السعودية بحاجة لعدة أشهر لتتعافي بشكل كامل من حادث استهداف منشآت "أرامكو" - بلومبيرغ

السعودية بحاجة لعدة أشهر لتتعافي بشكل كامل من حادث استهداف منشآت "أرامكو" - بلومبيرغ

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 18 سبتمبر 2019ء) تشير الأرقام التي كشف عنها وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، قبل ساعات إلى أن المملكة ستستغرق شهوراً للتعافي الكامل من تداعيات الهجمات التي استهدفت قبل أيام منشآت شركة النفط العربية السعودية (أرامكو)؛ وأدى إلى انخفاض واردات الخام إلى الخارج؛ وفقا لوكالة "بلومبيرغ"، اليوم الأربعاء.

وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان، في مؤتمر صحافي بجدة أمس، إن الطاقة الإنتاجية الكاملة للمملكة، البالغة 12 مليون برميل يوميا، لن تتاح إلا، في تشرين الثاني/نوفمبر، مع استعادة انتاج نحو 11 مليون برميل، بحلول نهاية الشهر الجاري​​​.

وأشار الأمير عبد العزيز بن سلمان إلى المملكة العربية السعودية تهدف إلى ضخ 9.8 مليون برميل يوميا في شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل، تماشيا مع سياستها في الأشهر الأخيرة.

(تستمر)

وبحسب الوكالة، فإن المملكة العربية السعودية طمأنت "العملاء القلقين"، بأن صادرات الخام ستستمر في التدفق كالمعتاد؛ وأن صناعتها يمكن أن تتعافى بسرعة من أسوأ هجوم في تاريخها.

وقالت، "انخفضت أسعار النفط الخام بعد البيان السعودي، لكن أصبح من الواضح أيضا أن صناعة المملكة العربية السعودية ستظل ضعيفة لعدة أشهر؛ حيث أنها تستنزف احتياطيات النفط، للوفاء بالتزامات التوريد".

وانخفض سعر خام القياس العالمي "برنت" بنسبة 6.5 بالمئة، أمس الثلاثاء؛ بعد تطمينات المملكة، ولكن هذا لم يمحو جزئياً زيادة يوم الاثنين، بنسبة 15 بالمئة، وهي الأكبر منذ عقود.

وانخفضت العقود الآجلة بنسبة 0.8 بالمئة، إلى 64.07 دولار للبرميل، الساعة 10:23 صباحا، في لندن، اليوم الأربعاء.

واعتبرت الوكالة، أن تعليق الإنتاج السعودي، البالغ 5.7 مليون برميل في اليوم، بسبب الهجوم، "أسوأ خسارة مفاجئة في تاريخ سوق النفط العالمي، كشفت عدم كفاية المخزون المؤقت للعرض في العالم".

ورأت "بلومبيرغ"، أنه يمكن للمشاركين الآخرين في تخفيضات "أوبك +"، مثل روسيا وكازاخستان والإمارات العربية المتحدة، إعادة إنتاج مئات الآلاف من براميل النفط يومياً، "ولكن هذا لا يكفي لتعويض الخسائر السعودية".

وأضافت، "إن فشل المملكة العربية السعودية في منع الهجمات، وخطر المزيد من التصعيد العسكري في المنطقة؛ سوف يؤثر على سوق النفط لفترة طويلة قادمة".

وبينت أن الموقف المتقلب في المنطقة "اشتعل"، عندما استخدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب العقوبات لمحاولة إيقاف جميع صادرات النفط الإيرانية - شريان الحياة بالنسبة لاقتصادها - بعد الانسحاب من جانب واحد من صفقة نووية دولية.

ووفقا لـ "بلومبيرغ" فإنه "ومنذ ذلك الحين، أصبح الخليج، ومصدر حوالي ثلث صادرات العالم من النفط المنقول بحراً، مستهدفاً جواً وبحراً وبراً. بينما أبدى ترامب بعض التردد في خوض الحرب، إلا أن هناك احتمالات قليلة لتخفيف التوترات؛ حيث يقرر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كيفية الرد على الهجوم".

وأكد المتمردون الحوثيون في اليمن، يوم الاثنين الماضي، إن المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية ستبقى من بين أهدافهم، ويمكن أن تصل هجماتهم إلى أي مكان في السعودية.

يأتي ذلك، بعد ثلاثة أيام من إعلان الرياض السيطرة على حريقين شبا في منشأتين تابعتين للشركة النفطية السعودية الضخمة، في محافظة بقيق ومدينة "خريص" شرقي المملكة، جراء هجمات بطائرات مسيرة مفخخة، تبنتها جماعة الحوثي، التي تتهمها السعودية بتلقي الدعم المادي والعسكري من إيران.

وقالت جماعة أنصار الله (الحوثيين)، حينها، إنها استهدفت بعشر طائرات مسيرة مرافق تابعة لـ "أرامكو" بالمنطقة الشرقية في السعودية؛ وتوعدت بالمزيد مع "اتساع بنك الأهداف".

ولم تصدر عن السلطات السعودية، إلى الآن، أية إفادات حول مصدر الهجمات؛ مع تزايد الاعتقاد في السعودية، وخاصة بعد تصريحات لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تتهم إيران بالمسؤولية، بأن الهجمات تمت من منطقة قريبة.

وتقع بقيق على بعد حوالي 75 كيلومترا جنوب مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية؛ وتُعد من المدن الهامة بالمنطقة، لوجود الموقع الرئيسي لأعمال شركة "أرامكو"، وتضمّ أحد أكبر معامل تكرير النفط في العالم.

أفكارك وتعليقاتك