من هو قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الذي طاردته واشنطن لسنوات

من هو قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الذي طاردته واشنطن لسنوات

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 03 كانون الثاني 2020ء) سلمى خطاب. مقتله أدى إلى إعلان حداد لمدة ثلاثة أيام في إيران، ردود أفعال واسعة بعضها غاضب وبعضها مُرحب، وتحذيرات متعددة من تصعيد عسكري واسع في الشرق الأوسط بعد الغارة الأميركية التي استهدفت قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، أحد أبرز الوجوه العسكرية الإيرانية الذي صعد نجمه في السنوات الأخيرة، حيث اعتبر البعض مقتله بأنه ضربة في الصميم لإيران​​​.

فمن هو سليماني الذي ينذر مقتله بتصعيد عسكري واسع في الشرق الأوسط.

ولد سليماني في محافظة كرمان جنوب شرقي إيران في عام 1957، وكان في السابق يعمل في دائرة مياه بلدية كرمان، وبعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران في عام 2979 التحق بالحرس الثوري، وتدرج في مناصبه حتى وصل إلى منصب قائد فيلق القدس، وهو وحدة عمليات خاصة بالحرس الثوري الإيراني، مسؤولة عن تنفيذ العمليات العسكرية والمخابراتية خارج الأراضي الإيرانية، تتبع مباشرة إلى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية على خامنئي.

(تستمر)

ورغم أنه  شارك في الحرب بين العراق وإيران في الثمانينيات، ولعب أدوار عديدة في لبنان وأفغانستان فيما قبل 2011، إلا انه اشتهر على نطاق واسع بعد بدء الحرب ضد تنظيم داعش (المحظور في روسيا) في سوريا والعراق.

سليماني ما قبل الحرب على داعش

لعل أول ظهور عسكري بارز لسليماني تجلى خلال مشاركته في الحرب بين إيران والعراق، من 1980 وحتى 1988 حيث شارك في الحرب من محافظته، كرمان، وسرعان ما ترقى وأصبح قائدا لفرقة ثار الله 41 وهو فيلق محافظة كرمان، وبعد انتهاء الحرب، وفي بداية التسعينيات، أصبح قائدا للحرس الثوري في محافظة كرمان، وفي 1998 تم تعيينه قائدا لفيلق قدس في الحرس الثوري خلفا لأحمد وحيدي.

ومع بداية توليه فيلق القدس، عمل سليماني على وقف تهريب المخدرات من أفغانستان، ثم لعب دورا آخر بارزا في المفاوضات بين التي جرت بين واشنطن وطهران في العراق في عام 2007.

ففي لقاء سابق أجرته هيئة البث البريطانية "بي بي سي" مع السفير الأميركي السابق في العراق ريان كروكر، قال إن "خلال المفاوضات التي كانت تجرى في بغداد عام 2007 بين واشنطن وطهران، كان سفير إيران لدى العراق يطلب مرارا فترات استراحة أثناء المفاوضات"، مضيفا "لم أتمكن إلى حد كبير من معرفة السبب، لكني بعد ذلك اكتشفت أنني كلما قلت شيئا لم يكن مشارا إليه في النقاط التي يحملها، كان عادة ما يطلب الاتصال بطهران للاستشارة. لقد كان يخضع لرقابة شديدة. وكان في الطرف الآخر من المحادثة الجنرال قاسم سليماني".

وقال كروكر "وضح مندوبو إيران الذين اجتمعوا معي أنه مع إبلاغ وزارة الخارجية بمجريات المحادثات، يظل القرار النهائي في النهاية للجنرال سليماني".

بعد الحرب على "داعش"

مع بدء الحرب ضد تنظيم داعش في العراق وفي سوريا فيما بعد عام 2011، بدأ سليماني يلعب أدورا أكثر علانية، وفي عام 2015 ظهر في مقطع فيديو مصور إلى جانب قوات الحشد الشعبي العراقية خلال معارك استعادة مدينة تكريت من مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي (المحظور في روسيا)، وظهر ايضا في فيديو آخر في عام 2017 وهو يتحدث إلى مقاتلين في مدينة البوكمال السورية بعد تحريرها من مقاتلي تنظيم داعش.

ورغم أن إيران تنفي أي وجود عسكري لها في سوريا، وتقول إنها تعمل من خلال مستشارين يقدمون الدعم للحكومة السورية، تشير العديد من التقارير إلى ان سليماني هو أحد أبرز القادة الذين يضعون الاستراتيجيات لدعم الحكومة السورية في عملياتها ضد الجماعات المسلحة.

وعقب الإعلان عن مقتله، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين السورية العملية الأميركية، قائلة إن القصف أدى "أدى الى ارتقاء كوكبة استثنائية من قادة المقاومة لن يؤدي إلا إلى المزيد من الإصرار والعزيمة على الاستمرار في نهج القادة الشهداء في مقاومة أي تدخل أمريكي في شؤون دول المنطقة والدفاع عن مصالحها الوطنية".

كما طالب قادة في جماعة أنصار الله باليمن والأمين العام لحزب الله في لبنان حسن نصر باتخاذ خطوات للرد على مقتل سليماني.

ودائما ما تتهم الولايات المتحدة الأميركية إيران بدعم حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن والحشد الشعبي في العراق عبر فيلق القدس الي كان يقوده سليماني.

نفوذه أوسع من وزير الخارجية

في تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية، نٌشر اليوم الجمعة، قالت إن "مسؤولية سليماني عن العمليات الإيرانية السرية في الخارج أكسبته مكانة شبه أسطورية بين أعدائه، ونموذج مثالي بين أنصاره، ما جعل المحللون يعتقدون أنه يملك نفوذا أوسع من نفوذ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف".

كما نقلت الصحيفة عن العميل الفيدرالي السابق علي صوفان قوله إن "سليماني مسؤول أكثر من أي شخص عن إنشاء قوس من النفوذ لإيران، يمتد من خليج عمان عبر العراق وسوريا ولبنان إلى الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط".

وفي آذار/ مارس من عام 2019، منحه المرشد الأعلى للثورة في إيران علي خامنئي ميدالية وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذه الميدالية منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979.

وفي شباط/فبراير 2019 ظهر سليماني في اجتماع جمع الرئيس السوري بشار الاسد والمرشد على خامنئي في طهران، وهو اللقاء الذي اثار غضب وزير الخارجية محمد جواد ظريف ودفعه للاستقالة، ثم تراجع عنها بعدما رفضها الرئيس حسن روحاني.

مخاوف من ردود الفعل

عقب إعلان مقتله، زادت المخاوف من رد فعلي إيران، ما قد يضع المنطقة بأكلمها على شفا حرب، فحذرت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي في تغريدة من أن "الضربة الجوية الليلة تهدد بمزيد من التصعيد الخطير للعنف. لا يمكن لأميركا والعالم تحمل تصاعد التوتر إلى نقطة اللاعودة"، كما أشار المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جون بايدن أن القصف "هذه خطوة تصعيدية كبيرة في منطقة خطرة بالفعل"، كما طالب بايدن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتقديم "تفسير للشعب الأميركي حول كيفية الحفاظ على القوات الأميركي وطواقم عمل السفارات والمواطنين والمصالح الأميركية في

وفي الوقت الذي كتب فيه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن "العراقيون يرقصون في الشوارع من أجل حريتهم فرحا بأن الجنرال سليماني لم يعد موجودا"، تعهد الرئيس الإيراني حسن روحاني بالثأر لسليماني، وقال "استشهاد سليماني سيجعل إيران أكثر حزما في مقاومة التوسع الأميركي والدفاع عن قيمنا الإسلامية".

وتابع قائلا "بلا شك، ستثأر له إيران وغيرها من الدول التي تسعى إلى الحرية في المنطقة".

ويتوقع محللون أن يشمل الرد الإيراني تنفيذ ضربات ضد القواعد الأميركية في الشرق الأوسط، أو في إسرائيل.

ودعا تحالفا الفتح وسائرون، اللذين يمثلان غالبية مقاعد البرلمان العراقي وأكبر كتلتين نيابيتين، لإقرار قانون إجلاء القوات الأجنبية من البلاد خلال الجلسة الطارئة المقرر عقدها غدا السبت.

أفكارك وتعليقاتك