برنامج الأغذية العالمي: الإمارات مركزا استراتيجيا للعمليات الإنسانية على مستوى العالم

برنامج الأغذية العالمي: الإمارات مركزا استراتيجيا للعمليات الإنسانية على مستوى العالم

دبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 02 أبريل 2019ء) أشاد برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة بدور الإمارات في إغاثة المتضررين من إعصار "إيداي" في زيمبابوي وموزمبيق وملاوي واستجابتها السريعة التي تعكس نهجها الإنساني والخيري في مواجهة الأزمات الإنسانية الطارئة والتخفيف من معاناة الشعوب المتأثرة جراء الكوارث والأزمات.

وأكد مجيد يحيى مدير برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة وممثل البرنامج في دول مجلس التعاون الخليجي أن دولة الإمارات تعد مركزا استراتيجيا للعمليات الإنسانية على مستوى العالم لدورها الريادي في دعم المنظمات الإغاثية الدولية ومساعدة المناطق المنكوبة من خلال كوادرها المؤهلة للتخفيف من معاناة المتضررين والذي من شأنه أن يحقق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

(تستمر)

وقال في حوار مع وكالة أنباء الإمارات /وام/ إن الإمارات تدعم برنامج الأغذية العالمي منذ أكثر من 15 عاما حيث خصصت مكاتب ومستودعات للبرنامج في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي بدون مقابل مما انعكس بشكل إيجابي على أنشطة البرنامج في مساعدة المتضررين حول العالم ..لافتا إلى موقع الإمارات الاستراتيجي الذي يساهم في تسهيل العمليات الإنسانية للبرنامج.

وأضاف مدير برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة أن دولة الإمارات تحتضن أكبر مركز في شبكة مستودعات الاستجابة الإنسانية مما يضع مستودعات الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في دبي على خط المواجهة استعدادا للحالات الطارئة في مختلف أنحاء العالم ويساهم في توفير الغذاء لملايين البشر من متضرري الكوارث الطبيعية والحروب والتخفيف من وطأة معاناتهم جراء الظروف الإنسانية التي يمرون بها.

وأشار يحيى إلى أن الإمارات داعم رئيسي لأنشطة برنامج الأغذية العالمي في اليمن مما كان له أفضل الأثر في التخفيف من حدة الظروف الإنسانية على الساحة اليمنية جراء الأحداث ..لافتا إلى أن البرنامج استطاع توفير الغذاء لنحو 12 مليون يمني وذلك بعد إعلان الإمارات والسعودية مبادرة "إمداد" الموجهة لتعزيز الأمن الغذائي والتي كان لها عظيم الأثر في التخفيف من معاناة المتأثرين.

ونوه بأن الموقع الاستراتيجي لدولة الإمارات والبنية التحتية اللوجستية الحديثة وسهولة الوصول إلى كبار الموردين سهل مهمة البرنامج في إيصال المساعدات الإنسانية في الحالات الطارئة إلى جميع أنحاء العالم حيث يستطيع البرنامج الوصول من دبي إلى الحالات الطارئة حول العالم خلال 6 ساعات ..مشيرا إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تعد من الشركاء الرئيسيين للبرنامج على الصعيد العالمي وهي من بين أكبر المساهمين في الحالات الطارئة الإنسانية في الشرق الأوسط.

وقال مدير برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة إن أكثر من 821 مليون شخص حول العالم يعانون من الجوع "يذهبون إلى النوم ولا يعرفون من أين ستأتي وجبة الطعام " أي بنسبة واحد من كل 9 أشخاص من بينهم 121 مليون شخص في مناطق النزاعات والحروب استطاع البرنامج الوصول إلى 91 مليون منهم خلال العام 2018.. مشيرا إلى أن الـ121 مليون شخص مهددون بالموت في حال عدم وصول الطعام لهم.

وأوضح أن برنامج الأغذية العالمي يوفر الطعام لنحو 91 مليون شخص في 80 دولة حول العالم من بينهم 60 مليون شخص بسبب الحروب والنزاعات ..مشيرا إلى أن عدد المستفيدين من البرنامج في اليمن العام الماضي وصل إلى 8 ملايين شخص ونستهدف الوصول إلى 12 مليونا خلال العام الحالي بالإضافة إلى دعم 8 ملايين سوري من بينهم أكثر من 3 ملايين لاجئ في عدد من الدول حول العالم.

ولفت إلى أن أنشطة برنامج الأغذية العالمي تتواجد في عدد من دول المنطقة التي بها حروب ولاجئين وهي اليمن والعراق وسوريا ولبنان والأردن ومصر والسودان وليبيا والصحراء الغربية والذين يستحوذون على أكثر من 40 في المائة من دعم البرنامج على مستوى العالم.

وقال مدير برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة إنه في أقل من 72 ساعة بعد إعصار موزمبيق قام برنامج الأغذية العالمي وبتسهيلات من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بإرسال أول طائرة مساعدات محملة بشحنة مكملات غذائية بالإضافة إلى إرسال 6 طائرات من دبي إلى المتضررين جراء الفيضانات خلال الأسبوعين الماضيين حيث يستهدفهم البرنامج إيصال الدعم الغذائي الفوري إلى 1.700 مليون شخص من المتضررين.

وأضاف يحيى أن أزمة الفيضانات تمثل الأولوية القصوى في حالات الاستجابة للكوارث حيث قدم البرنامج مساعدات غذائية لأكثر من 170 ألف شخص من متضرري الفيضانات في موزمبيق ويعتزم الوصول إلى نصف مليون شخص خلال الفترة القليلة المقبلة ..مشيرا إلى أن دعم الدول المانحة خاصة الإمارات سيتمكن البرنامج من الوصول إلى كافة المتضررين جراء إعصار "إيداي" في موزنبيق الذي يصل عددهم إلى نحو 1.850 مليون شخص.

وأشاد مدير برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة بدور الإمارات في دعم الحالات الطارئة والعاجلة التي تتطلب التدخل السريع وتقدم الصفوف عالميا في حال وقوع أي كوارث طبيعية ..مشيرا إلى أن الإمارات سيرت جسرا جويا بالإضافة إلى التبرع بـ 100 طن من المساعدات الغذائية لدعم المتضررين في موزمبيق.

وأضاف أن الحاجة لتوفير المساعدات الغذائية لا تزال هائلة حيث تمثل متطلبات برنامج الأغذية العالمي نحو 133 مليون دولار للمساعدات الغذائية والخدمات اللوجستية ودعم الاتصالات الطارئة خلال الثلاثة أشهر القادمة في ظل غرق نحو 500 ألف هكتار من المحاصيل أغلبها من الذرة قبل موسم الحصاد الرئيسي في شهري أبريل ومايو كما تأثرت مصادر أخرى للدخل بشدة مثل الثروة الحيوانية والسمكية.

ولفت إلى أن برنامج الأغذية العالمي يطمح إلى عقد مزيد من الشراكات مع القطاعين الحكومي والخاص في الإمارات لدورهما الكبير في دعم العمليات الإنسانية للبرنامج على مستوى العالم ..مشيدا بالدور الإغاثي المهم الذي تقوم به هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على الساحة الدولية وتقديم المساعدات الإنسانية وتنفيذ المشاريع التنموية التي أحدثت تغييرا إيجابيا في حياة الناس.

وتطرق مدير برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة خلال حديثه إلى دور الإمارات الرائد في دعم اللاجئين ..مشيرا إلى أن المخيم الإماراتي الأردني "مريجب الفهود" لدعم اللاجئين السوريين يمثل نموذجا رائدا في دعم اللاجئين ويعكس نهج الإمارات في مساعدة المتضررين حول العالم وهو ما جعلها تتصدر الدول المانحة على مستوى العالم.

وقدمت دولة الإمارات ممثلة بهيئة الهلال الأحمر مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 18.3 مليون درهم للمتأثرين من إعصار "إيداي" في زيمبابوي وموزمبيق وملاوي.

وتتضمن المساعدات مواد غذائية ومكملات غذائية للأطفال إضافة إلى مواد طبية وأدوية ومستلزمات إيواء يستفيد منها أكثر من 600 ألف شخص في الدول الثلاث.

يذكر أن دول الجنوب الأفريقي قد تضررت جراء إعصار "إيداي" ثالث أقوى الأعاصير المدارية على الإطلاق الذي أودى بحياة المئات في موزمبيق وملاوي وزيمبابوي بسبب العواصف والفيضانات كما تسبّبت العاصفة المدمّرة بانهيار جسور وطرق عديدة ..حيث أرسلت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية وحدة معدّات التصوير والاتّصال الخاصة بها إلى مدينة بيرا في موزمبيق لتوفير خدمات الاتصال لمنظمات الإغاثة والإعلام في الميدان بعدما تسبب الإعصار في صعوبة وصول العاملين بالمجال الإعلامي والإغاثة للمناطق المتضررة.

أفكارك وتعليقاتك