افتتاحيات صحف الإمارات

افتتاحيات صحف الإمارات

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 17 مارس 2019ء) سلطت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها الضوء على إعلان " جائزة الشيخ زايد للكتاب" أسماء الفائزين في دورتها الثالثة عشرة والتي نجحت في تصدر المشهد الفكري والثقافي والأدبي العربي من خلال تكريمها الإنتاج الإبداعي والفكري الذي يؤثر في حياة الشعوب والمجتمعات .. إضافة إلى الحادث الإرهابي البشع الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايست تشرش في نيوزيلندا والذي يؤكد ضرورة وقوف دول العالم أجمع وقفة جادة مشتركة ضد كل أشكال التطرف والعنف والإرهاب وتعميم الصورة الحضارية التي قدمتها دولة الإمارات إلى البشرية من خلال نشر قيم التسامح بين الأديان والتعايش السلمي واحترام الآخر ونبذ التطرف والإرهاب.

فتحت عنوان " زايد للكتاب .

(تستمر)

. العمق والتأثير " .. قالت صحيفة " الاتحاد " تظل الثقافة والفكر المعيار الأول لقياس تقدم وتحضر الأمم، ومن هنا كانت المعرفة جزءا لا يتجزأ من الإرث الحضاري والتاريخي والعملية التنموية التي تشهدها دولة الإمارات.

وأضافت أنه بما أن الإنسان الواعي هو القادر على نشر التسامح والسلام والتعايش، فإن المعرفة ورعاية وتشجيع المثقفين والأدباء من الدول العربية والعالم جزء أصيل في رسالة الإمارات للعالم .. مشيرة إلى أن " جائزة الشيخ زايد للكتاب " تأتي لتمثل العنوان الأبرز في هذه الرسالة، مستقية من قيم الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد "طيب الله ثراه" خصائصها في العمق والتأثير والإبداع.

وأشارت إلى أنه انطلاقا من هذه الخصائص، نجحت الجائزة منذ تأسيسها في أن تثير حراكا إبداعيا عالميا، لعبت من خلاله دورا إيجابيا في حركة تأليف إبداعية وعلمية، وكان له أهميته في جسر الهوة بين الثقافات، وتسريع نقل الآداب المحلية إلى السياق العالمي، فضلا عن دورها في التأسيس لحركة ثقافية تطورت من خلالها صناعة الكتاب.

وقالت "الاتحاد " في ختام افتتاحيتها إن إعلان أسماء الفائزين بالدورة الثالثة عشرة للجائزة يمثل إسهاما إماراتيا جديدا في الحضارة الإنسانية يحمل اسم زايد وحضارة الإمارات.

من ناحية أخرى وتحت عنوان " رسالة من وطن التسامح " .. قالت صحيفة " البيان " إن الحادث الإرهابي البشع الذي وقع على المصلين في مسجدين في مدينة كرايست تشرش في نيوزيلندا، والذي يندى له جبين الإنسانية والمجتمع الدولي، يؤكد ويكرس رسالة دولة الإمارات العربية المتحدة التي أطلقتها بإعلان قيادتها الرشيدة عام 2019 عاما للتسامح، ومبادرتها الإنسانية التاريخية من خلال " مؤتمر الأخوة الإنسانية " في أبوظبي في الخامس من فبراير الماضي، واللقاء التاريخي الذي جمع فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر مع قداسة البابا فرانسيس الأول بابا الكنيسة الكاثوليكية، وإطلاقهما معا "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي دعت إلى التسامح بين الأديان واحترام الآخر ونبذ التطرف والعنف والإرهاب.

وأضافت ها هي دولة الإمارات وهي تدين بشدة الحادث الإرهابي في نيوزيلندا، تعود لتذكر العالم أجمع برسالتها، مطالبة بوقفة جادة مشتركة ضد كل أشكال التطرف والعنف والإرهاب، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بقوله: " تعازينا لنيوزيلندا ولأهالي الضحايا ولكافة المسلمين، وباسمي وباسم بلدي التي خصصت عاما كاملا للتسامح ندين ونعرب عن عميق حزننا وندعو العالم إلى وقفة مراجعة لترسيخ التسامح بين الأديان".

وأكدت الصحيفة في ختام افتتاحيتها أنها دعوة مهمة للغاية من دولة الإمارات، وطن التسامح، أكدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بقوله: " نعزي أسر ضحايا جريمة الكراهية المقيتة التي أزهقت أرواحا بريئة مسلمة، كانت تؤدي صلاة الجمعة بنيوزيلندا. وندعو العالم من بلد التسامح لمحاربة الكراهية والتعصب، ونؤكد أن المحبة والتعايش بين البشر هما طوق النجاة للإنسانية من هذا الخطر الداهم".

من جهتها وتحت عنوان " هذا الإرهابي ليس وحيدا " .. أكدت صحيفة "الخليج " أن الإرهابي الأسترالي برينتون تارانت الذي ارتكب مجزرة مزدوجة في مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا، راح ضحيتها 51 شخصا وأكثر من أربعين جريحا، كانوا يؤدون الصلاة في مسجدين، لم يكن ليقوم بجريمته البشعة بحق مسلمين أبرياء لو لم يكن مؤهلا فكريا ونفسيا لفعلته، ولو لم يكن قد خطط بشكل مسبق وعن سابق تصميم وترصد.

وأشارت إلى أنه نموذج " داعشي" آخر، يستلهم فعله من فكر ديني وسياسي منحرف لا يمت لأي دين بصلة، ولا علاقة له بقيم ومثل إنسانية. هو في الحقيقة كاره لكل دين حتى دينه الذي يدعو للمحبة والسلام، ورافض للتعايش الإنساني ومبدأ التسامح بين بني البشر، ومشبع بالعنصرية والحقد.

وذكرت أن هذا الفعل البشع الذي اقترفه بكل دم بارد وهو يسجل جريمته بالصوت والصورة، ولحظة بلحظة، منتشيا، مبتهجا، ومعلنا كراهيته للمسلمين والمهاجرين الذين يصفهم بـ "الغزاة"، ليس منفصلا عن حملة تشويه الدين الإسلامي، والتخويف من المسلمين التي تجتاح العالم الغربي منذ سنوات، وتقودها أحزاب يمينية متطرفة وشخصيات وهيئات ومنظمات مرتبطة بالصهيونية.

وأضافت أن البيان الذي أصدره الإرهابي الأسترالي الذي يحدد فيه أسباب جريمته، ومواقفه من المسلمين والمهاجرين هو " مانيفستو" عنصري بامتياز، يحاكي النازية والفاشية ولا يختلف عن " قانون القومية" الذي اعتمدته "إسرائيل" دستورا لدولة يهودية صافية لا مكان فيها لغير اليهود، أي دولة نقية من الفلسطينيين العرب أصحاب الأرض والبيان بمعنى آخر هو إعلان حرب على كل الأجناس البشرية من غير البيض، وهو تعبير عن أعتى أشكال التمييز والحقد والكراهية ضد الآخر الذي يختلف عرقا ولغة ولونا وثقافة ودينا.

وبينت أن هذا الإرهابي لا يعبر عن نفسه أو ما يجول في فكره فقط، إزاء ما أقدم عليه من جريمة تصل حد الإبادة المقصودة. إنه في الحقيقة يعبر عن قطاع واسع من عامة الناس في الغرب، وعن أحزاب وقادة وشخصيات سياسية وفكرية ووسائل إعلامية نفخت ولا تزال في بوق العنصرية والكراهية ضد العرب والمسلمين.

وحذرت الصحيفة في ختام افتتاحيتها من أن هذا السفاح هو نموذج لظاهرة الإرهاب التي بدأت تنتشر كالهواء الأصفر، وتتخذ من الدين والعنصرية والتفوق العرقي ستارا لارتكاب جرائمها ضد الإنسانية، ما يشكل خطرا فعليا على أمن وسلامة البشرية، إذا لم يتحد العالم بأسره لاجتثاث هذه الآفة من دون تمييز.

من جانبها وتحت عنوان " العالم تحت صدمة الإرهاب " .. قالت صحيفة " الوطن " إنه ليس من السهل تصور أن هناك من يفترض أنه ينتمي إلى الجنس البشري، يمكن أن يقدم على ما قام به سفاح نيوزيلندا، كيف يمكن أن يقوم وحش بشري مهما كان درك الظلام الذي انحدر إليه بهذا الفعل الشنيع والجريمة الآثمة.. إرهابي يقتحم مسجدين ويستهدف كل من فيهما بطريقة عشوائية موقعا عشرات الضحايا، ورغم مرور قرابة اليومين على المجزرة الشنيعة، فإن العالم لا يزال يحاول استيعاب هذه الصدمة الأليمة، ومدى الخطورة التي يسببها التطرف والعنصرية المبنية على دوافع الكراهية الدينية المتصاعدة في عدد من الدول، في الوقت الذي يبدو فيه أشد ما يكون بحاجة إلى تعزيز التعاون ومد جسور التقارب وإجلاء حقيقة وجوهر الأديان الرافضة للعنف والإرهاب والتطرف أيا كان سببها.

ورأت أن المجتمع الدولي الذي أصيب بالأسى وسادته حالة من الحزن الشديد بعد الجريمة النكراء، وعبرت أغلب دوله عن إدانتها الشديدة للجريمة الإرهابية، لا يحتاج فقط إلى رجل الإطفاء في هذه المرحلة، بقدر ما يحتاج إلى تعقيم العقول وتحصينها من خطر الإصابة بهذه الملوثات الفكرية التي تقود من يحملها للتحول إلى إرهابي وآلة قتل أو مشروع عنف وتطرف من الممكن أن يدمي الآخرين ويهز استقرار دولة كاملة.

وأضافت أن العالم يحتاج إلى التقريب بين دعاة السلام ودعم توجهاتهم الخيرة لمنع وقوع هكذا مجازر وما تسببه من مآس..وبحاجة للتصدي لجميع المنفلتين والدخلاء على الأديان، ووضع شروط لكل جماعة أو حزب خاصة في الدول التي ترفع الشعارات الحضارية، بأن العنصرية والتطرف " يمينيا كان أو يساريا"، لا مكان لها في عالم اليوم، ولن يتم التهاون مع أي دعوات للشعبوية والانغلاق على أي مستوى كان، لأنها السبيل الوحيد لتجنيب العالم هزات جديدة، وهذا يستوجب عقد مؤتمرات دولية تخرج بتوصيات ملزمة للجميع وتحمل المسؤولية لمن يتخلف عنها، لأن العلاج الحقيقي يكمن بسبل الوقاية والاستفادة من نجاحات الدول صاحبة الإنجازات في بناء الإنسان العصري المنفتح المتحرر من جميع معوقات النمو السليم والوعي الواجب لقبول الآخر والانفتاح وتقبل الخلاف بصورة حضارية، واحترام حرية المعتقد ونبذ العنف والتطرف بجميع حالاته وأشكاله.

وخلصت "الوطن " في ختام افتتاحيتها إلى أن العالم معني بتعميم الصورة الحضارية التي قدمتها الإمارات إلى البشرية، والبناء على مبادراتها وتوجهاتها، ولاشك أن القمة التاريخية التي استضافتها أبوظبي بين بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، يمكن الاستفادة منها والبناء عليها وتأكيد أهمية بيان أبوظبي في الانفتاح ونشر قيم التسامح والمحبة والسلام.

أفكارك وتعليقاتك