روسيا فعلت كل ما في وسعها لوقف قصف الناتو ليوغوسلافيا عام 1999 - لافروف

روسيا فعلت كل ما في وسعها لوقف قصف الناتو ليوغوسلافيا عام 1999 - لافروف

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 22 مارس 2019ء) صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، بأن روسيا فعلت كل ما في وسعها لوقف قصف يوغوسلافيا من قبل الدول الأعضاء في حلف الناتو عام 1999.

وقال لافروف في مقابلة خاصة بالفيلم الوثائقي " منعطف عبر الأطلسي" على قناة تلفزيون "إن تي في" الروسية: "فيما يتعلق بالقدرة على وقف الكارثة، فنحن فعلنا كل ما في وسعنا"​​​.

ولفت لافروف إلى أنه "إلى حد كبير، بفضل المبادرة الروسية، تم تشكيل بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ، التي انتشرت في هذه المنطقة ، وخاصة في إقليم كوسوفو والمناطق المحيطة بها، مشيراً إلى أنه بعد ذلك عقد مؤتمر في "رامبوييه" بالقرب من باريس ، حيث حاولت الولايات المتحدة "تمرير" إنذارها النهائي إلى رئيس جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية، سلوبودان ميلوشيفيتش، حول ضرورة استقالته و "تسليم السلطة لشخص ما".

(تستمر)

وأوضح لافروف متابعاً: " لقد حاولو ا[الولايات المتحدة الأمريكية] إضفاء الطابع الرسمي على هذا الإنذار كمطلب من المجتمع الدولي بأسره. أما نحن لم نسمح باستخدام مؤتمر رامبوييه لهذا الغرض ودافعنا عن قواعد القانون الدولي التي تطالب بالتسوية السلمية لأي نزاعات. بالطبع ، كان يفعلون هذا أيضاً بعد ذلك، في مجلس الأمن الدولي".

ولفت لافروف، إلى أن المهنية العالية للعسكريين من روسيا وبريطانيا ساعدت على تجنب سيناريو سيء عندما التقى جنود البلدين خلال فترة الحرب في يوغوسلافيا.

وقال بهذا الخصوص: ""لقد انتهى الأمر بوحدة مظليينا هناك ، لكنها دخلت إلى هناك بمبادرة منا، بقرار من القيادة الروسية ، وليس في سياق مهمة حفظ سلام دولية كبيرة. أتذكر جيدا كيف فكر بالموضوع الممثلون الغربيون عندما تمت السيطرة على مطار "سلاتينا".

ووفقًا للوزير ، فإن مطالب "أصحاب الرؤوس الساخنة" في واشنطن وفي لندن "بمحاصرة الروس" لم تتحقق، ولكن مهنية العسكريين الغربيين، بما في ذلك البريطانيين ، الذين كانوا "على الأرض"، هي التي انتصرت ".

وقال الوزير الروسي: "كانت هناك قصة عندما التقت وحدتنا عن كثب بالبريطانيين ، لكنني أكرر أن أعلى درجات المهنية للجيش في كلا الجانبين هي التي هيمنت، كان يمكن أن يكون الأمر سيئاً للغاية. مرة أخرى ، أود أن أشير إلى أن عسكريينا أثبتوا الجانب الأفضل ".

وتجدر الإشارة إلى أنه في 12 حزيران/ يونيو 1999 ، بعد إعلان حلف الناتو ، بسبب ضغوط روسيا، وقف العملية العسكرية ضد يوغوسلافيا، كانت قوات حفظ السلام الروسية أول من دخلت أراضي إقليم "كوسوفو وميتوهيا" الصربي المتمتع بالحكم الذاتي ، قبل ساعات قليلة من وحدات حلف الناتو ما تسبب في صدمة وإحباط في الولايات المتحدة وغيرها من دول الحلف. سيطر المظليون الروس مطار "سلاتينا" بالقرب من بريشتينا، وبعد ذلك حاولت قوات الناتو طردهم ، لكن هذه الجهود لم تؤد إلى شيء.

ويصادف هذا العام الذكرى العشرين على بدء عملية قصف يوغوسلافيا من قبل قوات حلف الناتو.

يذكر أن قوات حلف الناتو قامت بقصف أراضي جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية (كانت وقتئذ تتكون من جمهوريتي صربيا والجبل الأـسود، في إطار عملية "القوة المتحالفة") من يوم 24 آذار/مارس وحتي يوم 10 حزيران/يونيو عام 1999 . وذلك بحجة الدفاع عن سكان إقليم كوسوفو، ذي الأصل الألباني، ومع أنها جرت في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة ودون الحصول على تصريح من مجلس الأمن الدولي.

ووفقًا لتقديرات السلطات الصربية ، فإن حوالي 2.5 ألف شخص ، بينهم 89 طفلاً ، لقوا حتفهم جراء القصف وأصيب 12.5 ألف شخص بجروح، وتقدر الأضرار المادية ، حسب مصادر مختلفة ، بما يتراوح بين 30 و 100 مليار دولار.

هذا وتم وقف العملية العسكرية ضد صربيا، يوم 10 حزيران/يونيو، بعد موافقة مجلس الأمن الدولي على القرار 1244 الذي تم بموجبه تحديد وضع كوسوفو، وإقرار الوجود الدولي في الإقليم وانسحاب الجيش والشرطة اليوغوسلافية منه وعودة اللاجئين، وغيرها من القضايا المتصلة بالتسوية.

يذكر أن السلطات الألبانية في كوسوفو، وبدعم من الدول الغربية، أعلنت انفصال الإقليم عن صربيا في عام 2008، وذلك بعد أن فقدت صربيا السيطرة على الإقليم نتيجة النزاع المسلح مع الألبان في عام 1999، علما بأن روسيا ودول مجموعة "بريكس" وعدد من بلدان أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا، تتمسك بوحدة أراضي صربيا، وتعارض إعلان استقلال كوسوفو من طرف واحد.

أفكارك وتعليقاتك