حاكم الشارقة يدشن أحدث إصداراته التاريخية والفكرية والأدبية في جناح منشورات القاسمي المشارك بـ"المعرض الدولي للكتاب"

حاكم الشارقة يدشن أحدث إصداراته التاريخية والفكرية والأدبية في جناح منشورات القاسمي المشارك بـ"المعرض الدولي للكتاب"

الشارقة ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 30 اكتوبر 2019ء) دشن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة اليوم أحدث إصداراته التاريخية والفكرية والأدبية وذلك في جناح منشورات القاسمي المشارك في الدورة الثامنة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب التي تقام تحت شعار "أفتح كتابا تفتح أذهانا" وفي عام استحقاق إمارة الشارقة للقب العاصمة العالمية للكتاب وذلك وسط حضور كبير من الشيوخ وأصحاب المعالي والسعادة وكبار ضيوف المعرض وممثلي وسائل الإعلام المختلفة.

وتضمنت المجموعة " رواية رأس الأمير مقرن، وكتاب فيليب العربي، وكتاب حكم قراقوش، وكتاب نظم الفوائد من سيرة ابن ماجد، وكتاب مداخلات سلطان".

يضيف الباحث والمؤرخ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لموسوعته البحثية في تقصي أحداث التاريخ العربي والإسلامي للقارئ روايته التاريخية الجديدة " رأس الأمير مقرن " بلغة سردية سلسلة وشخصيات لعبت دوراً مهماً في تفاصيل هذا التاريخ عرباً وفرنجة، وكان حد السيف فاصلاً بالاستيلاء على المدن واغتصابها.

(تستمر)

الرواية قصة تاريخية موثقة، تكشف عن ما غاب من حوادث التاريخ، وتصحيح كثيرِ من الأخطاء رغم أنها ترتبط بحوادث متباعدة بين مناطق الأحداث، أي بين هراة وهرمز، وبهلا بعُمان، وجلفار، والبحرين، والحسا، بخيط رفيع صعب على كثير من الباحثين الربط بينهما، لكن عندما يستدعي الأمر لكتابة تاريخ هذه المناطق، فإن هذه الرواية تُقرّب كثيراً من الأحداث التي تبعثرت، فكانت مثيرة صادقة معبرة.

فمقرن بن زامل الجبري الخالدي، هو حاكم شرق جزيرة العرب بما فيها الأحساء والقطيف والبحرين، وآخر حاكم الجبور للبحرين، كان قد هـُزم في معركة أمام البرتغاليين الغزاة في 27 يوليو 1521، الذين أخضعوا جزر البحرين لهم، ولما كان قد وقع مقرن أسـيراً في المعركة، فقد مات متأثراً بجروحه بعد بضعة أيام، لكن القائد البرتغالي أنطونيو كورّيا، لاحقه وقطع رأسه النازفة ورسمها على درعه.

ويقول ابن إياس في بدائع الزهور في وقائع الدهور.. " أشيع قتل الأمير مقرن أمير عرب بني جبر متملك جزيرة البحرين، وكان أميراً جليل القدر، معظماً مبجلاً، سيد عربان المشرق على الإطلاق، وكان قد أتى إلى مكة حاجاً، جالبا إليها اللؤلؤ والمعادن الفاخرة من المسك والعنبر والعود والقماري والحرير الملون وغير ذلك من أنواع التحف، فلما حج ورجع إلى بلاده لاقته جيوش الفرنج في الطريق وتحاربت معه، فانكسر الأمير مقرن وقبضوا عليه وأسروه، وكان مصاباً فمات متأثراً بجراحه، وملكوا قلعته التي كانت هناك، واستولوا على أموال الأمير مقرن وبلاده، وكان ذلك من أشد الحوادث في الإسلام وأعظمها، وقد تزايد شر الفرنج على شواطئ البحر وسواحل المحيط الهندي".

الرواية بحجمها من القطع الوسطي أو بما يعرف بكتب الجيب تزيد القارئ والباحث شوقاً في متابعة قراءتها وأحداثها والتوسع في معرفة تاريخ البلاد والعباد.

أما كتاب فيليب العربي فهو كتاب معرفي علمي مختصر ومكثف يتناول مؤلفه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي فيه حياة الامبراطور الروماني فيليب العربي الذي ذاع صيته بقوة شخصيته وأثره في الحياة السياسية في الإمبراطورية الرومانية، وبأسلوب سلسل ممتع.

اسمه الحقيقي ماركوس يوليوس فيليبوس " Marcus Julius Philippus "، إمبراطور روماني من أصل عربي، ولد نحو سنة "204م"، في قرية بالقرب من مدينة بصرى الشام، عُرفت في الفترة الرومانية باسم "فيليپوپوليس- مدينة فيليب"، وعُرفت فيما بعد باسم "شهبا".. ينتسب والده إلى عرب منطقة اللجاة السورية، من الذين حملوا أسماء رومانية بعد إصدار الامبراطور كاراكلا قراره الشهير بمنح الرعوية الرومانية إلى مواطني الدولة كافة في أقاليم حوض المتوسط من دون استثناء، وهكذا حمل والده اسم بوليوس مارينوس وحمل الابن اسم ماركوس يوليوس فيليبوس.

التحق فيليب، أسوة بشباب عصره الباحثين عن لقمة العيش والشهرة والمجد، في صفوف الجيش الروماني، ويبدو أن صفاته الجسدية والفكرية والشخصية، إضافة إلى مواهبه العسكرية، قد أهّلته للترقي في صفوف القيادة حتى أصبح أحد قادة الحرس الامبراطوري الذي كان يرأسه قريب الامبراطور الشاب گورديان الثالث ويدعى تيمِسيثيوس "Timesitheus".

وفي مستهل شتاء "244 "، ومتابعة للحروب المتتابعة بين روما والفرس، خاض الإمبراطور گورديان الثالث حرباً ضد الساسانيين، وحقق انتصارات باهرة على جيوش الملك الساساني سابور الأول "272 " حتى وصل إلى عاصمته "طيسفون - المدائن"، لكنه فقد خلال المعارك قائد حرسه الإمبراطوري تيمسيثيوس، فعيّن بدلاً منه فيليب العربي، الذي واجه مباشرة، بعد تسلمه منصبه، حركة تمرد عسكري على أبواب عاصمة الساسانيين، التي أفلحت في اغتيال الامبراطور گورديان، وطالبت بفيليب إمبراطوراً بعد توقيع معاهدة سلام مع ساپور الأول.

اتجه فيليب بعد ذلك إلى روما عن طريق أنطاكية، التي سك فيها أول نقود حملت اسمه وخلدت سلامه مع الفرس، وفي طريق عودته عبر أوروبا، ولإقناع مجلس شيوخ روما بالموافقة على تعيينه إمبراطوراً، خاض فيليب عدداً من المعارك ضد القبائل الجرمانية وحقق فيها نصراً مؤزراً سنة 246، وكذلك انتصر على قبائل كاپري Capri في داتشيا "رومانيا المعاصرة" سنة 247.

وفي كتاب " حكم قراقوش، مباحث في حكم التاريخ " حكاية أخرى من السرد في عمق التاريخ، يأتي جديد المؤرخ الباحث الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بنموذج حكائي ممتع ليكشف القناع عن كثير من الزيف الذي أحاط بقراقوش الذي تناولته الألسن العربية بافتراء وذكره المتحدثون بقصص الغواية والتندر والنيل منه، مع إن شخصيه قراقوش في صورتين، صورة تاريخية صادقة، وصورة روائية صورّها عدو له من منافسيه. والعجيب أن التاريخية الحقيقية طمست ونسيت والخيالية بقيت وخلدت فلا يذكر قراقوش إلا ذكر الناس هذه الحكايات العجيبة وهذه الأحكام الغريبة التي نسبت إليه وافتريت عليه.

في هذا الكتاب يذهب مؤلفه وهو الباحث النبه الأمين والصادق لمخطوطة "الفاشوش في أحكام قراقوش" لابن مماتي وحققه عن العلامة السيوطي، وهو جلال الدين عبد الرحمن " 1445- 1505 " فوجد فيها افتراء على بهاء الدين قراقوش الذي عاش في القرن السادس الهجري، وقضى ما يزيد على الثلاثين عاماً في خدمة صلاح الدين الأيوبي وابنيه مرافقاً في حروبه، وقائماً بالحكم في مصر على خير ما يرام. فهل يعقل أن يكون بتلك الصفات إن يبرر منه ذلك الافتراء، وهو من المراجع المهمة التي يرجع إليها المفسرون واللغويون والباحثون في التاريخ ؟.

إذا هو أبو سعيد قراقوش بن عبدالله الأسدي الملقب بهاء الدين "597هـ" ارتبط اسمه - قراقوش - في مصر والشرق بالظلم والتحكم والغفلة، ورويت عنه نوادر كثيرة، تدل على البخل والجنون، حتى شاعت بين الناس عبارة "حكم قراقوش" ويقصدون بها التحكم الأعمى، فقراقوش يعرف لدى غالبية الناس مقترناً بالأحكام العجيبة والتي تصوره ظالماً تارة وغبياً تارة أخرى، وهي أحكام يتناقلها الناس ويزيد عليها البعض نوادر وطرائف نسبت قبل قراقوش إلى جحا وأشعب حتى أصبح البعض حين يرى تصرفاً ظالماً أو غريباً يطلق عليه حكم قراقوش.

لكن في الحقيقة هو أحد قادة جيوش بطل الإسلام صلاح الدين الأيوبي، كان من أخلص أعوانه وأقربهم إليه، وكان قائداً مظفراً وكان جندياً أميناً وكان مهندساً حربياً منقطع النظير، وكان مثالاً كاملاً للرجل العسكري إذا تلقى أمراً اطاع بلا معارضة ولا نظر ولا تأخير، وإن أمر أمراً لم يرض من جنوده بغير الطاعة الكاملة لا اعتراض أو تأخير أو نظر.

وهو الذي أقام أعظم المنشآت الحربية التي تمت في عهد صلاح الدين، وإذا ذهبتم إلى مصر وزرتم القلعة المتربعة على المقطم المطلة على المدينة فاعلموا أن هذه القلعة بل المدينة العسكرية أثر من آثار قراقوش. وكذلك سور القاهرة الذي بقي من آثاره إلى اليوم ما يدهش العين، فاعلموا أن الذي بنى السور وأقام فيه الجامع وحفر البئر العجيبة في القلعة هو قراقوش.

لقد أساء ابن مماتي إلى قراقوش فألبسه وجهاً غير وجهه الحقيقي، ولم يعرف الناس من الاثنين إلا هذا الوجه المعار كوجه الورق الذي يلبسه الصبيان في العيد، فألف ابن مماتي رسالة صغيرة سماها "الفافوش في أحكام قراقوش" ووضع هذه الحكايات ونسبها إليه وصدقها الناس ونسوا التاريخ.

"حكم قراقوش، مباحث في حكم التاريخ" حكاية حقيقة استندت إلى الكثير من الكتب والمخطوطات فاستل منها مؤلفها الباحث الشيخ الدكتور سلطان القاسمي ما ينفع ويذكر الناس بحقائق مغشوشة مضللة ليكشفها ناصعة البيضاء صادقة المعنى وفية المعرفية.

يشكل كتاب "نظم الفوائد من سيرة ابن ماجد" لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والصادر عن "منشورات القاسمي" استكمالاً لمنهج سموه البحثي في قراءة تصحيح التاريخ العربي والإسلامي وإزالة الكثير من الشوائب التي ألحقها به بعض المغرضين من الباحثين الأجانب، خاصة فيما يتعلق بسيرة البحار العربي أحمد بن ماجد الذي ظُلم كثيراً في كتب السير الغربية بالتهمة المسنودة إليه بأنه هو الذي أرشد فاسكو دي غاما من الساحل الشرقي الأفريقي إلى الهند.

وكان سموه أصدر قبل نحو عقدين كتابه الموسوم "بيان للمؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد" تحديداً في سنة 2000م، واستعاد سموه في المقدمة، محاضرة له، كأستاذ لتاريخ الخليج العربي الحديث في جامعة الشارقة، ويورد أنه ذكر للطلاب أن الذي أوصل "فاسكو دي غاما" من الساحل الشرقي الأفريقي إلى الهند هو غجراتي من الهند، وليس البحار العربي أحمد بن ماجد، بعد أن تحقق سموه من أن جميع المؤرخين البرتغاليين في القرن السادس عشر اتفقوا أن "فاسكو دي غاما" استفاد من مساعدة "مرشد غُجراتي" عندما أبحر من شرق أفريقيا إلى الهند عام 1498م، وهي الرحلة التي كانت بمثابة مدخل بحري لأوروبا إلى الشرق، وهنا يقف صاحب السمو على وصف المؤرخين لمرشد فاسكو دي غاما، ويلحظ انهم استخدموا "عبارات متشابهة".

وهنا يحيل الباحث الشيخ الدكتور سلطان القاسمي في مطلع بيانه إلى المؤرخ كاستانهيدا "1500 - 1559م"، ويعد من أشهر المؤرخين البرتغاليين، وله مصنف بحثي بعنوان "تاريخ اكتشاف وغزو الهند"، الذي وصف مرشد فاسكو دي غاما، قائلاً: "مرشد غُجراتي يسمى كاناكاّْ، وترجع كلمة كاناكا إلى اللغة السنسكريتية، وهي لغة الهند الأدبية القديمة، وتعني كلمة ganak، إحدى الطوائف الاجتماعية عند الهندوس، والتي تضم المنجمين والمتخصصين بالفلك ومؤلفي التقويم".

لذلك فإن اهتمام سموه بهذا الجانب التاريخي يُجسد مجدداً في كتاب "نظم الفوائد من سيرة ابن ماجد" بطريقة بحثية وثائقية دقيقة، يعود إلى أصولها وجذورها بمجهود شخصي بحت، خاصة وانه يقدم مبرراته الموضوعية العلمية المعرفية بسؤاله: لماذا نروي هذه القصة ؟، فيقول: لنوضح إن هؤلاء الهولة عندما خرجوا من جلفار، خرج معهم بنو تميم إلى الساحل الفارسي، وبقي بنو تميم في منطقة كنغون في ذلك الساحل، ومنها انتقلوا إلى منطقة كنغ في الداخل، وهي مساحة كبيرة يسيطر عليها الهولة، وبعد هذه الفترة، خرج الهولة من كنغون، فالبعض منهم انتقل إلى رأس الخيمة، واستقر في مدينة المعيريض، ويقال لهم بنو تميم، وانتقل آخرون إلى الكويت.

وهناك الهولة الذين أتوا من كُنغون، بينهم بيتّ من البيوت هم آل ماجد، ويسمونهم عيال ماجد، وأنا أربط هذا التسلسل في أنه كيف خرج هؤلاء إلى ذلك المكان.

ويذهب سموه في تمحيص أفكاره وتقديمه للأجيال في متن هذا الكتاب، فيقول: أين موطن أحمد بن ماجد؟ ويجيب: إنه من القصيم، وأين مسكنه؟ فيجيب: مسكنهُ جلفار، كما قال المؤرخ الذي نقل هذه المخطوطة سنة 895ه "1515م".

ويكرر سموه الأسئلة، وأين انتشر آل ماجد؟ فيقول: إن سلالته وعشيرته البعض منهم موجودً عندنا، وهم بنو تميم وبنو سعد، وعيال ماجد الموجودون في الكويت يُعرفون بآل ماجد أو أولاد ماجد، وأتوا من كنغون وبندر طاهري والنخيلو، وكلها مكان واحد، وبذلك نكون قد تتبعنا أحمد بن ماجد من بداية خروجه من القصيم إلى أن انتهى في الكويت.

إذاً فإن كتاب "نظم الفوائد من سيرة أبن ماجد"يضاف إلى السجل الخالد في التقصي والبحث عن مكنونات درر وكنوز تراثنا العربي، فهو يستحق القراءة حتماً.

منذ المداخلة الأولى لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، في برنامج "الخط المباشر"، وتحديداً في ديسمبر من العام 2011، والتي توالت بعدها المداخلات المتنوعة في موضوعاتها ومضامينها الغنية الثرية، من ذلك التاريخ والمتابعون وجمهور البرنامج يطالبون هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون بإصدار كتاب يجمع المداخلات التي تحوي الكثير من النصائح الأبوية التي كثيراً ما كان يوجهها صاحب السمو لأبنائه عبر برنامج "الخط المباشر"، كما احتوت مداخلاته على الكثير من المعلومات التاريخية الرصينة المدعومة بالأسماء والتواريخ، مع أن هذه المداخلات في مجملها دون استثناء كانت ارتجالية دون اعتماد سموه على الكتب أو تحضير لمادتها، كما لم تكن محددة بأسئلة أو محاور مسبقة.

سيجد القارئ في كتاب "مداخلات سلطان" ملامح نموذج متفرد في إدارة شؤون أي مشروع حضاري ونهضوي، ناهيك عن إدارة البلاد العامة، نموذج تتجاوز فيه الأقوال صورتها المقروءة والمسموعة إلى أفعال فتظهر على أرض الواقع، فإننا نلاحظ جلياً أن الكثير من المشاريع الواردة في الكتاب وهي من ضمن مداخلات صاحب السمو الهاتفية في البرنامج، كانت أفكاراً وخططاً في ذهن سموه، لكننا اليوم نجدها ماثلة أمامنا، تماماً كما كان يصفها ويتحدث عنها قبل الشروع فيها.

ويوثق الكتاب مداخلات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عبر برنامج "الخط المباشر" منذ العام 2011 وحتى العام 2017، ولكي لا يزيد حجم الكتاب ارتأت الهيئة التوقف عند هذا القدر من المداخلات على وعد أن تكمل ما بدأته ليأتي جزء آخر يوثق المداخلات اللاحقة.

بين دفتي هذا الكتاب جملة من خلاصة أحاديث صاحب السمو أعيد صياغتها لتناسب النشر، ولم يتم تغيير المحتوى لأنه لم يكن يحتاج لذلك، فمحتوى هذا الكتاب غاية في الأهمية والمنفعة والفائدة، وحري أن يقتنيه كل مهتم بثقافة وتاريخ وحاضر المنطقة، كما ننصح الآباء والأمهات بقراءته لما يحتويه من نصائح وإرشادات تحدث بها صاحب السمو ولا شك أنها تعين الأبوين وأفراد الأسرة والمجتمع على الارتقاء والرقي والنماء.

وبين دفتي هذا الكتاب إيمان من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بأهمية الإعلام وتأكيد على دوره في مسيرة بناء المجتمع المحلي، وتجديد التزام بمهمته كصانع للرأي العام، وموجه للثقافة البناءة، لهذا حرص سموه على التواصل مع كل أفراد المجتمع من خلال هذا البرنامج، وخاطب كل فئات المجتمع بكل المستويات فتارة نراه يتحدث بلغة الأرقام وثانية بلغة التاريخ والشخصيات التاريخية، وثالثة بلغة عامية بسيطة يفهمها الشيخ الكبير والمرأة العجوز، وأخرى بلغة عربية فصيحة يخاطب فيها علماء اللغة وفصحائها.

هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون تأمل أن يشكل كتاب "مداخلات سلطان في الخط المباشر" مرجعاً للباحثين والمهتمين، وأن يكون ميثاق ثقة لكل عامل في الإعلام الوطني، ليظل مؤمناً بدوره، ويعرف مقدار شراكته والمشروع الحضاري لإمارة الشارقة.

يذكر أن لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي 172 عنوانا في التاريخ والأدب والرواية والمسرح والسير منها 60 عنوانا باللغة العربية و112 عنوانا بـ 15 لغة عالمية، ويعود ريع جميع كتب سموه لصالح مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي تقدم خدمات جليلة في تأهيل وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين وتسهم بدمجهم في المجتمع وإكسابهم مهارات تساعدهم على الانخراط في الحياة العملية وتمكنهم من الالتحاق بأنواع مختلفة من الوظائف.

أفكارك وتعليقاتك