خالد بن محمد بن زايد يفتتح المساحات الجديدة في المجمّع الثقافي بأبوظبي

خالد بن محمد بن زايد يفتتح المساحات الجديدة في المجمّع الثقافي بأبوظبي

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 04 سبتمبر 2019ء) افتتح سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي ورئيس اللجنة التنفيذية اليوم المساحات الجديدة داخل المجمع الثقافي بعد اكتمال أعمال الترميم والصيانة في المعلم الثقافي الأبرز في منطقة الحصن بوسط العاصمة أبوظبي.

وتتضمن المساحات الجديدة معارض فنية ومسرحا يتسع لـ 900 مقعد تقام عليه سلسلة من العروض الأدائية طوال العام، ومكتبة أبوظبي للأطفال ذات التصميم المبتكر إلى جانب استحداث "بيت الخط" وعودة "المرسم الحر" إلى مكان انطلاقه في ثمانينات القرن الماضي.

وقال سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان : "مع اكتمال مرافق المجمع الثقافي وانتهاء أعمال الترميم والصيانة في منطقة الحصن أصبحت أبوظبي مستعدة للعب دور أكثر حيوية على الصعيد الثقافي والفني بما يعكس التوجه الحضاري الذي تنتهجه الإمارة لتمكين المعرفة والثقافة والفنون والأدب وبما يعبر عن عمق الارتباط بين مكوناتنا التاريخية وتطلعنا إلى المستقبل خاصة أن منطقة الحصن تضم قصر الحصن، أقدم مبنى في أبوظبي والذي يعد رمزا للتراث والتاريخ، وفيه تتجسد قصة كفاح الأجداد من أجل تأسيس الدولة، بينما يعد المجمع الثقافي ثمرة لرؤية والدنا المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي عمل على دعم الحداثة مثلما حافظ على التراث والتاريخ".

(تستمر)

وأضاف سموه : " نتطلع إلى الدور الذي سيلعبه المجمع الثقافي في المرحلة القادمة ليعبر عن الوجه المعاصر للثقافة الإماراتية، والتي تتميز بقيم عميقة تشجع على التنوع الثقافي وتدعم الحوار بين الثقافات وتحفز الفنون.. مشيرا إلى أن اكتمال البنية الثقافية التحتية في قلب أبوظبي يأتي في وقت ازدهر فيه المشهد الثقافي بشكل ملحوظ بمختلف عناصره وأشكاله، ولا شك أن المجمع الثقافي هو الحاضن الأنسب للتعابير الثقافية والفنية النامية والتي تبحث لها عن محطة انطلاق".

واطلع سموه على أول نسخة من المعارض المجتمعية حيث يستضيف الموسم الافتتاحي في المجمع الثقافي أول معرض فني بعنوان "الإهداء: معرض احتفائي بنجاة مكي" بمشاركة فنانين إماراتيين ويستمر حتى 15 ديسمبر.

ويجمع هذا المعرض بين ثلاثة أجيال مختلفة من الفنانين الإماراتيين تحت سقف واحد، بداية من جيل السبعينيات وحتى جيل التسعينيات، ممن عاصروا الفنانة نجاة مكي وشهدوا على دورها الريادي في تطوير المشهد الفني محليا ودوليا.

وتجول سمو الشيخ خالد بن زايد بن محمد آل نهيان في المعرض الفردي "نجاة مكي: إضاءات" المقام في قاعة المعارض الرئيسية في المجمع الثقافي، والذي يستهل به الموسم الافتتاحي بتسليط الضوء على المسيرة الفنية الغامرة لأحد أبرز الفنانات الإماراتيات في العقود الأربعة المنصرمة.

وزار سموه أيضا "بيت الخط" أحدث إضافة إلى المجمع الثقافي، وهو مساحة مخصصة لفنون الخط العربي الأصيل، ويركز بشكل رئيسي على أساليب التعليم التقليدية والمعاصرة في مجال فن الخط في الثقافة العربية.. وسينظم بيت الخط مجموعة من الدورات التعليمية على مدار العام بمشاركة الطلاب من كافة الأعمال ومختلف المستويات المهارية.

وتجول سموه في "المرسم الحر" حيث تقام ورش عمل فنية بشكل دوري تركز على التثقيف الفني والمعرفي.. وستتم توجيه الدعوة لجميع الزوار من الصغار والكبار ذوي المستويات والمهارات المختلفة للتسجيل في مختلف الدورات التدريبية وورش العمل التي تركز موضوعاتها على الممارسات الفنية، مثل الرسم والتصوير والرسم بالألوان الزيتية والمائية إلى جانب الوسائط الفنية المتعددة والنحت والأعمال الخزفية والفخارية وتصميم الأزياء والرسم على الحرير والزجاج وصياغة المجوهرات.

كما اطلع سموه على الأعمال الفنية التي انتجها الفنانون الأربعة المشاركون في برنامج الإقامة الفنية في المجمع الثقافي، حيث تعرض أعمالهم ضمن ثلاث مساحات استوديو مخصصة، وذلك خلال الفترة من 4 سبتمبر حتى 30 نوفمبر.. والفنانون هم عائشة حيدر وأحمد بن سعيد العريف الظاهري وسعود الظاهري وزايد طماش.

وزار سموه المسرح الذي يتسع لـ900 مقعد بعد اكتمال عمليات التجديد والترميم، حيث ينطلق الموسم الافتتاحي بسلسلة من عروض الأداء الفني التي تمزج ما بين المعاصرة والكلاسيكية، وتعكس ثراء التعابير الفنية من موسيقى وغناء ومسرح وعروض أفلام.

وتفقد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد أقسام مكتبة أبوظبي للأطفال التي تعد وجهة للتعلم والاكتشاف المعرفي والمشاركة الإبداعية، وتمتد مساحتها على ثلاثة طوابق مستوحاة من الكتب المجسمة ثلاثية الأبعاد والواحات والصحراء وغيرها من المشاهد الطبيعية، حيث نجحت في إعادة صياغة مفهوم "المكتبة" وما يعنيه هذا الصرح المعرفي للصغار والشباب.

حضر الافتتاح معالي زكي أنور نسيبة وزير دولة ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع عضو المجلس التنفيذي ومعالي سارة عوض عيسى مسلم رئيس دائرة التعليم والمعرفة عضو المجلس التنفيذي ومعالي المهندس عويضة مرشد المرر رئيس دائرة الطاقة عضو المجلس التنفيذي ومعالي سيف محمد الهاجري رئيس دائرة التنمية الإقتصادية عضو المجلس التنفيذي ومعالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة عضو المجلس التنفيذي وسعادة سيف سعيد غباش وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي وعدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة.

وقال معالي محمد خليفة المبارك: "نحن فخورون بالدور المحوري الذي يقوم به المجمع الثقافي للارتقاء بالمشهد الثقافي والفني، لاسيما مع برامجه ومساحاته الإضافية التي تضفي أبعادا جديدة على المجتمع الفني وتعزز التمكين المعرفي والثقافي بين أفراد المجتمع.

وأضاف أن هذا المركز الثقافي والفني يخاطب الجميع، بداية من الفنانين الذين يدفعهم شغفهم بحثا عن مصدر إلهام جديد، مرورا بعشاق الموسيقى ممن يقودهم اهتمامهم نحو استكشاف الموسيقى العربية التي تجمع بين ما هو تقليدي ومعاصر، وصولا إلى الآباء وأولياء الأمور الباحثين عن أنشطة ترفيهية وتعليمية تضفي البهجة والسعادة على أبنائهم.

وقال معاليه : " نتطلع إلى الترحيب بأفراد مجتمع أبوظبي وزوارها لخوض تجارب جديدة في المسرح ومكتبة أبوظبي للأطفال، والاستمتاع بالمشاركة في برنامج المجمع الثقافي الحيوي الذي يزخر بفعاليات وأنشطة متنوعة طوال موسم الخريف".

ومن جانبها قالت ريم فضة، مدير المجمع الثقافي: "يسعدنا انطلاق الموسم الافتتاحي للمجمع الثقافي بعد اكتمال أعمال الصيانة والتجديد، بمشاركة المواهب الفنية في عالم فنون الأداء من خلال برنامج حافل بالفعاليات وعروض الموسيقى العربية التقليدية المقدمة بأسلوب معاصر.. وذلك إلى جانب المساحات الفنية في المجمع الثقافي عبر طوابقه الثلاثة، والتي تضفي قيمة جديدة إلى هذا المعلم الحضاري ومنطقة الحصن بشكل عام، ليؤكد المجمع الثقافي مكانته كمقصد معرفي وثقافي بارز تسوده أجواء البهجة والسعادة، لنحقق هدفنا من صقل المعرفة ورفع الوعي الثقافي العام بتوفير منصة داعمة للمواهب الفنية المحلية والإقليمية والدولية".

الجدير بالذكر أن مكتبة أبوظبي للأطفال تقدم بدءا من شهر سبتمبر الحالي نحو 10 فعاليات حيوية يوميا، تتخللها مجموعة متنوعة من ورش العمل والجلسات الجماعية بمشاركة الأطفال والآباء وأولياء الأمور وتحث ورش العمل المشاركين من مختلف الأجيال على مزاولة الأنشطة والتعلم بالمشاركة ضمن محاور أساسية تتمثل في سرد القصص والكتابة والفنون والحرف اليدوية والعلوم والتكنولوجيا والعالم الرقمي.

وتقدم مساحة المعارض وورش العمل في الطابق الأرضي من مكتبة أبوظبي للأطفال فرصة للصغار لصقل مهاراتهم الفنية وتنميتها، وكذلك تمكينهم من تصميم مشاريعهم الخاصة واكتشاف الروابط العميقة التي تمتد بين الفن والأدب.

وفي الطابق الأرضي من المجمع الثقافي تظهر القاعة الرئيسية والردهات الجديدة المصممة لاستضافة أعمال فنية تضفي مسحة إبداعية على المكان، حيث جاء برنامج المعارض ليؤكد على دور المجمع الثقافي القائم على رؤية مستقبلية تعزيز المشهد الثقافي وتحافظ على التراث العريق.

وبذلك تواصل أبوظبي التزامها تجاه دعم المشهد الثقافي والتراثي، وتمضي في تعزيز مكانتها مركزا لأرقى المعالم والفعاليات الثقافية والفنية في المنطقة والعالم.

وفي ذات السياق .. يبدأ موسم العروض الفنية في المسرح الجديد بالمجمع الثقافي في 4 سبتمبر مع الموسيقار والعازف العالمي نصير شمه و"أوركسترا 2350 ق.م."، حيث يقدمان عرضا موسيقيا بعنوان "من آشور إلى إشبيلية"، لتأخذ الحضور في رحلة عبر الموسيقى والثقافة والزمن.. وفي يوم 6 سبتمبر، يقدم بيت العود برفقة المبدع نصير شمه حفلا يحتفي بمرور عشر سنوات على تأسيس بيت العود في أبوظبي.. وفي أول عرض مسرحي في المجمع الثقافي بعد تجديده، تقدم "جمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح"، في 10 سبتمبر، مسرحية "أحمد بنت سليمان" باللهجة الإماراتية.. وخلال يومي26 و27 سبتمبر، يقدم مسرح كركلا، أحد أشهر مؤسسات الرقص في منطقة الشرق الأوسط ومقره بيروت، أول عرض راقص على خشبة المسرح الجديد من خلال عرض "ألف ليلة وليلة".

وتمثل منطقة الحصن من موقعها في وسط مدينة أبوظبي الانطلاقة الأولى للعاصمة الإماراتية نحو رسم آفاقها الحضرية، وهي تتألف من أربعة أجزاء مترابطة: هي قصر الحصن ومبنى المجمع الثقافي ومبنى المجلس الاستشاري الوطني وبيت الحرفيين.. وتفخر منطقة الحصن بما تشمله من إرث ثقافي إماراتي، فهي أشبه بالبوتقة التي ينصهر فيها التاريخ الباعث على الفخر والمجتمع والتقاليد والمستقبل الثقافي المزدهر.

أفكارك وتعليقاتك