نقابي بحريني: نعاني منافسة العمالة الوافدة ووضع العامل البحريني هو الأسوأ بين دول الخليج

نقابي بحريني: نعاني منافسة العمالة الوافدة ووضع العامل البحريني هو الأسوأ بين دول الخليج

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 14 أبريل 2019ء) نزار عليان. كشف الأمين العام المساعد للقطاع العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين حسين العصفور، أن بلاده تعاني من تضخم كبير في موضوع العمالة الوافدة، مع وجود عدد كبير منها في البلاد، وعدم تحد من تكاثرها؛ معتبرا أن وضع العمالة البحرينية هو الأسوأ، مقارنة مع دول الخليج الأخرى​​​.

وقال العصفور، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" على هامش الدور 46  لمؤتمر العمل العربي بالقاهرة، اليوم الأحد، "في الفترة الأخير أصبحنا نعاني من تضخم في العمالة المهاجرة، وهي تأخذ دورها في سوق العمل بشكل كبير، نظرا لانخفاض المرتبات التي تتقاضاها هذه العمالة مقارنة مع العمالة الوطنية. العامل الوطني لا يقبل الرواتب التي تقبل بها العمالة المهاجرة، التي يهمها العيش والاستقرار في البلد وترتيب أوضاعها.

(تستمر)

وأضاف، "هناك أمر آخر يتمثل في أن مخرجات التعليم لا تغطي سوق العمل في البحرين، والتخصصات التي تخرجها وزارة التعليم في البحرين لا توائم سوق العمل في البحرين".

وخص النقابي البحريني بالحديث قطاع الأطباء، وقال، "لدينا أطباء بينهم أصحاب تخصصات نادرة، لكن وزارة الصحة لا تستوعب القدر الوافي منهم، بما أن الطبيب الأجنبي يتقاضى أقل من الطبيب البحريني، وهذا يؤثر على الطبيب البحريني الذي قد يبقى بدون عمل أو يتجه إلى العمل الخاص، وهذا يتطلب إجراءات معقدة، مع العلم بأنه لا يحق للطبيب بممارسة العمل في وظيفتين.

ولفت إلى هناك تصريحات متضاربة بالأرقام بين وزارة العمل وهيئة تنظيم سوق العمل، الوزارة تقول أن البطالة لا نزيد عن 4 بالمئة. وقال "لكن في الواقع هي فوق 15 بالمئة. الوضع الاقتصادي يضغط بشكل كبير، والشركات الخاصة لا يفرض عليها شرط توظيف البحرينيين، ويسمح لها بتوظيف الأجانب مقابل دفع رسوم معينة".

ولفت العصفور إلى أن هناك نظام بدأت الحكومة بالترويج له بالبحرين وفي المنظمات الدولية، يعطي الحق للعامل الأجانب أن يحصل على تصريح يسمح له بالحصول على عمل رسمي بالبلد مقابل 1000  دينار بحريني (2.6  دولار أميركي تقريبا)، مؤكدا أن هذا يضايق حتى التجار الصغار بالبلد.

واعتبر أن في البحرين ودول الخليج ينظر إلى بعض الوظائف إلى أنها لا تليق بالمجتمع، والكثيرين يطلبون أن يستوعبوا في وظائف إدارية، ولا يقبلوا العمل في الشوارع والإنشاءات وغيرها.

وتابع قائلا "المشكلة أن هناك تكدس من أصحاب الشهادات العلمية، وخاصة في قطاع التعليم، معدل البطالة بين البحرينيين في هذا القطاع كبير، نظرا لاستقدام وافدين من مصر والأردن وحتى من السعودية، للعمل في قطاع التعليم بالبحرين".

وبالنسبة إلى قطاع السياحة في البحرين، أشار العصفور إلى أنه يتطور قليلا، على الرغم من عد توفر المساحات والطبيعة مثل مصر ولبنان؛ لافتا إلى أن هناك أماكن جاذبة للسياحة مثل الشواطئ، وكذلك الساحة العلاجية.

وأضاف "هناك مشاريع، تحت رعاية ولي عهد البحرين، لحصر بعض الوظائف على البحرينيين فقط، مثل مدير الموارد البشرية وغيرها. مجلس النواب يتحرك أيضا على هذا الموضوع.

وأردف "قياسا بدول الخليج فإن وضع العامل البحريني هو الأسوأ في المنطقة من ناحية الرواتب، ومقارنة بالكويت وقطر والإمارات على سبيل المثال، وضع العامل البحريني هو الأسوأ، وحتى أكثر سوءا من عُمان التي بها كتلة بشرية كبيرة، وقلة في الموارد".

وختم قائلا، "نحتاج إلى التنسيق بين الحكومة وأصحاب العمل والعمال أيضا، للحد من التضخم العمالي الوافد في البحريني، نحن في النقابات نولي ذلك اهتماما، ولدينا برامج كثيرة بالعمالة المهاجرة، ونريد أن نصنع توازن، ولا نرغب في هجرة عمالنا، أو التخلص من العمالة المهاجرة، التي لها حقوق في بلادنا. نأمل أن يكون لدينا مشاريع وموارد أخرى، لتغطية عجز الموازنة في الدولة، وليس الاعتماد على النفط فقط، مع وجود هذا التذبذب في الأسعار".

وافتتح في العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الأحد، مؤتمر العمل العربي في دورته الـ 46، بحضور وزراء ومسؤولين حكوميين، وكذلك ممثلين عن النقابات العمالية العربية وعن القطاع الخاص، وأيضا مختصين في مجال التنمية الاقتصادية؛ ويناقش التحديات أمام فرص العمل ووظائف المستقبل.

ويستعرض المشاركون، طيلة فترة فعاليات المؤتمر، الذي تستمر أعماله حتى 21 نيسان/أبريل الجاري، هموم قطاع العمل في الدول العربية، ومتطلبات التنمية المستدامة؛ وكذلك تعزيز دور الاقتصاد الأزرق في دعم فرص التشغيل، لاسيما وأن جميع الدول العربية تطل على بحار، وتمتلك سواحل تزخر بثروات طبيعية.

ويركز المؤتمر على هاجس البطالة، الذي أصبح يعم في جميع الأقطار العربية، دون استثناء؛ كما يبحث سبل تخفيض معدلات الفقر، وتسخير التكنولوجيا المتطورة في إيجاد فرص عمل ووظائف جديدة.

كما يبحث المؤتمر هموم ذوي الإعاقة في الدول العربية، وسبل توظيف التكنولوجيا لإدماجهم في سوق العمل.

أفكارك وتعليقاتك