الفريق العماني: الحفاظ على الحيتان أحد أبرز مجالات توظيف تكنولوجيا الروبوتات

الفريق العماني: الحفاظ على الحيتان أحد أبرز مجالات توظيف تكنولوجيا الروبوتات

مشاركة متميزة في بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي "فيرست جلوبال".

دبي في 25 أكتوبر/وام/ "عُمان هِبة البحر" هكذا استهل الفريق العماني حديثه عن مشاركته في بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي "فيرست جلوبال" التي تستضيفها دبي، المنافسة الدولية الأكبر من نوعها على مستوى العالم، والتي تركز على إيجاد حلول مبتكرة باستخدام علوم الروبوتات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي للتصدي للتحديات البيئية خاصة في محيطات العالم.

الفريق الذي يضم كلا من: علي اللواتي، وناصر الحبسي، وأحمد الشخصي، وملهم الفهدي، والمشرف سلطان الخصيبي، فاز على مستوى مدارس السلطنة في تقييم وطني شمل أربعة ميادين هي البرمجة والتصميم واللغة والتواصل الاجتماعي على مستوى عُمان للمشاركة في المنافسات.

(تستمر)

وقال المتسابق علي اللواتي: "فخورون بتمثيل السلطنة مع 190 دولة في هذا الحدث العالمي الذي يضم نخبة من شباب العالم الشغوفين بالتكنولوجيا والعلوم والرياضيات. فيما أكد المتسابق ناصر الحبسي أن هدف الفريق العماني من المشاركة هو أبعد من المسابقة وهو إيجاد حل حقيقي لمشكلة تلوث مياه المحيطات وخاصة من المخلفات البلاستيكية التي تقتل الحيتان بعد ابتلاعها بكميات كبيرة، ولذلك يمكن استخدام التكنولوجيا لإنتاج البلاستيك القابل للتحلل".

أما المتسابق أحمد الشخصي فيرى أن إنقاذ المحيطات هو المشروع الأكبر الذي سينعكس إيجاباً على اقتصادات الدول وحماية ثرواتها الطبيعية والحياة البرية فيها ضارباً مثالا ب محمية السلاحف في السلطنة التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تعزيز نتائج إكثارها والحفاظ عليها من الانقراض في سواحل شبه الجزيرة العربية والعالم، إضافة إلى الحفاظ على الثروة السمكية.

وقال المتسابق ملهم الفهدي إن المسابقات الدولية من مستوى بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي "فيرست جلوبال" تسهم في تعزيز ثقافة التواصل مع الآخر والانفتاح على الثقافات العالمية، بحيث نتوسع من مجرد إيجاد الحلول المبتكرة للتحديات التي تواجه البشر إلى إيجاد ثقافة ولغة إنسانية مشتركة هدفها بناء مستقبل أفضل للبشرية.

وأشاد مشرف الفريق سلطان زاهر الخصيبي بالمستوى التنظيمي العالمي للبطولة مثنياً على المنظمين وفرق العمل التي استقبلتهم ورحبت بهم أفضل ترحيب، ومعرباً عن شكره لدبي ودولة الإمارات العربية المتحدة على تسهيل المشاركة في هذا الحدث الدولي.

وزع أعضاء الفريق العماني المهام فيما بينهم منذ انطلاق التحدي يوم الخميس 24 أكتوبر 2019 بكفاءة وبراعة لوضع حلول مبتكرة تنقذ البيئة في التحدي العالمي. غايتهم أبعادها إنسانية، لا تقتصر على حماية البيئة والحياة البحرية في بحر العرب والمحيط الهندي بل صون مستقبل المحيطات، التي تشكل أكثر من ثلثي مساحة كوكب الأرض، باستخدام تكنولوجيا الروبوتات وحلول الذكاء الاصطناعي التي تألقوا فيها خلال المنافسات على المستوى الوطني حتى وصلوا إلى تمثيل سلطنة عُمان في التصفيات النهائية على مستوى العالم.

من أمثلتهم عن إمكانية الاستفادة من الروبوتات والذكاء الاصطناعي لحماية مستقبل البيئة في العالم الحوت الأحدب العربي النادر، أحد أسرار الطبيعة في شبه الجزيرة العربية وبحر العرب.

فهذا النوع النادر الفريد الذي اكتشفه علماء الحياة البحرية في مرحلة متأخرة خلال القرن الماضي والذي يعيش ضمن مجموعة منعزلة مختلفة جينياً، له أحد أكثر أسرار مملكة الحيتان إدهاشاً. فهو حوت مستوطن لا يهاجر، على عكس السائد في حياة الحيتان التي تجوب محيطات العالم مع التيارات الدافئة والباردة بحثاً عن الغذاء وفي مواسم التكاثر.

ويمكن للروبوتات والذكاء الاصطناعي أن تساعد علماء الحياة البحرية على اكتساب قدرات جديدة وتطوير مهارات متقدمة تمكّنهم وأقرانهم مستقبلاً من تحقيق ثلاث أمنيات.

الأولى استخدام الروبوتات المتطورة المسيّرة تحت الماء، والقابلة لإعادة برمجة نفسها، والتعلّم الآلي، والتكيّف مع التضاريس والشروط المختلفة في ظلمة المياه العميقة، حتى عند انقطاع إشارة التحكم بها من اليابسة، لمعرفة المزيد عن بيئة هذه الحيتان ونمط حياتها، وسبر الأعماق السحيقة لآلاف الأمتار تحت سطح البحر حيث يبلغ الضغط مستويات قياسية قد تؤثر على قدرة الإنسان على استكشافها، حتى باستخدام الغواصات البحثية باهظة التكاليف، في نسخة مطورة من الروبوتات الذكية تسمّى "الروبوتات الواعية"، التي يمكنها التكّيف مع الظروف الجديدة التي تطرأ على محيطها وإعادة برمجة عملياتها للتأقلم مع المعطيات المستجدة من حولها دون تدخل بشري.

أما الأمنية الثانية التي يسعى الفريق لتحقيقها فتتمثل في استخدام الذكاء الاصطناعي في رسم خارطة شاملة تسجل الإحداثيات والقراءات المتواصلة لحركة الحيتان لوضع مسار تنقل الحوت الأحدب العربي قبالة السواحل الجنوبية لشبه الجزيرة العربية، مما سيسهم في حماية مستقبل هذا النوع النادر الذي يعد بمثابة إرث وطني في سلطنة عُمان، وفي قائمة الأنواع الحية النادرة على مستوى العالم.

كما يأمل الفريق العماني بأن يتمكن من تحقيق أمنية ثالثة هي تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي بحيث تؤطّر لغة الحيتان الحدباء العربية في خوارزميات قياسية تسمح بتفسير جزء من سلوكياتها ودراسة أنماط أغنياتها المميزة والنغمات الصوتية التي تعجز الأذن البشرية عن التقاطها وتسافر مسافات طويلة تحت الماء لتتيح التواصل بين مجموعاتها، لفهم متطلبات استدامة بيئتها وحماية موائلها الطبيعية من التلوث وارتفاع حرارة مياه البحار والمحيطات.

ويقول الفريق العماني، إن البحر كان دائماً جزءاً مهماً من تاريخ السلطنة وإرثها الحضاري والإنساني، ومنهلاً لخيراتها، ومصدراً لثرواتها، ومصنعاً لبحارتها المتمرسين الذين جابوا موانئ المعمورة، ومسلكاً لسفنها التجارية التي مخرت عبابه بين حواضر التجارة في آسيا وإفريقيا وأوروبا.

لذلك تمثل حماية بيئة البحار والمحيطات من مختلف التحديات التي تهدد استقرارها وازدهار الحياة فيها، أولوية تفرض عليهم الاجتهاد كفريق لابتكار حلول نوعية لمشاكل مستعصية مثل ارتفاع درجة حرارة المحيطات وتراكم النفايات البلاستيكية التي تصب فيها.

أفكارك وتعليقاتك