ألمانيا تستضيف الدورة الثالثة للقمة العالمية للصناعة والتصنيع في 2020

ألمانيا تستضيف الدورة الثالثة للقمة العالمية للصناعة والتصنيع في 2020

ايكاتيرنبيرغ - روسيا ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 13 يوليو 2019ء) شهد اليوم الختامي لفعاليات القمة العالمية للصناعة والتصنيع في مدينة ايكاتيرنبيرغ الروسية الإعلان عن استضافة ألمانيا للدورة الثالثة من القمة في العام 2020، وذلك بالتزامن مع معرض هانوفر ميسي الصناعي العالمي، أكبر معرض صناعي على المستوى العالمي.

وجاء الإعلان في حفل اختتام فعاليات القمة في روسيا وذلك بحضور معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة، ولي يونغ، المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية /اليونيدو/، والدكتور ستيفان كيل، القنصل العام لألمانيا في ايكاتيرنبيرغ، والذي شارك في مراسم انتقال تنظيم القمة رسميا إلى بلاده.

وتعتبر القمة أول منتدى يعمل على تسخير تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في صياغة مستقبل قطاع الصناعة العالمية، وتمكينه من دفع عجلة النمو الاقتصادي وبناء الازدهار العالمي.

(تستمر)

وبموجب هذا الإعلان، تكون القمة العالمية للصناعة والتصنيع القمة الأولى من نوعها على مستوى الدولة التي تؤسس في الإمارات وتنطلق إلى العالمية بعد دورتها الأولى التي أطلقتها أبوظبي في العام 2017، وطلبت استضافتها كل من روسيا وألمانيا، وهما من كبرى الدول الصناعية العالمية.

وأكد معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة التزام دولة الإمارات بدعم الجهود الرامية إلى تحقيق أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة للعام 2030، وعلى الدور المتنامي لدولة الإمارات كعاصمة عالمية لتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وسعي الدولة لبناء الازدهار الوطني والعالمي.

وقال معاليه: سيشكل العام 2020 انطلاقة جديدة للتعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وألمانيا في إطار رؤيتيهما المشتركة لدور القطاع الصناعي كمحرك أساسي في بناء الازدهار الاقتصادي العالمي، وفي توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لبناء المزيد من صلات التعاون والتكامل الاقتصادي التي تستفيد من قدرة هذه التقنيات على الربط بين المبتكرين والشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الصناعية الكبرى بشكل يتخطى العوائق الجغرافية والمادية، ويؤسس لتعاون رقمي عابر للحدود.

  من جانبه، قال بيتر ألتماير، وزير الاقتصاد الألماني: يعتبر القطاع الصناعي الألماني من الركائز الأساسية لنمو الاقتصاد الألماني ومكانته المتميزة على المستوى العالمي، ومع ريادة ألمانيا الواضحة في تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة ووضع الاستراتيجيات الفعالة لتبنيها وتوظيفها في كافة نواحي الحياة، تفخر ألمانيا باستضافة القمة العالمية للصناعة والتصنيع 2020 وترحب بالعالم في القمة التي ستساهم في صياغة مسار شامل ومستدام لقطاع الصناعة العالمي، لتمكينه من المساهمة في تحقيق الرخاء الاقتصادي والاجتماعي في جميع أنحاء العالم.

  وقال لي يونغ، المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية /اليونيدو/، والرئيس المشارك للقمة العالمية للصناعة والتصنيع: ستعزز القمة العالمية للتصنيع والتصنيع 2020 في ألمانيا من أهميتها العالمية من خلال تنظيمها بالتزامن معرض هانوفر ميسي، أكبر معرض صناعي في العالم، وتعتبر استضافة القمة في ألمانيا مرحلة هامة في مسيرتها، حيث يتعاون شركاء التنمية المتمثلون في كل من دولة الإمارات وألمانيا ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية /اليونيدو/ لدعم تحقيق الهدف التاسع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة والذي يسعى إلى بناء بنية تحتية مرنة، وتعزيز التصنيع الشامل للجميع، وتعزيز الابتكار، وستمكننا هذه الشراكة من تكثيف جهودنا والبناء على رؤيتنا المشتركة لتحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة على المستوى العالمي.

  وقال بدر سليم سلطان العلماء، رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع: تؤكد رغبة ألمانيا، والتي تعتبر واحدة من كبرى الدول الصناعية في العالم، في استضافة القمة العالمية للصناعة والتصنيع على أهمية القمة كمنصة فريدة لتعزيز التعاون العالمي والشراكات بين القطاعات الصناعية في توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، ونفخر بأن تستضيف القمة دولة مثل ألمانيا، الدولة التي تعد معيارًا للتميز التقني والرقمي، والتي ستوفر لنا شريكًا متميزًا يدعم جهودنا في توظيف قطاع الصناعة لبناء مستقبل أفضل للجميع.

  وستساهم استضافة القمة العالمية للصناعة والتصنيع 2020 في ألمانيا في تعظيم أثر الابتكار وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة على قطاع الصناعة العالمي من خلال نشر الخبرات وأفضل الممارسات والمعايير الصناعية على أوسع نطاق عالمي .. وستعمل القمة، التي ستنظم بالتزامن مع معرض هانوفر ميسي الصناعي العالمي، أكبر المعارض الصناعية على المستوى العالمي، على تطوير نهج تحولي لصياغة مستقبل قطاع الصناعة بما يهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة.

  ونظمت الدورة الأولى للقمة العالمية للصناعة والتصنيع تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في جامعة باريس السوربون بأبوظبي في شهر مارس من العام 2017، حيث كانت الإمارات من أوائل دول العالم التي تبنت الحراك العالمي لتوظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في بناء الازدهار العالمي، وأدركت أهمية توظيف التغير غير المسبوق الناتج عن العصر الرقمي لما فيه خير الإنسانية .. وإدراكًا منها لما توفره تقنيات الثورة الصناعية الرابعة من فرص هائلة، رسخت دولة الإمارات مكانتها كقاعدة صناعية متقدمة في توظيف الابتكار والتكنولوجيا لإعادة صياغة مستقبل قطاع الصناعة.

  وترتبط القمة العالمية للصناعة والتصنيع بعلاقات شراكة وطيدة مع كبرى الشركات الصناعية العالمية مثل شركة مبادلة للاستثمار وسيمنس، وجنرال الكتريك، وآي بي أم، وهانيويل، وسولفاي، وروكويل اتومايشن، وبرايس ووترهاوس كوبرز، وتوازن القابضة.

  وتعد ألمانيا ثاني أكبر مصدر على المستوى العالمي، حيث يصل حجم صادراتها إلى 1.3 تريليون دولار سنويًا .. وتستند أغلب صادراتها على المنتجات الصناعية مثل السيارات وقطعها، والبتروكيماويات، والأدوية، والطائرات والمركبات الفضائية وغيرها الكثير من المنتجات الصناعية ..

كما تعد ألمانيا رابع أكبر قوة صناعية على المستوى العالمي والأولى في أوروبا .. وتعرف ألمانيا بقدراتها التصنيعية الفائقة ومنتجاتها عالية الجودة، وذلك نتيجةً لاستثمارها بقوة في قطاعي التعليم المهني والبحث والتطوير، بالإضافة إلى تركيز جهودها على تحقيق التميز في جودة صناعاتها بدلًا من التنافس على خفض كلفة التصنيع .. ويساهم التركيز على جودة المنتجات الصناعية في تكريس ريادة ألمانيا في العديد من القطاعات الصناعية مثل قطاع صناعة السيارات .. ولا تقتصر ريادة ألمانيا للقطاع الصناعي العالمي على الشركات الكبرى الناشطة في القطاعات الصناعية الرئيسية، بل إن غالبية الشركات الألمانية هي شركات صغيرة ومتوسطة تمكنت من أن تتصدر مواقع قيادية عالمية في قطاعات صناعية متنوعة.

وقد حازت ألمانيا المركز الأول عالميًا على مؤشر الأداء الصناعي التنافسي لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية للعام 2016 .. ويعتبر قطاع الصناعة الألماني عاملًا رئيسيًا في أداء ألمانيا الاقتصادي الكلي، مع امتلاكها لنواة صناعية قوية وقدرة على التحكم في السلاسل المركبة للقيمة الصناعية .. وتمثل صادراتها متوسطة وعالية التقنية 73 بالمائة من إجمالي صادراتها الصناعية، وقد حافظت على ريادتها التكنولوجية في الاقتصاد العالمي.

  وستركز القمة العالمية للصناعة والتصنيع 2020 في ألمانيا على المعايير الصناعية لتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وستعمل على تبني معايير عالمية موحدة لهذه التطبيقات لتمكنها من المساهمة في تحقيق التنمية الصناعية المستدامة.

  وأطلقت ألمانيا مبادرة صناعية لتكريس ريادتها كسوق رائد ومزود فريد لتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وتمثل "استراتيجية الصناعة 4.0" أحد 10 مبادرات مستقبلية أطلقتها الحكومة الألمانية ضمن "استراتيجية التكنولوجيا المتقدمة 2020".

  وتعد ألمانيا خامس أكبر سوق للروبوتات الصناعية في العالم، حيث توظف ألمانيا سنويا حوالي 20 ألف روبوت في قطاعات صناعية متعددة، وتعتبر كل من صناعة السيارات والأدوات الكهربائية والإلكترونية، والمعادن، والبتروكيماويات والبلاستيك، والأغذية والمستحضرات الصيدلانية من أهم القطاعات الصناعية الألمانية.

  وترتبط العديد من العلامات التجارية الرائدة مثل السيارات الأكثر فخامة في العالم والآلات الصناعية الرائدة بعلامة "صنع في ألمانيا"، مما أدى إلى اعتبار ألمانيا واحدة من أكثر الدول تنافسية وتقدمًا على المستوى العالمي .. كما تعتبر ألمانيا كذلك قوة صناعية رائدة على مستوى العالمي في الصناعة الكيميائية وقطاع الصناعات البصرية والصناعات الدقيقة .. وبالإضافة إلى الدور الهام الذي تلعبه صناعة السيارات كقوة دافعة رئيسية لنمو اقتصاد الألماني، يساهم قطاع صناعة الطيران في ألمانيا في تحقيق نمو كبير في القطاع الصناعي الألماني لما يتميز به من مساهمة كبيرة في جهود دفع عجلة الابتكار، وبما يحققه من تميز كبير لألمانيا على المستوى العالمي.

ومن خلال ما تتميز به ألمانيا من بنية تحتية رائدة في مجال البحث والتطوير، والتكامل التام لسلسلة القيمة المضافة في قطاع صناعة السيارات، وامتلاكها للقوى العاملة المؤهلة تأهيلًا عاليًا، تتوفر في ألمانيا البيئة المثالية لتطوير أحدث التقنيات التي تمكنها من ريادة الابتكار في سوق النقل العالمي المستقبلي.

  ويتوقع أن تصل استثمارات ألمانيا في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة إلى 2.5 مليار يورو بحلول عام 2020 .. وتركز ألمانيا على الاستثمار في تقنيات إنترنت الأشياء الصناعية لتحسين العمليات الصناعية وتقليل تكاليف الطاقة أو تحسين دورات الصيانة للروبوتات .. وتسارع مجموعة من الشركات الألمانية إلى الاستثمار في تطبيقات إنترنت الأشياء، والذي يتوقع الخبراء أن تشهد تطبيقاته نموًا هائلًا إذا ما تم اعتماد معايير عالمية موحدة له، فيما يشبه النمو الهائل للاتصالات بعد اعتماد معايير الجيل الرابع من تطبيقات الاتصالات. وبلغ حجم إنفاق القطاع الصناعي العالمي على تطبيقات إنترنت الأشياء ما يقرب من 178 مليار دولار في العام 2018.

كما يتوقع أن يشهد سوق الاتصالات وإنترنت الأشياء في ألمانيا نموًا كبيرًا ليصل إلى 37.40 مليار دولار بحلول العام 2019، بالمقارنة مع 12.64 مليار دولار في العام 2014، وذلك بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 24.2% في الفترة من 2014 - 2019.

  وتعتبر ألمانيا القوة الرائدة في التقنيات الرقمية في أوروبا حيث تمتلك أكبر نسبة لمستخدمي الإنترنت في القارة .. وتصل نسبة مستخدمي الإنترنت في ألمانيا إلى 77% من مجموع سكانها /ما يعادل 63 مليون نسمة/، مما يجعلها في مقدمة الدول من حيث تطوير تقنيات التجارة الإلكترونية والإنترنت وتطبيقاتها .. كما تمتلك ألمانيا موقعًا رياديًا على المستوى العالمي في تطوير واستخدام حلول الطاقة المتجددة والتقنيات البيئية ..

وتبنت ألمانيا استراتيجية تهدف إلى خفض معدل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 80% وزيادة إجمالي استهلاك الطاقة المتجددة بنسبة 60% بحلول العام 2025. ونتيجةً لاستثمارها الكبير في قطاع الطاقة المتجددة، تقوم ألمانيا بتصدير الطاقة الكهربائية إلى الدول المجاورة في القارة الأوروبية.

أفكارك وتعليقاتك