"كيف نكتب تاريخنا في رواية؟" .. ندوة في معرض العين للكتاب

"كيف نكتب تاريخنا في رواية؟" .. ندوة في معرض العين للكتاب

العين ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 27 سبتمبر 2019ء) شهد معرض العين للكتاب، الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، مساء أمس ندوة ثقافية بعنوان "كيف نكتب تاريخنا في رواية – العين نموذجاً"، شاركت فيها كل من الباحثة والكاتبة الإماراتية شيخة الجابري والقاص والروائي الإماراتي علي الحميري.

وأشارت شيخة الجابري إلى قول الناقد المجري جورج لوكاش بأنّ الرواية ابنة المدينة بكل تحولاتها وتطوراتها، وفي الإمارات بدأ السرد كما هو معروف مع القصة وربما ركزت في غالبيتها على ما شهدته الدولة من تطور ومدنية وعمران، وذكريات وتجليات .

ولفتت إلى التحول الكبير في شكل الرواية وموضوعاتها مع حضور بارز للمدينة عند بعض الروائيات والروائيين الإماراتيين مثل رواية "زمن السيداف" لوداد خليفة، و"ريحانة" و"في فمي لؤلؤة" لميسون القاسمي، و"سلطنة هرمز" لريم الكمالي، و"ثلاثية الدال" لنادية النجار.

(تستمر)

من جانبه تحدث علي الحميري عن أهمية تدوين التراث في كتابة التاريخ الإماراتي معتبراً أنّ اللبنة الأولى لعملية إدخال التراث في القصة الحديثة بدأت منذ زمن بعيد مع حكايات وقصص ما قبل النوم من قبل الأمهات والجدات، اللواتي كنّ يتناولن في هذه الحكايات الأساطير والرموز والكائنات والملامح التراثية.

وقال إن الكتابة عموماً هي شغف لدى الكاتب، وبالتالي مع كتابة التاريخ وتضمين القصص والحكايات التراثية يصبح الشغف أقرب .. مشيرا إلى أن التراث عنصر أساسي في هوية الإنسان، حيث إنّه إذ يمرُّ بالبيت الذي سكنه قديماً تحضره الذكريات فيكاد يفتح باب الدار ويدخل رغم أن الدار لم تعد له، وبات يسكنها أناسٌ آخرون.

واتفق المشاركان على أهمية توثيق التراث والتفريق بينه وبين التاريخ، لأنّ التاريخ يقدّم الحقائق والأرقام والتفاصيل التي لا يمكن التلاعب بها أو تسجيلها بما يتنافى مع الواقع والحقيقة التاريخية نفسها.

وبخصوص كتابة تاريخ العين كنموذج .. أكد المشاركان أن المدينة تقدّم مادةً عظيمةً للكاتب الإماراتي والمقيم على السواء، حيث تحفل بالكثير من الوقائع التي تجعل من كتابة تاريخها مسؤولية وطنية لخصتها الجابري بدعوتها الكاتب الإماراتي إلى النزول إلى الأرض للنهل من التراث الأصيل والتاريخ العريق لوطنه، لتقديمه في أفضل نموذج روائي وقصصي كما فعل العديد من الروائيين وكتّاب القصة الإماراتيين.

وأشادا بالجهود الكبيرة للكتاب الإماراتيين من أمثال راشد عبد الله النعيمي كاتب أول رواية إماراتية "شاهندة"، وشيخ الروائيين علي أبو الريش وسارة الجروان، ومريم الغفلي وغيرهم، مع الإشارة بشكل خاص إلى الدراسة المتعمقة لتاريخ الإمارات التي قدّمتها ريم الكمالي في نموذجين روائيين هما "تمثال دلما" و"سلطنة هرمز".

تلا الندوة عرض موسيقي بعنوان موسيقى المالايالم تخلله أداء معزوفات وأغانٍ منوعة ومميزة من ولاية كيرالا الهندية، والتي لاقت إعجاب وتفاعل جميع الحضور.

أفكارك وتعليقاتك