مقدمة 1 / نهيان بن مبارك يفتتح " ملتقى أفكار أبوظبي 2019 "

مقدمة 1 / نهيان بن مبارك يفتتح " ملتقى أفكار أبوظبي 2019 "

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 27 مارس 2019ء) افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح اليوم أعمال الدورة الثالثة لـ " ملتقى أفكار أبوظبي 2019 " الذي تستضيفه جامعة نيويورك - أبوظبي بالتعاون مع مؤسسة تمكين ..

بحضور معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ومعالي زكي أنور نسيبة وزير دولة و معالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية الرئيس التنفيذي للمجموعة العضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار.

وأعرب معالي الشيخ نهيان بن مبارك - في كلمته الافتتاحية - عن سعادته بالمشاركة في هذه الفعالية المهمة .. مثنيا على تنظيم معهد أسبن وجامعة نيويورك أبوظبي وتمكين للملتقى الذي يعتبره مهرجانا للمعرفة والابتكار والإبداع لتركيزه على تبادل الأفكار ووجهات النظر.

(تستمر)

وقال إن الملتقى يظهر بوضوح أن تطور العالم رهن بثلاثة عوامل مهمة هي السعي إلى إيجاد حلول مبتكرة ومسالمة لمشاكل العالم وتشارك المعرفة والترويج لتطبيقها من أجل تحسين حياة البشر والتغذية المستمرة للإبداع وطرق التفكير الجديدة من أجل إرساء السلم وتعزيز الازدهار ومواجهة التحديات العالمية الكبيرة التي تعترضنا.

وأضاف أن إعلان عام 2019 عاما للتسامح في الدولة يشكل امتدادا لـ " عام زايد 2018 " وقد ترسخ مبدأ التسامح بزيارة قداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إلى الإمارات حيث ركزت الزيارة على نشر الأخوة بين البشر حول العالم واختصرت وثيقة الأخوة الإنسانية الجهود التي يجب بذلها من أجل مواجهة التحديات الحالية.

وتحدث معاليه عن التزام الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " بالتسامح والتعاطف والحوار فقد حرص على تطوير الإمارات من خلال احتضان أشخاص طموحين وموهوبين من حول العالم بغض النظر عن دينهم أو جنسيتهم أو أصلهم أو ثقافتهم ويواصل المسيرة في دعم وتعزيز ونشر قيم التسامح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وشدد على كون التطرف العنيف - الذي يعتبر أسوأ أشكال عدم التسامح- أكبر تحد في عصرنا .. مستعرضا أبرز مزايا التسامح التي نشرتها وزارة التسامح كدليل توجيهي للمسؤولين يقودهم في عملهم ومنها احترام التنوع والاختلاف وتعزيز الحوار المفتوح والصادق بحيث يساهم في حل النزاعات وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطوير المجتمع المتحضر.. معددا المشاريع والمبادرات التي تطلقها الوزارة والتي من شأنها ترسيخ مبدأ التسامح والترويج له ومن بينها المهرجان الوطني للتسامح وبرنامج تعزيز التسامح بين الطلاب والأساتذة وأولياء الأمور في المدارس العامة والخاصة وأبطال برنامج التسامح وغيرها.

وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك أن قرار دولة الإمارات بإنشاء وزارة التسامح وإعلان عام 2019 عام التسامح خطوة مهمة .. مشددا على ضرورة التعاون بين الأفراد والمؤسسات والمدارس والجامعات والشركات والحكومات من أجل استدامة مبدأ التسامح الذي من شأنه أن يثري حياة الإنسان.

من جانبه تحدث معالي الدكتور انور قرقاش في جلسة حوارية ادارتها مينا العريبي رئيسة تحرير " ذا ناشونال " حيث تناول معاليه عددا من القضايا الاقليمية والدولية ودور دولة الامارات في تعزيز الامن والاستقرار للمنطقة وطبيعة النظام الدولي وانعكاساته على المنطقة.

وقال إن ما نلمسه من خلال متابعاتنا وقراءتنا للنظام الدولي أن هناك مراجعة ونظرة استشرافية للحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة الأمريكية وهناك تساؤلات داخلية في الولايات المتحدة عن الدور الأمريكي في المنطقة والعالم و هل سيستمر الدور النشط لواشنطن أم هل سنري فترة انكفاء فنحن علينا أن نراقب ونرى ما ستؤول إليه الأمور.

وأضاف معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أن هناك حوار أوروبي شبيه وتباين بين عدد من الدول الأوروبية حول التوجه الأوروبي وبناء أوروبا الموحدة ومع هذا نبقي متفائلين بعلاقاتنا الثنائية مع حلفائنا الأوربيين ونسعى الي المزيد من التواصل والحوار وتسير نحو مناقشة الأشياء ذات الاهتمام المشترك.

وبالنسبة للصين اوضح انه من مصلحة المنطقة الا نشهد فترة مواجهة وتصادم بين القوى الكبري وهناك قلق من الصدام الاقتصادي والسياسي بين الصين وبين الولايات المتحدة فمثل هذه الحالة تعود بالضرر علينا وعلى المنطقة فعندما تتحسن العلاقات بينهما يعود ذلك بالنفع علينا وعلى جميع دول العالم بشكل مؤكد.

وذكر معاليه ان العديد من الدول لا تنظر إلى روسيا بأنها قوة عالمية ولكن الواقع في منطقتنا يقول غير ذلك فدور روسيا في مناطق مختلفة في العالم تنامي وزاد نفوذ موسكو في الشرق الأوسط وأوروبا بسبب غياب الدور الأمريكي الواضح في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مشيرا الى اننا نعيش في نظام عالمي متغير ومتقلب ومثير للقلق ويؤثر على دول مثلنا ومع كل هذه التغييرات تبقى الولايات المتحدة الأمريكية حليفنا الاول والأساسي والتعاطي الأمريكي مع قضايا المنطقة في مجمله إيجابي ومهم لقضايا المنطقة والقضايا الإقليمية.

واوضح معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش ان علاقتنا مع الصين والهند قوية وهما شريكان تجاريان كبيران وتشهد علاقتنا نموا وتقدما كبيرا وخاصة في الجوانب الاقتصادية و الاستثمارية ونطلع لأن تكون هذه العلاقة أكبر وأشمل في المستقبل معتبرا ان الأولوية للأيديولوجيا فوق السياسات العملية والواقعية والنتائج الملموسة كانت اثاره سلبية علي المنطقة و من ضمن ذلك فترة التيار القومي وما تبعه بما يعرف بالإسلام السياسي، والذي بتخريجه الأيديولوجي اخفق بشكل ذريع في العقود الثلاثة الماضي، ولدينا الآن فرصة لتدارك ما فات من تجاوز الأيدولوجيات ومثال على ذلك سيطرة الإخوان على مصر وفشلهم في تدبير أمورها وإدارتها من منظور ايديولوجي وهو ما شجعته العديد من مراكز البحوث الغربية في قراءة خاطئة لسير التطورات في المنطقة.

وبين انه مرت منعطفات بدول المنطقة واعتقد البعض أن هذه الأيدولوجيات قد تكون بديلا للأنظمة التي ما كانت قبلها وعندما أعطيت لهم الفرصة أصبحت الأمور أسوأ وتبين فشلهم الذريع.

وقال إن النزاع الإسرائيلي والفلسطيني والاكتفاء بإدارة الأزمات بدلا من السعي الي حلها في المنطقة علمنا أن الأزمات ان تركت فهي بدورها تولد الأزمات مشيرا الى ان هناك فشل ذريع في النظام الإقليمي العربي حتي بمقاييس هذا النظام المتواضعة، ونرى ذلك واضحا في تهميش بل وغياب للدور العربي الإقليمي في نزاعات المنطقة في الـ 15 سنة الماضية مما أتاح الفرصة لإيران وتركيا للتدخل في المنطقة وخصوصا في الأزمة السورية.

ونبه معاليه الى أنه في ظل تغير القواعد المنظمة للنظام الدولة وجدنا أنفسنا أمام اختبارات عسيرة عديدة ومن ضمنها القرارات الصعبة التي كان لا بد من اتخاذها تجاه الأزمة اليمنية فالإمارات تؤمّن محيطها مع أشقائها ولن تسمح بظهور سيناريو لحزب الله آخر قريب من محيطها الجغرافي كما رأينا في اليمن.

وفيما يخص الوضع في العراق قال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش انه معقد ويجب النظر له من 3 أبعاد، أولها أن الايدلوجية لم تخدم منطقتنا وعلينا ان نكون في سياستنا وتوجهنا واقعيين وان نركز اكثر على النتائج، فالإسلام الحزبي السياسي كان ينظر إليه انه ايدلوجيا صاعدة وتوقع البعض أن الإسلام السياسي سيعيد قوة المنطقة لـ30 عاما مقبلة وهو ما اتضح خلافه ، واعتقد أن آخر شيء يرغب فيه أي مواطن عربي هو أن يحاكي نموذجه دولة ديموقراطية في الشكل وتشهد المحاصصة وعدم الاستقرار في المضمون.

واكد معاليه ان لدينا دور ثقافي واضح في نبذ التطرف ونظرة يجب ان نعمل عليها مشتركين لوضع استراتيجية لمواجهة التطرف والتعصب.

وفي رده حول التواصل الاجتماعي أشار الي إن الأخبار الزائفة في محيطنا العربي مقلقة ومع هذا لعل هناك وعي اكبر مؤخرا تجاه انتشار هذه الأخبار الكاذبة واعادة التركيز على الإعلام و الصحافة المهنية وهناك فرصة للعودة للنزاهة والمصداقية.

وبالنسبة للتطورات الاخيرة في المنطقة الشرق الأوسط وقرار وتوقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لضم مرتفعات الجولان لإسرائيل قال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية "إن هذا القرار سيء وعلينا ان نحل الصراع العربي الاسرائيلي ولدى واشنطن القدرة على التغيير والمساهمة الإيجابية ، ومع تقويض حل الدولتين على المستوى السياسي و الجغرافي و الاقتصادي فالمسار الذي أراه هو ان يصبح حل الدولة الواحدة الخيار الطبيعي خلال العشرة سنوات القادمة و ان يتمحور النقاش حول المساواة القانونية بين مواطني هذا الكيان، ولا شك ان ابقاء قنوات التواصل مفتوحة ضروري لكل صراع سياسي و انقطاع الحوار و التواصل تاريخيا عمق فرص الوصول الى حل و لم يعززها .. وستستمر خلال السنوات المقبلة خطوات تواصل دول عربية أكثر مع إسرائيل ولكنها لن تمثل تحولا استراتيجيا منشودا بل خطوات ستصبح مع مرور الأيام عادية سواء في هذه البطولة الرياضية أو ذاك المؤتمر الاقتصادي فالعلاقات لن تكون كبيرة بالشكل المتعارف عليه، ولكن التغيير الاستراتيجي الرئيسي سيبقي مرتبطا بآفاق الحل السياسي وإذا واصلنا هذا النمط في المستقبل فلن يكون حل الدولتين ممكنا والحوار سيتغير في طبيعته".

وشهد الملتقى عقد جلسات اخرى حول عدد من الموضوعات منها التطور فى العلاقات الدولية فيما شارك في الجلسة حول موضوع «من النظام العالمي الجديد إلى لا شيء: التطور والأزمات في العلاقات الدولية» كل من الكاتبين كيشور محبوباني، بروفيسور في ممارسة السياسة العامة بجامعة سينغافورة الوطنية، وبيل إيموت مؤلف ورئيس مجلس إدارة المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية وبإدارة الإعلامية مينا العريبي بينما تحدث جوردون براون مبعوث الأمم المتحدة الخاص للتعليم العالمي ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق عن العولمة: ما الخطوات التالية؟ مذهب الحماية الاقتصادية أو التعاون؟.

كما تحدث الأدميرال مايك روجرز المدير السابق لوكالة الأمن الوطني الأمريكية عن العديد من القضايا في الأفق السياسي لمنطقة الشرق الأوسط وتحدث ماتيو رينزي رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق في جلسة بعنوان «الإصلاحيون أم الشعبيون» قال فيها إن أبوظبي تشكل مثالا لإنجازات كبيرة مثل استقبال البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية ونجاح تنظيم عدد من الفعاليات الكبيرة مثل الأولمبياد الخاص العالمي.

وتستمر فعاليات الملتقى على مدار يومين متضمنة نحو 20 جلسة يلتقي خلالها ألمع المفكرين من الإمارات ومختلف الدول لمناقشة وتبادل الأفكار حول العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبحث العديد من المشكلات عبر 5 جلسات تتناول الفضاء الإلكتروني وتهديداته واستراتيجياته، ومستقبل النقل والمواصلات.

أفكارك وتعليقاتك