نهيان بن مبارك يفتتح مؤتمر الحوار بين الحضارتين العربية والصينية

نهيان بن مبارك يفتتح مؤتمر الحوار بين الحضارتين العربية والصينية

- وزير التسامح: تطوير العلاقات مع الصين يمثل توجهاً استراتيجياً للإمارات والعرب.

- وزير التسامح : الشيخ زايد أسس للعلاقات الإماراتية الصينية لصالح الشعبين الصديقين.

- وزير التسامح :المؤتمر يطرح الأسئلة الصحيحة لتحقيق التعاون المطلوب بين الحضارتين.

أبوظبي في 16 أكتوبر / وام / افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح اليوم " الأربعاء " فعاليات مؤتمر الحوار بين الحضارتين العربية والصينية بالعاصمة الإماراتية أبوظبي والذي تنظمه وزارة التسامح بالتعاون مع الرابطة الكونفوشيوسية الدولية بحضور عدد كبير من الشخصيات الدولية والمفكرين والمسوؤلين من الجانبين العربي والصيني.

حضر المؤتمر - الذي يستمر يومين- معالي زكي أنور نسيبة وزير دولة، ومعالي سعيد أحمد غباش الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، ومعالي أحمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام ومعالي الدكتور مغير الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع ، وسعادة عفراء الصابري المدير العام بمكتب وزير التسامح، وسعادة عيسى البستكي رئيس جامعة دبي، وسعادة الدكتور فاروق حمادة المدير العام لجامعة محمد الخامس أبو ظبي، ، وعدد كبير من القيادات الفكرية والاقتصادية والثقافية بالدولة.

(تستمر)

وشملت الجلسة الافتتاحية كلمات لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وسعادة جان شي بينغ نائب رئيس الرابطة الكونفوشيوسية العالمية، والدكتورة سعاد السائحي مدير إدارة الثقافة وحوار الحضارات في جامعة الدول العربية نيابة عن معالي أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة، وسعادة بان جوانج سفير الأمم المتحدة لحوار الحضارات.

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن المؤتمر يتطرق إلى العديد من الموضوعات الفكرية والمعرفية والتاريخية التي تستحوذ على اهتمام الجانبين العربي والصيني من خلال 5 جلسات رئيسية، تعتمد الحوار أسلوبا للتواصل والتناغم والتعاون المشترك على أساس من الأخوة الإنسانية، وتفعيل المشتركات بين الحضارتين.

وأضافت أن الجلسات تتناول تاريخ التواصل الثقافي والتعليمي بين الحضارتين العربية والصينية، والأخوة الإنسانية والقيم المشتركة بين الحضارة العربية والصين في مجالات التعايش والنزاهة والسلام، والعلاقات الدولية والحوكمة والتناغم المعرفي في الحضارتين العربية والصينية بين التنظير والتطبيق، أما الجلسة الرابعة فتتطرق إلى قضايا الترجمة والعلوم والابتكار بين العرب والصين، وأخيرا مبادرة الحزام وطريق الحرير وأثره في بناء مستقبل المجتمعات البشرية.

وأكد معاليه أن الصين والعالم العربي يرتبطان بعلاقات تعاون وثيق في مختلف المجالات، وهو تعاون يحرص الجانبان على تنميته باستمرار، وتعتبر دولة الإمارات أفضل شريك لجمهورية الصين الشعبية في منطقة الشرق الأوسط، مع إمكانية تطوير تلك العلاقات وتوسيع آفاقها لخدمة المصالح المشتركة للدولتين، في ظل الاهتمام الكبير لقادة البلدين الصديقين بتطوير العلاقات والاستثمار فيها بما يخدم التوجهات العامة، ويدعم الرؤية المشتركة التي تصب في مصلحة الدولتين.

ودعا معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان المشاركين في المؤتمر إلى :" الانطلاق لمناقشاتٍ بناءة ، وحواراتٍ هادفة ، ومقترحاتٍ ومبادرات نافعةٍ ومنتجة ، معبرا عن أمله أن تشمل النقاشات ، عدداً من الأمور الأساسية ، التي تحدد معالم التعاون المطلوب ، بين الدول العربية ، وجمهورية الصين الشعبية ، وأيضاً ، سبل تطوير هذا التعاونِ باستمرار ، وخاصة كيف يتم هذا التعاون ، في إطار الحفاظ على التراث الثقافي المرموق ، لكلٍ منا ، بل وتطوير هذا التراث ، بشكلٍ إيجابي ؟، ثم ، كيف يتحقق لنا ، إيجاد تفاهمٍ مشترك ، حول كل القضايا والأمور المهمة السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، والعلمية ، والثقافية ، والبيئية ، سواءً بسواء ، وكيف يمكن أن نتعاون جميعاً ، في بناء مجتمعات المعرفة في أوطاننا".

وتابع معاليه : " وكيف يمكن لنا في الوقت ذاته ، أن نتعاون سوياً ، لتحقيق المنفعة المشتركة ، من معطيات عصر المعارف والتقنيات ؟ وكيف يمكن ، تشجيع التجارة والاستثمارات ، في المنطقتين ؟ وكيف يمكن أيضاً ، أن نتعلم معاً ، من التجارب العالمية الناجحة ، في مجال التعاون الدولي ؟ بالإضافة إلى التطرق إلى أوجه التعاون الحقيقي ، في سبيل إحلال السلام والاستقرار والعدل ، ونشر قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية ، في العالم ، باعتبار أن ذلك ، المتطلب الأساسي، للتقدم الاقتصادي والاجتماعي، في ربوع هذا العالم كافة، وأخيراً كيف نقوم بتشجيع تَعلُم اللغتين الصينية والعربية ، وكيف نقوم ببناء المؤسسات المشتركة ، التي تجعل كل ذلك ، أمراً ممكناً ، ومشروعاً يتحقق ، وعلى أكمل وجه ، بما في ذلك بكل تأكيد ، إصدار البحوث والدراسات والمقترحات ، التي تركز ، على سبل تحقيق كل الأهداف المرجوة" .

وأضاف معاليه أن الإمارات تحرص في سياستها الخارجية على إقامة جسور من المحبة والتواصل واتباع خطط إيجابية مثمرة في علاقاتها الإقليمية والدولية للمساهمة في بناء مستقبل مشرق وبناء لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار العالمي، مؤكدا متانة العلاقات الدبلوماسية الإماراتية - الصينية وتميزها منذ إقامتها في نوفمبر 1984، حيث شهدت نقلات نوعية كبرى في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية وغيرها، مشيراً إلى أن هذه النقلات كانت ترجمة لما تملكه هذه العلاقات من إمكانات التطور والنماء من ناحية، وما يتوافر لها من إرادة سياسية مشتركة من ناحية أخرى.

وأشار إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، " طيب الله ثراه" أسس للعلاقات الإماراتية الصينية والتي قامت منذ اليوم الأول لصالح الشعبين الصديقين .. موضحا أن الزيارة التاريخية التي قام بها الشيخ زايد إلى جمهورية الصين الشعبية خلال عام 1990 كان لها الدور الأكبر في وضع أسس العلاقات بين البلدين الصديقين ومبادئها على مدى العقود الماضية.

وأوضح معاليه أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، والرئيس شي جين بينغ شهدا - خلال زيارة سموه التاريخية للصين مؤخرا- مراسم تبادل اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين، تصل إلى 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم، وشملت المجالات الدفاعية والاقتصادية والتجارية والبيئية، إضافة إلى التعليمية والجمارك والطاقة، التي تهدف إلى تطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة، والتعاون الثنائي بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات.

ونبه معاليه إلى أن هذه الزيارة ركزت على تطوير الشراكة الاستراتيجية، التي كانت قائمة بين البلدين منذ عام 2012، إلى شراكة استراتيجية شاملة انطلاقا من الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الصيني للدولة خلال عام 2018، وكانت بمنزلة تتويج لمسار طويل وناجح من التعاون الإماراتي - الصيني الذي أثمر شراكات رائدة في المجالات المختلفة، مؤكداً أن تطوير العلاقات مع جمهورية الصين الشعبية الصديقة يمثل توجهاً استراتيجياً للإمارات، وستعمل على تعزيز هذا التوجه ودعمه خلال السنوات المقبلة وحول الاستثمارات الصينية في دولة الإمارات، يذكر أنه يوجد أكثر من 4000 شركة صينية تعمل في قطاعات مختلفة في الدولة، خاصة في العقارات، والإنشاءات، والتجارة، والخدمات والسياحة، ويعيش في الإمارات ما يقارب 300 ألف صيني.

من جانبه أعرب سعادة جان شي بينغ نائب رئيس الرابطة الكونفوشيوسية العالمية عن تقديره لاستضافة دولة الإمارات ممثلة في وزارة التسامح لهذا المؤتمر، مشيدا بالتنظيم الجيد، الذي يسمح بالانطلاق إلى مساحات واسعة من الحوارات والنقاشات المثمرة بين الثقافتين العربية والصينية على أساس من التعاون الذي يقدر الآخر ويحترم الاختلاف، ويتعاون في المشتركات بين الحضارتين وهي كثيرة، منوها برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك للمؤتمر.

فيما أوضحت الدكتورة سعاد السائحي - الكلمة التي ألقتها نيابة عن أمين عام الجامعة العربية - " العلاقات العربية الصينية عميقة ومتواصلة في مختلف المجالات، كما أن التاريخ يرصد العديد من المواقف الموحدة من الجانبين تجاه عدد كبير من القضايا الدولية، والصين تقف دائما داعمة للموقف العربي، مثمنة استضافة الإمارات لهذا الحدث الكبير على قاعدة من التسامح والتعايش الإنساني، مؤكدة أن التعاون بين الجانبين الصيني والعربي سيصب دائما في صالح شعوبنا ومستقبل المنطقة ككل".

وعلى هامش المؤتمر تنظم وزارة التسامح معرضا للصور يؤرخ للعلاقات الإماراتية الصينية منذ 1984 وحتى 2019 ، من خلال 30 لوحة تبدأ بتوقيع اتفاقية التبادل الدبلوماسي بين البلدين مرورا بزيارة الرئيس الصيني للإمارات في 1989 وزيارة المغفور له الشيخ زايد للصين في 1990 وبعدها زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" لبكين عام 2008 ثم الزيارة المهمة للرئيس الصيني لأبوظبي عام 2018 وتختتم اللوحات بالزيارة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للصين عام 2019 والتي أسست لعلاقات استراتيجية في مختلف المجالات.

وتضمن برنامج المؤتمر إضافة إلى جلساته الرئيسية عددا من الأنشطة منها مشاركة خاصة لطلاب مدرسة حمدان بن زايد التي تعد أول مدرسة تم تدريس اللغة الصينية بها منذ 14 عاما، بجانب استعراض تراثي صيني "الرقص بالمظلة"، وعزف للطالبة مريم على آلة "جونسينج" التراثية الصينية، كما يقدم أحد الطلبة عزفا للحن شرقي على آلة البيانو، إضافة إلى عرض لطلاب مدرسة ياس الدولية للطبول الصينية، ويضم البرنامج أيضا استعراضا لفن الكتابة الصينية، وعرضا لتقديم الشاي الصيني كطقس تقليدي يقدمه أحد الطلبة الإماراتيين، إضافة إلى مشاركة خاصة لوزارة التربية والتعليم وجامعة الإمارات بمعرضين يتناولان الأنشطة والفعاليات التي تخص كليهما مع الجانب الصيني، حيث وصل من يتعلمون اللغة الصينية بالإمارات إلى 17 ألفا و 500 طالب حتى اليوم.

أفكارك وتعليقاتك