اللبنانيون يتنفسون بعد إزالة الحواجز الأسمنتية حول منازل الساسة ومقار الأحزاب ببيروت

(@FahadShabbir)

اللبنانيون يتنفسون بعد إزالة الحواجز الأسمنتية حول منازل الساسة ومقار الأحزاب ببيروت

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 06 مارس 2019ء) وسام متى. تشهد شوارع العاصمة اللبنانية بيروت حراكاً متسارعاً لإزالة الحواجز والمكعبات الأسمنتية حول منازل السياسيين ومقار الأحزاب، بعدما ظلت لسنوات تشكل عبئاً على تحرّكات المواطنين​​​.

وبدأت حملة إزالة "البلوكات" الأسمنتية في مطلع شباط/فبراير الماضي، تزامناً مع تسلّم وزيرة الداخلية الجديدة ريا الحسن مهام عملها من سلفها نهاد المشنوق.

واتخذت الحسن قراراً بإزالة الحواجز الأسمنتية والحديدية التي أقيمت عند مدخل وزارة الداخلية، الواقعة في منطقة الصنائع في قلب بيروت، والمؤدية إلى شارع الحمراء، أحد أكثر الشوارع حيوية في العاصمة اللبنانية.

وكان نصب تلك الحواجز من بين المشاكل الكبرى المتسببة بضغط على حركة مرور السيارات في هذه المنطقة، التي تعد شرياناً حيوياً في بيروت.

(تستمر)

وفي الثامن من شباط/فبراير، أعلن رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، خلال مؤتمر صحافي، أن العمل سيجري على معالجة الطرقات التي يمنع على المواطنين المرور بها لأسباب أمنية، والاعتداء على شوارع بيروت عبر حجز المواقف بجانب الطرقات"، وذلك في معرض تطرقه إلى مشاكل السير في العاصمة اللبنانية، التي تدخلها يومياً أكثر من 250 ألف سيارة.

وبعد توقّف استمر أسابيع، وفي ظل حملة أطلقت عبر إحدى المحطات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي، استؤنف العمل، ابتداءً من يوم الأحد الماضي، على إزالة باقي الحواجز الأسمنتية.

وصباح الأحد الماضي، استفاق سكان بيروت على إزالة الكتل الأسمنتية في الشارع الرئيسي لحي القنطاري، حيث يقع مقر تلفزيون المستقبل ومقرات تابعة لـ"تيار المستقبل" الذي يتزعمه رئيس الحكومة سعد الحريري، وهو الشارع الرئيسي المؤدي إلى شارع الحمرا التجاري.

وفي بيان أصدرته يوم أمس، أعلنت قوى الأمن الداخلي أنه خلال يومي الأربعاء والخميس، "سيتم إدخال رافعة وشاحنات إلى شارع الحسين في محلّة اللبّان – قريطم، من أمام تقاطع السادات - مدخل الجامعة اللبنانية – الأميركية، بعكس وجهة السير، وذلك بهدف رفع الحواجز الإسمنتية من محيط قصر قريطم"، مقر الإقامة السابق لرئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري.

ومساء أمس أيضاً، اتخذ الحزب السوري القومي الاجتماعي قراراً بفتح الطرقات المؤدية إلى مقرّه الرئيسي في منطقة الروشة، والذي ظل مقفلاً طوال سنوات أمام السيارات.

وفي السياق ذاته، أعطى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم توجيهاته بإزاحة السواتر الاسمنتية عن الطريق العام امام مبنى الامن العام في العدلية.

وكان الأمن العام قد وضع هذه السواتر في فترة سابقة نتيجة التهديدات الأمنية والتفجيرات الارهابية التي استهدفت لبنان وما قام به الأمن العام من ملاحقة للمجموعات والخلايا الارهابية.

لكنّ التطوّر الأبرز، جاء صباح اليوم، حيث قامت شرطة مجلس النواب بإزالة الحواجز الاسمنتية من محيط قصر عين التينة، مقرّ إقامة رئيس البرلمان نبيه بري.

وكانت المنطقة الأمنية المقامة حول مقر إقامة بري قد تسببت بقطع العديد من الطرقات الحيوية في بيروت، خصوصاً أن الإقفال شمل، بشكل جزئي، الشريان الحيوي الذي يصل منطقة الروشة السياحية بأحياء مثل الرملة البيضاء وكورنيش المزرعة وفردان، في حين تسببت هذه الإجراءات في شلل لعمل بعض المؤسسات والمحلات التجارية، بالإضافة إلى ما شكلته من ضغط مروري على حي فردان، الذي يعد واحداً من أكثر الأحياء البيروتية نشاطاً على المستوى الاقتصادي.

وكانت وزيرة الداخلية ريا الحسن استبقت هذه الخطوة بتوجيه الشكر إلى رئيس البرلمان، وذلك في تغريدة عبر حسابها على موقع "توتير" قالت فيها: "شكراً دولة الرئيس نبيه برّي".

إلى ذلك، لم يتحدد بعد ما إذا كانت حملة رفع المكعبات الاسمنتية ستتواصل في أحياء أخرى، أو ستشمل مقرات حزبية ودبلوماسية أخرى، بالنظر إلى اعتبارات أمنية.

ومن أبرز النقاط التي تشهد وجود هذا الشكل من الإجراءات الأمنية الشوارع المحيطة بالمركز الإقليمي للجنة الاقتصادية الاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة (اسكوا) في وسط العاصمة اللبنانية، حيث يتسبب إقفال جزئي للشارع المؤدي إليه (منذ الصباح وحتى المساء) بقطع الطريق الرئيسي الذي يسلكه المواطنون باتجاه نفق سليم سلام، وهو طريق حيوي لعبور السيارات باتجاه مطار بيروت الدولي.

كذلك، تشمل تدابير إقفال الطرقات العديد من السفارات الأجنبية، كالسفارة الروسية في حي المزرعة، والسفارة الفرنسية في حي المتحف، والسفارة السعودية في حي رأس بيروت، بالإضافة إلى مقر "حزب البعث" في منطقة رأس النبع.

ورفضت مصادر أمنية تحدثت إليها "سبوتنيك" التعليق على إمكانية إزالة الحواجز الاسمنتية وفتح الطرقات في محيط هذه المقرات، مكتفية بالقول إن "الأمر قيد البحث"، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن خطوات كهذه يفترض أن تراعي "الاعتبارات الأمنية".

وفي المقابل، أكدت المصادر أن ما شهدته العاصمة اللبنانية من تدابير في هذا الخصوص ساهمت في التخفيف، ولو جزئياً، من الضغط المروري في شوارع بيروت، وهو ما أمكن لـ"سبوتنيك" ملاحظته في جولة شملت الأحياء المشمولة بهذه الإجراءات.

أفكارك وتعليقاتك