افتتاحيات صحف الإمارات

افتتاحيات صحف الإمارات

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 20 ديسمبر 2019ء) اهتمت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم بـ"لقاء كوالالمبور" الذي لم يكن أكثر من تلميع لتحالف ثلاثي، وفضح توجهاته كغطاء لجماعة الإخوان ..إلى جانب الدور الكبير الذي تقوم به دولة الإمارات لدعم اللغة العربية وحرص قيادتها على تدعيم ركائز الهوية الوطنية.

وسلطت الصحف في افتتاحياتها الضوء على دور الصحافة والإعلام في المرحلة المقبلة من خلال التصدي للأخبار "المغسولة" عبر الإنترنت أو غيرها من الوسائط ومن قبل جماعات متطرفة أو دول مخربة.

فتحت عنوان "تشويه وتضليل" تساءلت صحيفة عن ما الذي حققه "لقاء كوالالمبور" في خدمة الإسلام والمسلمين خارج مظلة منظمة التعاون الإسلامي، سوى محاولة تغيير اتجاه البوصلة، وشق الصف، واستعراض الدول المنبوذة جراء تصرفاتها الشاذة، لأزماتها التي أدخلتها في مواجهات مع القوى الكبرى.

(تستمر)

وقالت إن كلمة تشويه مضلل، هو أقل ما يمكن أن يوصف به اللقاء الذي رفضت حضوره غالبية الدول المدعوة وقاطعته باكستان، ليتحول إلى مجرد "اجتماع إخواني" لتحالف "تركيا وقطر وإيران".

وأضافت أن اللقاء الذي لم يحمل أي أجندة على اعتبار أن الهدف كان مناقشة حلول جديدة للقضايا الإسلامية، تحول إلى منبر لإيران وتركيا في مهاجمة الولايات المتحدة وتحميلها مسؤولية أزماتها الاقتصادية، وصولاً إلى الدعوة لوقف أو خفض التعامل بالدولار ..لكن لم يتطرق أبداً إلى سياسات البلدين وتدخلاتهما هنا وهناك التي أوصلتهما إلى هذه النتائج.

وتساءلت عن ما الذي حققه اللقاء في معالجة أي قضية، سوى إبراز إمكانية إحداث شرخ داخل منظمة التعاون الإسلامي التي حملت هموم المسلمين وقضاياهم في كل المنابر أكثر من 50 عاماً.

وأوضحت الصحيفة أن هناك عدة أسباب تؤدي إلى أهمية العمل من خلال المنظمة، تحقيقاً لوحدة الصف ..والدول الحريصة على النهج نفسه كثيرة، وإلا كانت حاضرة اللقاء.

ولفتت إلى أن إضعاف المنظمة ليس من مصلحة العالم الإسلامي ودوله ..إذن مَنِ المستفيد من محاولات شق وحدة المنظمة وتدميرها؟ واختتمت بالقول إن لقاء كوالالمبور، لم يكن أكثر من تلميع لتحالف ثلاثي، وفضح توجهاته كغطاء لجماعة الإخوان. وبالتأكيد فشل في إضعاف وحدة منظمة تشكل منصة 57 دولة، بتغريد خارج السرب ..لكن ما حدث يتطلب بالضرورة أيضاً مراجعة، تعزز تضامن المسلمين في مواجهة المتاجرين بقضاياهم.

من جانبها وتحت عنوان "اللغة العربية روح الأمة" قالت صحيفة البيان إن دولة الإمارات تقف في مقدمة الدول الداعمة للغة العربية، حيث حرصت قيادتنا الرشيدة على تدعيم ركائز الهوية الوطنية، والاهتمام بروافدها ودعائمها باعتبار أن اللغة العربية هي روح الأمة وعنصر أصالتها، ووعاء فكرها وتراثها.

وقالت إن دور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، في دعم كل الجهود الرامية إلى الارتقاء بلغة الضاد مشهود لدى الجميع، وفي كل أنحاء العالم ..حيث أصبحت دولة الإمارات ملتقى للعلماء في شتّى المجالات من كل أنحاء المعمورة.

وأضافت أن إطلاق سموه منهجاً دراسياً متكاملاً للغة العربية، عبر موقع مدرسة، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، يشكل نقلة نوعية للنهوض باللغة العربية، إذ يضم المنهج 1000 فيديو تعليمي لكل المراحل الدراسية ..مؤكدا سموه أن الحفاظ على اللغة العربية بحاجة لمبادرات أكثر من محاضرات.

واختتمت بالقول إن موقع مدرسة يشكل منصة مثالية لهذه المبادرة الطموحة، حيث يعد الموقع الأكبر عربياً للتعليم الإلكتروني، واستفاد منه 60 مليون طالب خلال عام واحد ليسهم بذلك في بناء وتشكيل مستقبل أفضل للعالم العربي، ولعب دور حيوي في تعزيز ثقافة اللغة العربية وحمايتها، فهي السياج الذي تتحصن به الأمم، فاللغة العربية من أهم مكونات هويتنا ووجودنا ومستقبلنا، فلا وجود لأمة من دون لغتها.

من جانبها قالت صحيفة الخليج تحت عنوان "ليس دفاعاً عن الصحافة" إنه حين اخترع ماركوني المذياع نهاية القرن التاسع عشر، توقع الناس أن تحلّ الإذاعة محل الصحافة وأن المطبوعات انتهت، وحين اخترع التلفزيون بنهاية العقد الثالث من القرن العشرين كان التوقع أن تختفي الإذاعة والصحف، ومع تطور الإنترنت في العقد الأخير من القرن الماضي، قيل إنها ستقضي على المطبوع والمسموع والمرئي ..لكن الواقع أن كل وسائل توصيل المعلومة والتحليل والرأي ما زالت موجودة، وستبقى إلى حين.

ولكدت أن العمود الفقري لكل تلك الوسائط هو مهنة الصحافة، وهي التي لا تموت لأنه بدونها لا محتوى تنقله كل تلك الوسائط ..وإن تغيرت المهنة وتطورت مع بروز كل وسيط جديد، تبقى أصولها تحكمها مثل كل مهنة مستمرة وتتطور.

وقالت الصحيفة "لسنا هنا إذن ندافع عن مهنة يحتاج إليها البشر وتحتاج إليها جماعاتهم وتنظيماتهم المختلفة ..حتى ذلك الخطر المفترض الذي يكثر الحديث عنه من "مواقع التواصل" أو "صحافة المواطن" ليس بخطر، فكلها أدوات لتطوير المهنة، شرط ألا تنال من أسسها والمعايير الأصلية التي تحكمها".

وذكرت أنه قد تكون الأدوات الجديدة سهلت "غسل الأخبار" والدسّ المعلوماتي لأغراض سياسية أو تجارية أو غيرها، لكنها لن تقضي على الصحافة ..بل على العكس، خاصة أن الصحافة المهنية أمامها فرصة لتسد فراغاً في سوق الأخبار والمعلومات، لمن يريدون استهلاك بضاعة ذات مصداقية ورصانة.

ووأشارت إلى أن النقاش الواسع الذي دار بين المعنيين بالصحافة والإعلام في الآونة الأخيرة، ما هو إلا علامة صحية على أن مهنة الصحافة والإعلام ليست فقط مهمة وضرورية فحسب؛ وإنما تتطور وتتقدم ..لذا علينا استثمار تلك الآراء والرؤى لتحسين مسار المهنة، باعتبارها من العناصر الأساسية في الحفاظ على أمن وسلامة المجتمع وضمان استدامة التنمية والتقدم وتعزيز مصالحه إقليمياً ودولياً.

ولفتت إلى أنه لعل سبب النقاش الأخير، وهو فبركة ما على مواقع التواصل وصلت إلى الإعلام التقليدي الرئيسي وتطلبت ردود فعل شبه رسمية، يكون محركاً للتركيز على دور الصحافة والإعلام في المرحلة المقبلة ..هذا الدور الذي لا يختلف ولا يقل أهمية عن دور قطاع المصارف وغيره في مكافحة غسل الأموال.

واختتمت بالقول إن مواجهة غسل الأخبار، عبر الإنترنت أو غيرها من الوسائط ومن قبل جماعات متطرفة أو دول مخربة، تتطلب أن تكون الصحافة والإعلام حائط صد أمام الشائعات ولا تضفي عليها مصداقية، وبالتوازي تقدم خدمة معلوماتية وتحليلية للجمهور تعزز المصداقية والموضوعية وبأسلوب لا يتسم بالرتابة، حتى ينافس صناعة الزيف المثيرة دون مواجهتها، كي لا يسحب إلى أرضيتها ويمنحها ما لا تساويه.

أفكارك وتعليقاتك