابياً عليه وعلى بيته وقريته ومجتمعه وبالتالي على دولتنا الغالية.

وأضافت " لهذا انطلق اليوم منتدى التعليم العالمي لعام 2019 تحت شعار "نلهم نمكن نزدهر" نريد أن نلهم طلبتنا وأن نمكنهم حتى نحقق الازدهار المنشود ونحن في دولة الامارات لا نسعى لتحقيق الازدهار فقط على أرض الوطن بل نسعى أن نكون مثالاً لبقية دول العالم في مد يد التعاون وغرس الأمل وتحقيق الازدهار للجميع، وحتى نحقق هذا الشيء نحتاج إلى طلبة متسلحين بمهارات المستقبل المهارات التي ستساعدنا في تحقيق رؤيتنا".

وأوضحت أن دولة الامارات وضعت الخطط لتحقيق التكاملية بين التعليم والمهارات المستقبلية المطلوبة حيث تم إطلاق استراتيجية المهارات المتقدمة التي تحتوي على اطاراً للمهارات المتقدمة تركز أولاً على المهارات الأساسية كالقراءة والحساب وثانياً الكفاءات وكيفية التعامل مع التحديات المعقدة وأخيراً السمات الشخصية وكيفية التعامل مع البيئة المتغيرة.

وشددت معاليها على أن المهارات أصبحت أولوية يجب أن نركز عليها في التعليم لأننا نريد طلبة مهاريين مستعدين لخوض تجارب تعليمية وحياتية مختلفة والانطلاق في سوق العمل بكل تحدياته لذا من الضروري أن نركز على قياس مهارات الطلبة وتحديد الفجوات والعمل على سدها من خلال البرامج التعليمية والاثرائية الضرورية، مؤكدة أننا نسعى في دولة الامارات إلى أن تلعب منظومة المهارات المتقدمة دوراً كبيراً في تزويد الطلبة الإماراتيين والكادر الوطني بمهارات المستقبل المطلوبة لسوق العمل ومتغيراته والقائم على المعرفة عن طريق ترسيخ مبدأ التعلم مدى الحياة ونحرص على أن يكون منتدى التعليم العالمي والمعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم إحدى الفرص للالتقاء بالخبرات حتى نتعرف أكثر على اتجاهات التعليم والمهارات.

وقالت: " نفخر في دولة الامارات أن قيادتنا تعد نبراساً لنا في مهمتنا الوطنية نستلهم منها الدافعية والحافزية لتحقيق تعليم مستدام وتتمثل في قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله // نراهن على التعليم في سباق الأمم .. والاستثمار في تنمية الإنسان هو الاستثمار الوحيد الذي لا يعرف الخسارة .. وهدفنا أن نكون الأفضل في التعليم عالميا //.

من جانبه أشاد معالي الدكتور ماجد النعيمي وزير التعليم في مملكة البحرين بدعم القيادة الرشيدة اللامحدود للتعليم في دولة الإمارات واهتمامها المتواصل ورعايتها كذلك للتظاهرات التربوية والمنتديات التعليمية التي تؤصل لمسيرة تعليمية رائدة على المستوى العالمي وذلك بهدف المضي قدما في تطوير المورد البشري للانتقال إلى عصر الاقتصاد القائم على المعرفة.

وقال معاليه إن مسيرة التعليم في عالمنا العربي تواجه تحديات جسام تلقي بظلالها على المعنيين بالشأن التربوي ومرد ذلك إلى التسارع المطرد في المجالات التكنولوجية التي تستوجب مواكبتها عبر العمل على تجديد مفهوم وأدوات التعلم بشكل متواصل، لافتا إلى أن تغير مهارات العيش وكذلك نوعية المهارات التي يتطلبها المستقبل ومجموعة الكفايات التي تستوجبها شروط الثورة الصناعية الرابعة تعتبر أبرز موجهات العمل التربوي الناجح.

وتطرق معاليه إلى أبرز المهارات التي يجب محاكتها في النظم التعليمية وتمكين الطلبة منها لا سيما وأن العالم بات على أعتاب الثورة الصناعية الرابعة وتتمثل تلك المهارات في التفكير الناقد والقدرة على القيادة وصنع القرار ومهارات التواصل والتعلم المستمر والاستراتيجيات اللغوية والتكنولوجية.

وأشار معاليه في ختام كلمته إلى مفهومي التعليم الإلهامي والتمكيني لدورهما في إحداث النقلة النوعية المنشودة في النظم التعليمية المعاصرة، مشيرا إلى أبرز دعائمهما وهي العمل على استثارة العقول وتوفير تعليم عميق ذو معنى فضلا عن ضرورة تنويع بيئات التعلم وإيجاد منظومة تقيمية تحفيزية للطلبة والاهتمام بالتكنولوجيا والابتكار.

بدوره استعرض معالي الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم المصري المنظومة التعليمية الحديثة في مصر وتطرق إلى أبرز المعايير التي تراعيها لجعلها مواكبة وعصرية وتستجيب كذلك للأولويات التنموية في جمهورية مصر العربية.

وقال معاليه "عملنا في مصر على إنتاج منظومة تعليمية جديدة كليا ولكافة المراحل العمرية في ظل متطلبات المرحلة المقبلة وما يصاحبها من ثورة صناعية متعددة الأبعاد مستلهمة أفضل الممارسات العالمية في المجال التربوي وهو ما تطلب بذل جهود جبارة بغية رفد الطلبة بمهارات مواكبة لعصرهم، لافتا إلى أنه يوجد في مصر ٢٢ مليون طالب وطالبة في مرحلة التعليم العام فضلا عن ٣ ملايين في مرحلة التعليم الجامعي .

وأوضح معاليه أن المنظومة التعليمية في مصر أفردت اهتماما بالغا بموضوع التعلم الذكي وتمكين الطلبة والكوادر التربوية من التقنيات الحديثة في مجال التعليم إذ عملنا على توفير قرابة 700 ألف جهاز لوحي للطلبة وعملنا على إتاحة مناهجنا الكترونيا.

وتحدث معاليه عن أبرز سمات المناهج التعليمية في مصر، قائلا : "تزخر مناهجنا التعليمية بالقيم للحفاظ على الهوية المصرية وتهتم كذلك بالجانب المهاري لدى الطلبة من أجل تمكينهم من المنافسة في أسواق العمل المستقبلية وذلك في ضوء التسارع الهائل في المجال التقني والمهارات ذات الصبغة العالمية التي يجب أن يتقنها الطلبة فكرا وممارسة.

أفكارك وتعليقاتك