باحثون: الإمارات رائدة في التسامح والأخوة الإنسانية

باحثون: الإمارات رائدة في التسامح والأخوة الإنسانية

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 31 ديسمبر 2019ء) أطلق مركز سلطان بن زايد إصداره الجديد "التسامح.. الإمارات ريادة ومنهجا وتطبيقا" خلال جلسة حوارية نظمها أمس وذلك ضمن مبادراته لعام التسامح.

بدأت الجلسة بالسلام الوطني للدولة ثم التعريف بمضمون الكتاب وعرض مرئي يتضمن أقوالا عن التسامح للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، والشيخ سلطان بن زايد آل نهيان "رحمه الله".

وألقى سعادة الدكتور عبيد علي راشد المنصوري نائب سمو مدير عام مركز سلطان بن زايد كلمة نقل خلالها تحيات الشيخ الدكتور هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان، والشيخ الدكتور خالد بن سلطان بن زايد آل نهيان نائب الرئيس، مدير عام المركز.

وقال سعادته: " نجتمع اليوم لإطلاق هذا العمل الجليل الذي أنجزته نخبة من الباحثين والمفكرين تجسيدا لإعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" بتخصيص 2019 عاما للتسامح في دولتنا.

(تستمر)

وقد حرص فقيد الوطن المغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان "رحمه الله " على الاحتفاء بعام التسامح فوجه قبل رحيله بضرورة إبرازه وتسليط الضوء عليه من خلال المحاضرات والمنشورات والأنشطة المختلفة التي تعزز الوعي بالتسامح وقبول الآخر، مضيفا أن كتاب "التسامح.. الإمارات ريادة ومنهجا وتطبيقا" أحد ثمار هذه الجهود".

وشدد الدكتور المنصوري على أن التسامح قيمة أصيلة جسدتها قيادتنا الرشيدة في جميع المجالات، مشيرا إلى قول المغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان "إن التسامح إرث إماراتي أصيل وثقافة إماراتية متجذرة في نفوس أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة التزاما بقيم عربية ثابتة وتعاليم الدين الحنيف، وتعزز ذلك وتؤكده أطر قانونية عادلة تحقق المساواة وتنبذ العنف والتطرف والكراهية".

شارك في الجلسة الحوارية كل من معالي الدكتور أحمد بن محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، والمستشار السيد علي بن السيد عبد الرحمن آل هاشم مستشار الشؤون القضائية والدينية بوزارة شؤون الرئاسة، والقس بيشوى فخري أمين راعي كاتدرائية الأنبا أنطونيوس للأقباط الأرثوذكس بأبوظبي، والكاتب والمفكر الإماراتي الدكتور يوسف الحسن، مدير عام المعهد الديبلوماسي والباحث الإماراتي الدكتور مقصود كروز.

وثمن المتحدثون اهتمام الشيخ الدكتور هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان، وأخيه الشيخ الدكتور خالد بن سلطان بن زايد ال نهيان بتنفيذ إرادة والدهم "رحمه الله" ، ووضع الاحتفال بقيمة التسامح في حيز الواقع..

مؤكدين أن دولة الإمارات رائدة في التسامح والأخوة الإنسانية وتعد مثالا يحتذى به ، مشيرين إلى أن قيمة التسامح تشكل عنوانا للتعايش ودليلا قويا من أدلة التعاون والاحترام المتبادل.

وأعربوا في الجلسة، التي حضرها نخبة من المثقفين ورجال الفكر والإعلام، عن الاعتزاز باهتمام قيادة وشعب الإمارات بالتسامح الذي يعتبر ضرورة من ضرورات الحياة المستقرة الآمنة، لدرء مخاطر التطرف والتسلط والغلو.

وبين الباحثون أن إعلان صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله" عام 2019 عاما للتسامح، جاء امتدادا لعام زايد الخير وإبرازا لنهجه "طيب الله ثراه" الإنساني الراسخ الذي حرص على غرسه في مجتمع الإمارات، لنحصد ثماره بأروع صورها ومظاهرها.

وأشاروا إلى أنه على أرض إمارات الخير نمت شجرة التسامح والبركة يقطف من ثمارها أكثر من مائتي جنسية على مستوى العالم تتمتع بالانسجام المجتمعى فى ظل دولة القانون والكفاءات.

وأوضحوا أن التسامح في دولة الإمارات أصبح رؤية ومنهجا مجتمعيا وكيانا مؤسسيا بإنشاء وزارة للتسامح وبإصدار قانون مكافحة التميز ونبذ الكراهية، لتوضع أساسات لمجتمع قائم على صحيح الدين ونقاوة الفطرة لتعمر الأرض الطيبة طوال الأزمان لتكون الإمارات قدوة ومنارة للعالم كله.

وذكروا أنه على أرض الإمارات تأسست أول كنيسة كاثوليكية سنة 1965 ..

مشيرين إلى أنه اكتشفت، في جزيرة "صير بني ياس" آثار كنيسة تاريخية، ودير للرهبان، يعودان إلى القرن السابع الميلادي، مبينين أنه على أرض الإمارات الآن، يوجد 76 كنيسة ومعبدا يمارس أتباعها شعائرهم بحرية تامة.

وشدد المتحدثون في الجلسة الحوارية على أن التسامح يتعزز بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير والمعتقد، وأن ذلك ليس واجبا أخلاقيا فحسب، وإنما هو واجب سياسي وقانوني أيضا، وهو الفضيلة التي تسهم في إحلال ثقافة السلام محل ثقافة الحرب مشددين على أن عالم اليوم، إذا غابت عنه ثقافة التسامح وقيمه تحولت التعددية والتنوع الإنساني إلى مصدر للخلاف والصراع والإقصاء والكراهية الجماعية والمخاوف المتبادلة.

من جهتها قالت عريفة الحفل الإعلامية شيماء عبد المنعم - في تقديمها للجلسة الحوارية - إن المغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، وجه قبل رحيله بإصدار كتاب خاص شامل حول التسامح وريادة الإمارات فيه، باستكتاب المفكرين والباحثين من داخل الدولة وخارجها، وقد تابع شخصيا، رحمه الله، خطوات تنفيذ هذا الكتاب حتى تحقق بعد رحيله، وغدا الكتاب بين أيدينا اليوم تجسيدا واحتفاء بعام التسامح، ووفاء لفقيد الوطن رحمه الله.

وذكرت أن أهمية كتاب "التسامح.. الإمارات ريادة ومنهجا وتطبيقا" تتجلى في وفائه لرسالة التسامح وفق المبادرة الكريمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وفي تخليد إرث زايد، فهو الذي غرس هذه القيم في المجتمع الإماراتي، وهذه الاستنارة الإماراتية الرائدة في عالمنا العربي اليوم هي بعض مآثره، والتي تعد تجربة عربية معاصرة ومغايرة، يمكن تلخيصها بعبارة واحدة وهي أن دولة الإمارات هي دولة المستقبل، القادرة على قراءة الغد، وأن بناء الحجر يجب أن يكون متلازما مع بناء الإنسان.

ولفتت إلى أنه شارك في تأليف الكتاب كل من معالي زكي أنور نسيبة وزير دولة ، المستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة، ومعالي الدكتور أحمد بن محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، والبروفيسور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "أليكسو"، والدكتورة اخصيبة راشد عبدالله مصبح اليماحي رئيسة قسم الشؤون العربية والإفريقية في المجلس الوطني الاتحادي، والقس بيشوى فخري أمين راعي كاتدرائية الأنبا أنطونيوس للأقباط الأرثوذكس في أبوظبي، والمستشار السيد علي بن السيد عبدالرحمن آل هاشم مستشار الشؤون القضائية والدينية في وزارة شؤون الرئاسة، والمفكر والأديب المغربي البروفيسور بنسالم حميش، وزير الثقافة المغربي سابقا، والكاتب والمفكر الإماراتي الدكتور يوسف الحسن، المدير العام للمعهد الديبلوماسي بدرجة سفير سابقا، والباحث الإماراتي الدكتور مقصود كروز.

وفي ختام الجلسة الحوارية تم تكريم الباحثين وتوقيع نسخة من الكتاب الذي يقع في 300 صفحة بطباعة فاخرة، وأهدي المركز الحضور عددا من النسخ، ثم التقطت صورة تذكارية جماعية.

أفكارك وتعليقاتك