تقرير/ طوكيو 2020 ترفع شعار.. الرياضة تملك كل عناصر القوة لتغيير العالم وصناعة المستقبل

تقرير/ طوكيو 2020 ترفع شعار.. الرياضة تملك كل عناصر القوة لتغيير العالم وصناعة المستقبل

-الدراسة الاقتصادية للدورة تستهدف 300 مليار دولار عوائد مباشرة وغير مباشرة من تنظيم الحدث.

-توقعات بزيادة عدد السياح من 26 إلى 40 مليون زائر في نفس العام الذي تقام فيه المنافسات.

-يوريكو كويكي: أنجزنا 95 % من مشروعات البنية التحتية وملف المرور أهم أولوياتنا الحالية.

طوكيو في 5 أغسطس/ وام/ عندما أعلن عن فوز العاصمة اليابانية طوكيو بشرف تنظيم أولمبياد 2020 رفعت بلاد الشمس المشرقة شعارا مهما وهدفا استراتيجيا يحمل الكثير من المعاني، حيث وضعت اللجنة المنظمة للبطولة رؤيتها في تلك العبارات القصيرة" الرياضة تملك كل عناصر القوة لتغيير العالم وصناعة المستقبل"، وتحت هذا الشعار الذي رفعته في نفس يوم إعلان نتيجتها بالفوز وهو السابع من سبتمبر عام 2013 في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيريس وضعت بعض الجمل لإضافة بعض التفاصيل حيث قالت" أولمبياد طوكيو 1964 أعادت تشكيل اليابان وتقديمها بشكل رائع للمجتمع اليومي، لكن أولمبياد طوكيو سوف تكون الدورة الأكثر ابتكارا في التاريخ، إنها سوف تعيد صياغة العالم بشكل إيجابي، من خلال 3 مفاهيم رئيسية هي السعي لتحقيق الذات الإنسانية، وقبول الآخر، وترك الأثر الإيجابي لاستثمار قيمه في المستقبل.

(تستمر)

ومنذ السابع من سبتمبر عام 2013 دخلت اللجنة المنظمة المحلية في اليابان في سباق مع الزمن كي تفي بمتطلبات أكبر حدث رياضي في العالم، والذي يتوقع أن تستقبل اليابان فيه ما يزيد عن 25 ألف لاعب وحكم وإداري واعلامي خلاله في الفترة من 24 يوليو2020، وحتى التاسع من أغسطس بنفس العام، وخلال تلك الفترة سوف تكون طوكيو في دائرة الضوء ل 206 دولة حول العالم يشاركون في منافسات الدورة.

وإلى جانب الأهداف الرياضية والإنسانية والاجتماعية والدعائية فإن اليابان لديها أهدافا اقتصادية أيضا من استضافتها لهذه الدورة وقد نجحت وكالة أنباء الإمارات " وام" في الاطلاع عليها خلال لقاء مباشر مع يوريكو كويكي حاكمة طوكيو .

وأكدت الدراسة الاقتصادية للدورة أن طوكيو التي يبلغ عدد سكانها 13 مليون نسمة، تعول كثيرا على الأولمبياد لتحقيق طفرة هائلة، وأن المدينة التي تحقق ناتجا محليا سنويا قدره 940 مليار دولار، بنسبة تقترب من الخمس من الاقتصاد الياباني كله أمامها فرصا كبيرة لرفع معدلات ناتجها المحلي، كما أنه لم يكن من السهل على حكومة اليابان أن ترصد 8 مليار دولار لحدث يستمر لمدة أسبوعين إلا إذا كانت متأكدة من أنه سيحقق لها أرباحا وفوائد اقتصادية كبيرة، سواء بشكل مباشر وغير مباشر في المستقبل القريب والمنظور.

وتؤكد الدراسة الاقتصادية للدورة أن وسوف حكومة طوكيو سوف تتحمل 5.6 مليار دولار من حجم الميزانية العامة للدورة، وأن الحكومة المركزية ستتحمل 2.4 مليار، فيما ستدفع اللجنة الأولمبية الدولية 6 مليار دولار، وتؤكد تقديرات اللجنة المنظمة وبيوت الخبرة الاقتصادية باليابان أن العوائد المنتظرة بشكل مباشر قريبا وغير مباشر على المدى البعيد من هذه الدورة هي 250 مليار دولار لمدينة طوكيو وحدها، و50 مليار دولار لليابان بشكل عام، وأن أكبر قطاعين مستفيدين من هذه الدورة هما السياحة والإسكان.

وتفصيلا فإن الدراسة الاقتصادية للدروة تؤكد أن العوائد المباشرة للدورة تتضمن على مرافق رياضية ستضاف لخدمة القطاع الرياضي مع بيع المنتجات الخاصة بالحدث بما يحقق عوائد مباشرة تبلغ 18 مليار دولار من استثمار تلك المرافق الجديدة، وأرباح المبيعات للمنتجات، أما العوائد غير المباشرة على اليابان بشكل عام فهي تبلغ 280 مليار دولار نتيجة لشبكة الطرق الجديدة التي تم تأسيسها لخدمة الدورة والانشاءات العامة التي تبلغ في مجملها 120 مليار دولار، كما أن الحملة الدعائية الكبيرة لليابان من خلال استثمار هذا الحدث سوف تساعد قطاع السياحة في تحقيق عوائد اقتصادية قدرها 127 مليار دولار، حيث انه من المتوقع ان يرتفع عدد السياح الزائرين للدولة من 27 مليون في 2018، إلى 40 مليون في عام 2020، وتتضمن العوائد المنتظرة أيضا للدورة 9 مليارات دولار من المنشآت التي تجعل من اليابان مدينة صديقة للبيئة ولكبار السن، و5 مليارات دولار حصيلة مبيعات المنتجات الرياضية الخاصة بالدورة، و23 مليار دولار من النقل التليفزيوني والمأكولات وباق المنتجات اليابانية.

وعلى ضوء الدراسات الاقتصادية التي أجريت على كل المدن التي استضافت الأولمبياد في آخر 30 عاما، فقد أثبتت تلك الدراسات أن متوسط الدخل القومي لكل مدينة تضاعف بنسبة 130 % في العام الذي يلي استضافة هذا الحدث الكبير، وفي أولمبياد 1964 كان الاقتصاد الياباني في مرحلة تعافي بعد الحرب العالمية الثانية، وكان حجم الناتج القومي صغيراً فساهمت المشروعات الأولمبية الضخمة حينها في تحقيق نهضة اليابان الاقتصادية، اما في أولمبياد 2020 فإن حجم الاقتصاد الآن 17 ضعف مما كان عليه قبل خمسين عاما " 5 تريليونات " دولار. وترى الحكومة اليابانية ان أولمبياد طوكيو هي الحل بعيد المدى لتسريع وتيرة معدل النمو الضعيف الذي لا يتجاوز ال 2.5 % بآخر 20 عاما.

يوريكو كويكي حاكمة طوكيو أكدت في تصريحاتها أخيرا على هامش حضورها لجولة طوكيو جراند سلام للجوجيتسو التي ينظمها اتحاد الإمارات للجوجيتسو، أن العمل قائم على قدم وساق لإنهاء كل الاستعدادات الخاصة بالدورة، وأن مشروعات البنية التحتية تم الانتهاء منها بنسبة 95 %، وأن التنسيق والتعاون في أفضل حالاته مع اللجنة الأولمبية الدولية، وأن حكومة اليابان تولي اهتماما كبيرا بالدورة، وتعتبرها أولوية رئيسية من أولوياتها.

وقالت كويكي: انجزنا كل ما هو مطلوب للدروة، ولا يتبقى أمامنا إلا تأهيل الرأي العام المحلي للتفاعل الإيجابي مع الحدث، لأن الشعب الياباني لابد أن يكون شريكا فاعلا في النجاح، يؤثر في التظاهرة العالمية ويتأثر بها، حتى نضمن انها تركت الإرث المستهدف على كل شرائج المجتمع، وقد بدانا خطة تأهيل الرأي العام منذ عامين وتحديدا في منتصف 2017 عندما طالبنا المجتمع في كل مدن اليابان أن يتفاعل معنا في التبرع بالأجهزة الاليكترونية والهواتف النقالة القديمة لنصنع منها الميداليات، وقد وجدنا تفاعلا كبيرا، وانتهينا بالفعل من هذا المشروع، بعد تخصيص صناديق لجمع هذه المخلفات وإعادة تدويرها.

وقالت كويكي: لم يعد امامنا في العام المتبقي قبل الدورة إلا محور رئيسي نعتبره مهم للغاية، وهو الخاص بالمرور، ونستهدف ان نختصر المسافات ونقلل فترات الانتظار حتى تتوفر السيولة المرورية لكل الزائرين لليابان، وفي ظني أن عام كاف لإتمام بعض التطويرات التي وضعنا خطة لها، لأن المرور عامل مهم للغاية من عوامل نجاح أي حدث.

من ناحية أخرى أعلنت اللجنة المنظمة المحلية اليابانية أنَّ أعمال تجهيز الإستاد الوطني الجديد وهو الملعب الرئيسي الذي سيستضيف حفل الافتتاح قد اكتملت بنسبة 95%، وسيكون أول حدث رياضي يحتضنه الاستاد كنوع من أنواع التجريب المباراة النهائية لبطولة كأس الامبراطور في الأول من يناير عام 2020. وأوضخوا أنَّ الاستاد الذي بلغت تكلفته 150 مليار ين ياباني "1.3 مليار دولار"، وصممه المهندس الياباني كينجو كوما، من المقرر أن يكتمل مع نهاية نوفمبر المقبل، ومن المخطط أن يستضيف فعاليات افتتاحية في منتصف ديسمبر المقبل. وأضافت اللجنة المنظمة أنه جرى الانتهاء من تجهيز 50 ألف مقعد من إجمالي المقاعد الثابتة البالغة 60 ألف مقعد، بينما بدأت عملية تغطية الملعب بالعشب في منتصف يوليو الماضي، وعملية تجهيز المضمار في أغسطس الجاري وسبتمبر المقبل.

كانت طوكيو قد كشفت في 24 يوليو الماضي عن شكل الميداليات التي سيتم توزيعها على الفائزين بالمراكز الأولى، بحضور الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية، بمناسبة عام على انطلاق منافسات الدورة، وأكد باخ في هذه المناسبة أن الأمور تسير على خير ما يرام في التجهيز للحدث، وأن المعدلات الزمنية للإنجاز تفوق التوقعات.

أفكارك وتعليقاتك