"دور الإعلام في أوقات الأزمات" على طاولة نقاش منتدى الإعلام الإماراتي

"دور الإعلام في أوقات الأزمات" على طاولة نقاش منتدى الإعلام الإماراتي

دبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 26 مايو 2019ء) ناقشت جلسة " الإعلام الإماراتي في ظل الأزمات" التي عقدت ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمنتدى الإعلام الإماراتي في دبي تحت شعار "نقاش المئة إعلامي ومؤثر"، أهمية الرسالة الإعلامية في أوقات الازمات، خاصة مع تصاعد موجة عدم الاستقرار التي تجتاح العالم وتلقي بظلالها على دول المنطقة.

كما تناولت الجلسة دور الإعلام الإماراتي على وجه الخصوص، وقدرته على التكيف مع التطورات والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة، وإسهامه الرئيس في التعريف بمواقف الدولة الراسخة من مختلف القضايا الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية.

وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، وعدد من الإعلاميين الإماراتيين نجاح الإعلام الإماراتي في مواجهة التغيرات التي ألمت بالمنطقة خلال السنوات الأخيرة، وتمكن مؤسساته أن تكون على مستوى الحدث والمسؤولية بفضل المهنية والثقة التي اكتسبها من تحري الصدقية في مناقشة القضايا الراهنة بمنتهى الشفافية والحياد، وذلك خلال الجلسة التي أدار النقاش فيها سامي الريامي، رئيس تحرير صحفة الإمارات اليوم.

(تستمر)

وتطرق الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي إلى ضرورة تصنيف الأزمات قبل التعامل معها سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو طبيعية أو اجتماعية أو ثقافية حتى تتمكن المؤسسات الإعلامية من التعامل مع مراحلها قبل وأثناء وبعد الازمة بصورة فعالة، مشيراً إلى ضرورة دراسة الأزمة والاستعداد لها قبل نشوئها كلما أتيح ذلك من خلال قراءة المؤشرات والتحاليل الاستراتيجية والسياسية وربما التعرف على تاريخ الازمة التي قد تتكرر عبر الزمن.

واستعرض خلال حديثه تعامل مؤسسة الشارقة للإعلام بنجاح مع إعصار "جونو" الذي أصاب منطقة كلباء بالشارقة، عبر تكوين غرفة عمليات متكاملة تضم مختلف الهيئات والمؤسسات ذات الصلة لاطلاع الجمهور على آخر المستجدات والإجابة على مختلف التساؤلات المتعلقة بالظاهرة الطبيعية.

ولفت القاسمي إلى أهمية عامل السرعة في نقل المعلومات وتوصيل الرسالة الإعلامية أثناء الازمة، وضرورة التحلي بالدقة والشفافية والصدق والشجاعة في التعامل مع الأحداث حتى لا يُترك المجال مفتوحاً للشائعات والتفسير الخاطئ في حال التأخر في توصيل الرسالة إلى المتلقي في الوقت المناسب، لافتاً إلى ضرورة الاعتماد على المتخصصين في مجالات محددة لتوضيح وتفسير ملابسات الأزمة بأسلوب علمي متخصص من خلال أفضل الكوادر.

وفيما يتعلق بالتعامل مع الأزمة بعد انتهائها، أكد القاسمي ضرورة الرجوع إلى المكونات الإعلامية لعملية الاتصال التي تتكون من مُرسِل، ومُستقبِل، ورسالة، ووسيلة، ورجع الصدى، وأهمية دراسة الازمة من كافة جوانبها للتعرف على الإيجابيات والسلبيات المصاحبة للتعامل معها، وتوثيق الإيجابيات وأوجه النجاح التي تحققت حتى يتم الاستفادة منها في التعامل مع أزمات مشابهة في المستقبل.

وتناولت الجلسة موضوع الثقة بين المُتلقّي ووسائل الإعلام المحلية، وهل يلجأ البعض لاستقاء المعلومات والاخبار من وسائل إعلام خارجية، حيث أشار المشاركون إلى وجود ثقة كبيرة من قِبَل المُتلقي في وسائل الإعلام المحلية، وأن هناك حاجة لرفع السقف في التعامل الإعلامي مع بعض الملفات حتى يتمكن الإعلام من مواجهة خطاب العنف والكراهية المتصاعد ضد الدولة، مع ضرورة العمل من خلال منظومة إعلامية متكاملة تخدم الاجندة الوطنية والمواقف الثابتة لدولة الإمارات.

وأشار الحضور إلى أن انتقاد بعض السلبيات لا يضر بصورة الدولة أو بمؤسساتها، بل على العكس قد يكون في مصلحة المجتمع، حيث قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، المثل عندما عبّر سموه عبر حسابه على "تويتر" عن عدم رضاه عن الخدامات التي تقدم للمواطن من قبل إحدى المؤسسات، وهو ما يصب بشكل مباشر في مصلحة تطوير الخدمات وبذل المؤسسات قصارى جهداها لتقديم أفضل ما لديها لأفراد المجتمع.

وشدد المشاركون في النقاش على أهمية وجود استراتيجية متكاملة يستطيع من خلالها الإعلام الوطني التصدي لما تواجهه الدولة من تحديات، لاسيما خطاب الكراهية الغير مسبوق من منابر معادية مُسلّطة بشكل مباشر للنيل من مقدرات شعب الإمارات، وضرورة تحلي الإعلام الوطني بالثقة الكافية عند مناقشة القضايا المختلفة، حتى يواكب الإنجازات التي حققتها الدولة في مختلف المجالات، وعدم التردد في توجيه النقد البنّاء للمؤسسات الحكومية من منطلق حس وطني يهدف إلى معالجة السلبيات والوصول إلى أفضل الخدمات.

وحول تناول الإعلام المحلي الناطق باللغة الإنجليزية للقضايا المختلفة، ومدى الاختلاف بينه وبين ما يقدم من محتوى عربي، أشار المشاركون إلى أن هناك تنوّعا كبيرا في الخلفيات الثقافية والفكرية للمتلقي الذي يقرأ الصحف بالإنجليزية كونها اللغة الأولى التي يتحدث بها جاليات أكثر من 200 جنسية تعيش على أرض الإمارات، وأن اختلاف الاهتمامات بين القارئ العربي الذي يهتم بمتابعة الشؤون السياسية، وبين نظيره الأجنبي الذي يهتم بالأخبار المتعلقة بالأوضاع المعيشية التي تؤثر بشكل مباشر على حياته اليومية، وهو ما يفرض على الصحف الصادرة بالإنجليزية الانحياز للموضوعات التي تهم القارئ.

وتطرق النقاش إلى ضرورة إيجاد آلية للتعرف على آراء المتلقي والمتابع للمحتوى المحلي، ونسبة رضاه عما يُقدم من مواد إعلامية، وهو ما سيسهم بشكل مباشر في تحسين ما يقدم لهم من خدمات إعلامية، ويزيد من تمسك المتلقين بمتابعة وسائلهم الإعلامية المفضلة.

ولفت المشاركون إلى ضرورة العمل على تعدد الأصوات وتنويع المحتوى الذي تتناوله الصحف المحلية، التي تتشابه من وجهة نظره فيما تقدمه من محتوى، مع الدعوة لدخول المؤسسات الإعلامية الخاصة في منافسة مهنية مع نظيراتها الحكومية، بما يصب في مصحة المنظومة الإعلامية الإماراتية.

وألقت الجلسة الضوء على ضرورة الاهتمام بعامل السرعة في نقل الرسائل والمعلومات وتوصيلها للجمهور، وهو ما يغلق الباب أمام انتشار الشائعات التي تعيش وتنمو في وقت تشح فيه المعلومات أو تتأخر على الجمهور، ما يدفعه إلى استقاء أخباره ومعلومات من وسائل إعلام خارجية قد تخدم أجندات خاصة ولها توجهها المُعادي للدولة.

أفكارك وتعليقاتك