انطلاق فعاليات مؤتمر أبوظبي الدولي السابع للأورام

انطلاق فعاليات مؤتمر أبوظبي الدولي السابع للأورام

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 29 نوفمبر 2019ء) أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح أن قيادة الدولة الرشيدة ملتزمة التزاما راسخا بتقديم أفضل ممارسات الرعاية الصحية والتعليم الطبي المستمر لجعل الإمارات منارة طبية عالمية، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من ممارسات الأطباء يجب أن يكون مواكبا لأحدث الأبحاث وتطوير أفضل الممارسات في هذا المجال.

جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية لمؤتمر أبوظبي الدولي السابع للأورام الذي انطلق اليوم تحت شعار " العمل معاً لتحسين رعاية مرضى السرطان" وتنظمه مجموعة " في بي إس " للرعاية الصحية بفندق جراند حياة ـ أبوظبي ويستمر يومين، بمشاركة خبراء الأورام والاستشاريين الدوليين والمحليين لمناقشة أحدث الممارسات وآخر التطورات في أبحاث مرض السرطان والوقاية منه والكشف المبكر والعلاج وبحث التحديات السريرية الحالية في الغالبية العظمى من أنواع الأورام واستراتيجيات العلاج الجديدة.

(تستمر)

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن تعقيد رعاية مرضى السرطان يتطلب من أخصائيي الرعاية الصحية والخبراء والباحثين من جميع أنحاء العالم أن يجتمعوا ويعملوا معاً من أجل تطوير حل فعال لمكافحة هذا المرض، مؤكدا أن مرض السرطان لا يزال يمثل تحديا كبيرا لمختلف دول العالم على الرغم من التقدم السريع الذي تم إحرازه في الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج الفعال.

وأشار إلى أن الشعار الذي يتبناه المؤتمر هذا العام "معاً لتحسين رعاية مرضى السرطان" يتسق تماما مع عام 2019 وهو " عام التسامح " في الإمارات، لافتا إلى أن التسامح هو عامل تمكين رئيسي في الجمع بين أخصائيي الرعاية الصحية من خلفيات متنوعة والدخول في حوار مفيد وبناء لتحقيق الأهداف المشتركة وتطوير الحلول الفعالة للتحديات التي نواجهها في مجال مكافحة المرض.

وأشاد معاليه في كلمته بجهود مجموعة " في بي إس " للرعاية الصحية لإسهاماتها المستمرة في قطاع الرعاية الصحية في الدولة، لافتا إلى أن خدمات المجموعة في تطوير الرعاية الصحية ودعم التعليم الطبي مشهودة ومقدرة، معبرا عن أمله في أن تتطور مدينة برجيل الطبية الجديدة في مدينة محمد بن زايد، كرائد عالمي في مجال أبحاث الجينوم السرطانية ومركز الامتياز في علاج السرطان.

من جانبه أكد الدكتور شمشير فاياليل، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة " في بي إس"، للرعاية الصحية، أن انعقاد المؤتمر السابع هذا العام يمثل أهمية خاصة بالنسبة للمجموعة، حيث سنفتتح مدينة برجيل الطبية في مدينة محمد بن زايد بأبوظبي وسيخصص مستشفى متعدد التخصصات موارد كبيرة نحو تطوير برامج البحوث السريرية والتجارب لتطوير أساليب مخصصة للوقاية والتشخيص والعلاج وتطوير الأدوية للعلاج المناعي والعلاجات المستهدفة جزئياً، لافتا إلى أن مشاركة أكثر من 35 متحدثا دوليا في مجالات السرطان منهم من حصل على جائزة نوبل يمنح فرصة مهمة للاستماع إلى أفضل المواهب في العالم والتعرف على آخر التطورات والأبحاث الجارية في هذا المجال.

من جهته قال الدكتور تشارلز ف. ستانفورد رئيس اللجنة العلمية ورئيس المؤتمر " إنه على مدار السنوات الست الماضية، كان هذا المؤتمر المنتدى الرئيسي الذي يصف أحدث الابتكارات في مجال البحوث وإدارة السرطان وشارك أكثر من مائة خبير من أفضل خبراء العالم في مجال السرطان وشاركوا في مناقشات حول الأساليب الجديدة في مكافحة السرطان التي تقربنا من الوقت الذي يصبح فيه السرطان مرضًا يمكن الوقاية منه، مشيرا إلى أن المؤتمر الدولي السابع للأورام يركز على الأبحاث والتقنيات الجديدة مع وعد بتحسين نتائج السرطان في الوقت الحالي وفي المستقبل القريب.

وخلال جلسات اليوم الأول قدم خبراء من الولايات المتحدة مجموعة من المحاضرات التي ركزت على أحدث أساليب تشخيص مرض السرطان واستخدام الذكاء الاصطناعي في علم الأورام، والتقدم في علم الأورام بالإشعاع، والتحديات في الحصول على تقنيات جديدة واستخدامها في بدء تقنيات جديدة في الإمارات، وأهمية أبحاث السرطان إلى جانب الأهمية السريرية للتقدم الجزيئي في أنواع السرطان المختلفة ودراسة الوسائل الجديدة للإدارة الطبية والجراحية للسرطانات، ودمج علاجات جديدة في الممارسة السريرية.

كما تم تناول عدد من الأوراق البحثية التي تناقش أنواع الأورام الشائعة في الدولة ومنطقة الخليج والشرق الأوسط وطرح الحلول والإجراءات الوقائية وتحسين طرق العلاج والتشخيص والعلاج التلطيفي .

ويناقش المؤتمر عدداً من الموضوعات التي تدور حول سرطانات الثدي والرئة والجهاز الهضمي والكبد والجهاز التناسلي والمسالك البولية والأورام النسائية وأمراض الدم الخبيثة والأورام عند الأطفال والرعاية التلطيفية، والعناية التمريضية بمرض السرطان وتحديد عوامل الخطورة.

وقال الدكتور غارث بويس، مدير مركز سانفورد بورنهام بريبيس "إن سي آي" للسرطان وعضو اللجنة العلمية للمؤتمر إنه يتم سنويا الإبلاغ عن حوالي 4500 حالة جديدة من السرطان في الدولة ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ومن المتوقع أن يتضاعف عدد حالات السرطان في منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك دولة الإمارات بحلول عام 2030، مشيرا إلى أنه وفقا لإحصائيات دائرة الصحة ـ أبو ظبي يعد السرطان السبب الرئيسي الثالث للوفاة في الإمارة ويمثل 16٪ من إجمالي الوفيات.

وأكد الدكتور غارث أن الفحص المنتظم والاكتشاف المبكر يمثلان حجر الزاوية لتجنب الإصابة بالأمراض السرطانية، وهناك أدلة كافية تشير إلى أن معظم أنواع السرطان يمكن علاجها وفي بعض الحالات يمكن الوقاية منها سواء كانت الاختبارات الذاتية للثدي، أو مسحات عنق الرحم، أو الاختبارات الجينية، أو تنظير القولون فهناك أنواع مختلفة من الفحوصات المتاحة ويجب أن يكون الناس على دراية بها.

من ناحيته، حدد الدكتور شاروخ هاشمي، مدير وحدة التجارب السريرية في مستشفى الملك فيصل التخصصي في المملكة العربية السعودية وأستاذ الطب في مايو كلينك في الولايات المتحدة الأمريكية، ثلاثة أسباب أساسية وصفها بالمسؤول الأول عن كافة أنواع السرطانات في المنطقة أهمها كثرة استهلاك اللحوم المصنعة وتدخين السجائر والشيشة، إضافة إلى السمنة المفرطة.

ولفت هاشمي إلى أن تدخين الشيشة المنتشر في كثير من بلدان المنطقة أشد مسببات السرطان لاسيما وأن أدخنة الشيشة تكون بكثافة عالية مقارنة بغيرها من أنواع التدخين ولا تؤثر فقط على المدخن بل على محيطه وأسرته في حال كان تدخين الشيشة في مكان مغلق.

وأوضح أنه يجب على الناس تغيير عادتهم وسلوكياتهم بخصوص المسببات الثلاثة والابتعاد عن الوجبات السريعة التي تقدم اللحوم المصنعة والتي تزيد خطورتها على شريحة الأطفال، وأضاف " يجب اتباع نمط حياة صحي وممارسة الرياضة بانتظام على الأقل نصف ساعة يوميا للسيطرة على السمنة، والتي لا تسبب مرض السكري فقط، ولكن معظم أنواع السرطان أيضًا".

كما نبه هاشمي إلى أنه يتوجب على الجهات الصحية في المنطقة توفير بيانات دقيقة عن أرقام وإحصاءات السرطانات ومسبباتها حتى يتسنى وضع خطة علاج موحدة وخارطة طريق للوقاية من تلك السرطانات، لافتا إلى أن 10% من الأشخاص في منتصف العمر وكبار السن في المنطقة يعانون من الأورام الخبيثة، وإذا لم يتم اتخاذ العناية الفورية للسيطرة على تلك الأورام سيشكل الأمر معاناة للمرضى وأسرهم وكذلك للأنظمة الصحية في دول المنطقة، مضيفا إن التغيير الفوري في نمط الحياة أمر ضروري لمكافحة وباء السرطان في المنطقة.

أفكارك وتعليقاتك