الجيش السوري يتحرك شمالا ضمن اتفاق مع الأكراد..وأنقرة تتوعد بالمقاومة

الجيش السوري يتحرك شمالا ضمن اتفاق مع الأكراد..وأنقرة تتوعد بالمقاومة

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 14 اكتوبر 2019ء) اتفق ما يعرف بالإدارة الذاتية لشمال وشرق تركيا مع الحكومة السورية على دعم الأخيرة لها عسكريا بوجه القوات التركية التي تشن حملة عسكرية شمالي البلاد ضد الفصائل الكردية، فيما تعهدت أنقرة بمواجهة الجيش السوري حال دخوله تلك المنطقة.

وبحسب بيان للإدارة الذاتية، حول العملية لعسكرية التركية (نبع السلام)، " ارتكبت في الأيام الخمس الماضية أبشع الجرائم بحق المدنيين العزّل، وقد تصدت قوات سوريا الديمقراطية لهذا العدوان الغاشم بكل بسالة وشجاعة وسقط الكثير من الشهداء والجرحى للحفاظ على السيادة السورية، إلا أن تركيا ماضية في هذا العدوان".

وتابع البيان، "ولكي نمنع ونصد هذا الاعتداء، فقد تم  الاتفاق مع الحكومة السورية، التي من واجبها حماية حدود البلاد والحفاظ على السيادة السورية، كي يدخل الجيش السوري وينتشر على طول الحدود السورية التركية لمؤازرة قوات سوريا الديمقراطية لصد هذا العدوان وتحرير المناطق التي دخلها الجيش التركي ومرتزقته المأجورين".

(تستمر)

وأوضح البيان أن "هذا الاتفاق يتيح الفرصة لتحرير باقي الأراضي والمدن السورية المحتلة من قبل الجيش التركي كعفرين وباقي المدن والبلدات السورية الأخرى".

وقال التلفزيون الرسمي السوري إن "وحدات من الجيش العربي السوري تحركت باتجاه الشمال لمواجهة العدوان التركي على الأراضي السورية".

في سياق متصل، قال مصدر ميداني سوري لوكالة "سبوتنيك" إن "الجيش السوري دخل ساحة أم جلود في منبج [محافظة حلب شمال غربي البلاد] بين قسد والجيش التركي".

وذكر المصدر أن "وحدات من الجيش السوري انطلقت باتجاه مدينة الرقة وحقول النفط في ريفها للانتشار فيها، وذلك ضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).

ولفت إلى أن "حقل العمر ومعمل غاز كونيكو الاستراتيجيين في ريف دير الزور هما من ضمن الاتفاق وسيقوم الجيش السوري بالانتشار فيهما أيضا".

وأضاف المصدر أن "قوات الجيش السوري ستنتشر أيضا في مدينة الطبقة وسد الفرات والمنصورة على ضفاف نهر الفرات بريف الرقة".

وقال المصدر إن "ريف القامشلي والحسكة وافقوا بالكامل على تسليم جميع المناطق للجيش السوري".

إلا أن المصدر  قال إن "قوات قسد المنتشرة في القامشلي المدينة رفضت التسليم، وأن الجيش السوري أعطاهم مهلة حتى الساعة الثالثة من بعد ظهر غد للتسليم".

وردا على ذلك، أكدت تركيا أن قواتها ستقاوم قوات الجيش السوري في حال دخلت إلى شمال شرق سوريا، وقال مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، في تصريح خاص لوكالة سبوتنيك، إن "الجيش السوري -الذي لم يتمكن حتى الآن من محاربة التنظيم الإرهابي (وحدات حماية الشعب) الذي يسعى إلى تقسيم الأراضي السورية وبناء دولة منفصلة- يستعد لمحاربة الجيش التركي، وإن كان قادراً على ذلك فليتفضل".

ولفت أقطاي إلى احتمال اندلاع اشتباكات بين الجيشين السوري والتركي مضيفا، "إذا حاول الجيش السوري مقاومة ما تفعله تركيا شمال شرق سوريا والوقوف أمامه، فمن الممكن أن تندلع اشتباكات بين الجيشين".

وتابع متسائلا، "إذا كان الجيش السوري يستطيع تحقيق الأمن والأمان في شمال شرق سوريا فلماذا انتظر حتى الآن؟ لماذا يحاولون الدخول إلى شمال شرق سوريا بعد دخول الجيش التركي إليها؟!".

واستطرد قائلا، "ليس لدى الجيش السوري القوة، كما ليس لديه ما يفعله في شمال شرق سوريا، فإذا دخلوا شمال شرق سوريا من سيحاربون هناك؟ هل سيقاومون ضد القوات الأميركية أم ضد كيان حزب العمال الكردستاني\ وحدات حماية الشعب؟ أم ضد تركيا؟ عليهم التفكير قبل التوجه إلى المنطقة وتعقيد الأمور هناك".

وفيما يتعلق بالأنباء حول اتفاق قوات سوريا الديمقراطية مع الحكومة السورية لتسليم بعض المناطق، منها عين العرب ومنبج، للجيش السوري قال أقطاي، "إذا كانت هذه الأنباء صحيحة، فهذا يعني تعاون الحكومة السورية مع وحدات حماية الشعب وغض الطرف عنهم" مضيفاً، "هذا يعتبر مؤشر عداوة ضد تركيا".

وتابع أقطاي، "إن تركيا لن تقبل بوجود وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني في شمال شرق سوريا ومدينة منبج، لأن هذه التنظيمات ترسخ وجودها في المنطقة بدعم الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي نحن نريد أن نعرف أبعاد التضامن فيما بينهم وإلى أي مدى سيصل".

أفكارك وتعليقاتك