المؤتمر الدولي للطرق ينطلق بأبوظبي غدا .. والإمارات نموذج استثنائي

المؤتمر الدولي للطرق ينطلق بأبوظبي غدا .. والإمارات نموذج استثنائي

- قادة وخبراء صناعة الطرق في العالم يرسمون الملامح المستقبلية لشبكات النقل الطرق.

- 5 آلاف مشارك من 144 دولة في المؤتمر الدولي للطرق 2019.

- الإمارات الأولى في مؤشر جودة الطرق بتقارير التنافسية العالمية للمنتدى الاقتصادي لأربع سنوات على التوالي.

- 151 شركة تعرض خدماتها ومنتجاتها المبتكرة في المعرض المصاحب للمؤتمر الدولي للطرق.

- مناقشة الاتجاهات والتحديات الحالية والمستقبلية للطرق والنقل البري في جميع أنحاء العالم.

أبوظبي في 5 أكتوبر / وام / يستعرض قادة وخبراء صناعة الطرق في العالم خلال الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر الدولي للطرق الذي ينطلق في أبوظبي غدا ويستمر إلى 10 أكتوبر الجاري أحدث الرؤى والتوجهات العالمية حول شبكات النقل المستقبلية واستخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الطرق وتخطيط الأراضي.

(تستمر)

ويشارك في المؤتمر الدولي - الذي ينعقد تحت شعار "ربط الثقافات تمكين الاقتصادات" - أكثر من 5 آلاف مشارك من 144 دولة كما تشهد فعالياته انعقاد ما يزيد عن 50 جلسة حوارية متنوعة وعرض أكثر من 151 شركة خدماتها ومنتجاتها بينما تعرض الإمارات بالإضافة إلى 26 دولة مشاركة من حول العالم مشاريعها المبتكرة في المعرض المصاحب للمؤتمر الدولي للطرق .. كما تشارك عدد من الجامعات بتقديم أكثر من 100 ورقة بحثية وأكثر من 70 دراسة تقنية مصورة سيتم اختيار أبرزها للعرض خلال انعقاد المؤتمر.

وتأتي الدورة الـ 26 للمؤتمر الدولي للطرق التي تستضيفها أبوظبي تتويجا لرؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة في بناء شبكة طرق عالمية المستوى وبنى تحتية مصممة وفق أفضل الممارسات والمعايير الدولية إضافة إلى جهود أبناء الإمارات في بناء شبكة طرق متكاملة تربط جميع مناطق الدولة والدول المجاورة والتي أسهمت في تبوء دولة الإمارات للمرتبة الأولى في مؤشر جودة الطرق في تقارير التنافسية العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي لأربع سنوات على التوالي من عام 2015 إلى عام 2018.

وتتطلع حكومة الإمارات في إطار الأجندة الوطنية 2021 إلى أن تصبح الدولة الأولى عالميا في جودة البنية التحتية للمطارات والموانئ والطرق إضافة إلى تعزيز جودة توفير الكهرباء والاتصالات لتصبح في مقدمة الدول في الخدمات الذكية.

ويشكل المؤتمر الدولي للطرق منصة رائدة للحوار تجمع القادة والمستثمرين والمبتكرين وخبراء الطرق لاستعراض الرؤى وأحدث توجهات القطاع على مستوى العالم بالإضافة إلى عرض الدول والشركات المشاركة أحدث الابتكارات في هذا القطاع الحيوي.

ويلعب المؤتمر الدولي للطرق دورا فاعلا وأساسيا في البنية التحتية للطرق وصناعة النقل عموما منذ ما يزيد عن القرن .. فقد كان هدف الجمعية العالمية للطرق /PIARC/ من المؤتمر الذي يعقد كل أربع سنوات تبادل المعرفة والتقنيات في مجال البنية التحتية للطرق والنقل وذلك على نطاق دولي.

وترصد وكالة أنباء الإمارات "وام" في التقرير التالي مراحل التطور التاريخي للمؤتمر الدولي للطرق منذ انطلاقه - إذ فازت أبوظبي بحق استضافة الدورة 26 من المؤتمر في منافسة عالمية حصلت خلالها على 163 صوتا من أصل 177 صوتا الأمر الذي يعكس مكانة أبوظبي والإمارات الرائدة عالميا في مجال البنية التحتية والنقل.

وتم اختيار شعار للمؤتمر "ربط الثقافات تمكين الاقتصادات" استجابة للتحديات الحالية في جميع أنحاء العالم وتوفير الفرصة للمشاركين في المؤتمر لإجراء محادثات متعددة الأطراف كطريقة مبتكرة للتوصل إلى أفكار جديدة نحو فهم أفضل ليس فقط لأعمال الطرق والبنية التحتية والنقل ولكن فيما يتعلق بالجزء الثقافي الذي ينبغي تنفيذه بين الجميع.

وجاء فوز أبوظبي بتنظيم المؤتمر بفضل شبكة الطرق العصرية عالمية المستوى التي تملكها حيث تشهد الدورة الجديدة التي تعقد للمرة الأولى في الشرق الأوسط خلال الفترة من 6 - 10 أكتوبر الجاري توسع في حجم المؤتمر وفي أهمية القضايا التي يناقشها.

ويرجع تاريخ المؤتمر الدولي للطرق إلى انعقاده للمرة الأولى في باريس خلال الفترة من 11 - 18 أكتوبر 1908 بمبادرة من وزير الأشغال العامة الفرنسي لمعالجة مشاكل الطرق مثل عدم كفاية الأرصفة وسرعة المركبات الآلية الجديدة وقتها واستجابة للمطالبات المتصاعدة بتسهيل الطرق عبر الدول وتوحيد علامات الخطر الموجودة في الطرقات لتأمين المارة والمسافرين.

وحظيت المؤتمرات التالية التي عقدت في العقود الثلاثة الأولى من عمر المؤتمر بأهمية خاصة إذ رسخت عملية تبادل الخبرة الدولية في الوقت التي شهدت الكثير من الدول عمليات بناء وإعمار .. وكانت هذه المؤتمرات قد عقدت على التوالي في " بروكسل عام 1910 تليها لندن في عام 1913 وإشبيلية في عام 1923 وميلان في عام 1926 وواشنطن في عام 1930 وميونيخ عام 1934 ولاهاي عام 1938".

وتأسست اللجان الفنية التابعة لجمعية الطرق PIARC في عام 1938 والتي عزز إنشاؤها من دور الجمعية على نحو كبير فقد كان انتشار هذه اللجان فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية استجابة لمنافسة الاتحاد الدولي للطرق الذي ظهر عام 1948 في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تشير نشرات اللجان الفنية إلى ما اعترى اهتمام خبراء الطرق العالميين من تطور ملحوظ فيما يتعلق بالمشاكل الفنية مثل دراسة التربة الفرعية والأرصفة والميكنة وتخطيط الطرق بالإضافة إلى المسائل غير الفنية مثل قضية التمويل وتنظيم حركة المرور ووضع علامات الطرق.

وشهد المؤتمر في دوراته المتتالية ربطا بين تصميم الطرق ودورها في التنمية والازدهار حيث شهدت العقود الأولى من عمر المؤتمر كذلك إنشاء مكاتب الطرق الوطنية في العديد من الدول الأوروبية مستوحاة من مجلس الطرق الإنجليزية كوسيلة لاتباع نهج علمي أكثر في أعمال إنشاء وتجديد الطرق.

وكانت الدورة التاسعة من المؤتمر الدولي للطرق دورة خاصة ومميزة فقد جلس فيها المشاركون معا للمرة الأولى بعد الحرب العالمية الثانية في لشبونة في الفترة من 24 إلى 29 سبتمبر 1951 واختيرت لشبونة لانعقاد المؤتمر كون البرتغال ظلت محايدة خلال الحرب وركزت النقاشات في هذه الدورة على القضايا الفنية في إنشاء الطرق.

وفي ذات السياق - انتقلت المؤتمرات اللاحقة إلى أماكن جديدة فاحتضنت إسطنبول المؤتمر العاشر في 1955 تلتها ريو دي جانيرو في عام 1959 لتضخ دماء جديدة في المؤتمر وتضاف خبرات مختلفة إلى رصيد المشاركين فيه.

وعاد المؤتمر للانعقاد في روما عام 1964 قبل أن يذهب باتجاه الشرق الأقصى لأول مرة فعقد دورته الـ 13 بالعاصمة اليابانية طوكيو عام 1967 بينما عقدت دورات المؤتمر اللاحقة في براغ عام 1971 ومكسيكو سيتي عام 1975 وفيينا عام 1979 وسيدني عام 1983 وبروكسل عام 1987 ومراكش عام 1991 ومونتريال عام 1995 وكوالالمبور عام 1999 ودربان عام 2003 وباريس عام 2007 والمكسيك عام 2011 كما انعقدت الدورة الخامسة والعشرين في سيول عام 2015.

وخلال العقد الأخير اكتسبت أعمال الطرق والنقل والبنية التحتية أهميةً كبرى في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وباتت جزءا أصيلا من استراتيجيات التطوير الدولية والوطنية على حد سواء ليصبح بذلك التخطيط الحضري مسألة حيوية في جميع دول العالم بغض النظر عن درجة أو مستوى تطور هذه الدول.

وشهدت الدورة الـ 25 للمؤتمر الذي استضافته سيول في كوريا الجنوبية في الفترة من 2 إلى 6 نوفمبر 2015 نقاشات حول دعم دور الطرق في خطط التنمية من خلال أكثر من 40 جلسة حوارية ومشاركة 114 دولة من حول العالم.

وستمنح جلسات الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر الدولي للطرق التي تنعقد غدا فرصة فريدة للمشاركين لمناقشة الاتجاهات والتحديات الحالية للطرق والنقل البري في جميع أنحاء العالم وتتضمن الموضوعات المطروحة للحوار: الإدارة والتمويل والتنقل وسهولة الوصول والحركة ونظام النقل الذكي وإدارة المرور والشحن والمركبات الآلية والسلامة واللوائح والبنية التحتية وتغير المناخ والكوارث البيئية.. ويشمل اليوم الأول من المؤتمر على الجلسات الوزارية وهي إحدى أهم فعاليات المؤتمر إذ تمكّن هذه الجلسات المشاركين من تبادل الخبرة ومناقشة ممارسات وتجارب السياسة الوطنية المختلفة للنقل.

جدير بالذكر أن الجمعية العالمية للطرق "بيارك" التي أنشئت في العام 1909 تجمع في هذا المؤتمر الهيئات الإدارية العاملة في مجال الطرق من 120 حكومة إلى جانب أعضاء الجمعية في أكثر من 140 دولة .. وقد تم قبول دولة الإمارات عضوا في الجمعية بتاريخ 29 أكتوبر 2014.

أفكارك وتعليقاتك