أصحاب الهمم يشاركون في جهود حماية البيئة والحفاظ على مقدراتها الطبيعية

أصحاب الهمم يشاركون في جهود حماية البيئة والحفاظ على مقدراتها الطبيعية

الزيودي : أصحاب الهمم قوة فاعلة ولهم مصداقية وقدرة على جذب وتحفيز مكونات المجتمع كافة على التفاعل معهم .

أبوظبي في 14 يناير / وام / أطلقت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم مبادرة " النحلة الخضراء " التي تهدف لتفعيل دور أصحاب الهمم للحفاظ على البيئة والتوعية بالاستدامة ونقلها بمختلف المجالات والممكنات في المجتمع.

وفي هذا الصدد .. تم اليوم تدشين ورشة النحلة الخضراء لتدوير البلاستيك بمقر مركز زايد للتأهيل الزراعي والمهني التابع للمؤسسة بحضور معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة وعدد من المسؤولين في الجهات الحكومية.

وجرى إبرام عقد اتفاق مشترك في هذا الشأن بين " زايد العليا " ومجموعة الساحل الغربي صاحبة النشاط التجاري في مجال إعادة تدوير البلاستيك بمقر مركز زايد للتأهيل الزراعي والمهني التابع للمؤسسة.

(تستمر)

وقع العقد عن مؤسسة زايد العليا سعادة عبد الله عبد العالي الحميدان الأمين العام للمؤسسة، وعن مجموعة الساحل الغربي سعادة جوعان عويضه الخييلي رئيس مجلس إدارة مجموعة الاتحاد الدولية للاستثمار والمفوض بالتوقيع.

ويأتي تدشين الورشة تحت مظلة مبادرات حملة " كن التغيير " العالمية لتغيير المفاهيم حول إمكانيات أصحاب الهمم وتسليط الضوء على دورهم في التنمية، وتستهدف الحملة إطلاق مبادرات توعوية عن قدرات وقصص نجاحهم، وخلق فرص وظيفية لهم، ولتحقيق التمكين الدامج في المجتمع سعيا لان تكون الإمارات دولة صديقة لأصحاب الهمم في مختلف المجالات.

وجرى خلال الحفل تسليم 300 ألف عبوة بلاستيكية تم ضغطها في بالات من خلال أصحاب الهمم بمؤسسة زايد العليا أنفسهم، جرى تجميعها من 22 جهة على مدى ثلاثة أشهر خلال الفترة من مطلع سبتمبر وحتى نهاية ديسمبر من العام المنصرم، بهدف إعادة استخدامها لصناعة الكثير من المنتجات تسهم في التخلص السليم من البلاستيك وتحويلها الى منتج صديق للبيئة للحفاظ على بيئة الدولة والمساهمة في عجلة التنمية الاقتصادية.

وأكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي أن دولة الإمارات وفي ظل القيادة الرشيدة تولي اهتماما كبيرا لإشراك ودمج أصحاب الهمم في نشاطات ومجالات المجتمع كافة، لضمان دعم دورهم وتمكينهم، مشيرا إلى أنه يجب على هذه الفئة المهمة والمؤسسات القائمة عليها المشاركة والاندماج في كافة المبادرات والفعاليات على اختلاف أنواعها وتخصصاتها، خاصة وأن أصحاب الهمم مكون رئيس وقوة فاعلة في المجتمع ولهم مصداقية وقدرة على جذب وتحفيز مكونات المجتمع كافة على التفاعل معهم.

وأضاف معاليه أن البلاستيك عنصر رئيس في العديد من الصناعات الحديثة، إلا أن النفايات البلاستيكية تعتبر أحد أهم مسببات تلوث البيئة وواحدة من أهم التحديات التي تواجهها دول العالم بشكل عام والإمارات بشكل خاص، مشددا على ضرورة الإسراع في إيجاد توازن حقيقي بين القيمة الاقتصادية لهذه المنتجات وحماية البيئة والحفاظ على استدامتها، وتحفيز فئات ومكونات المجتمع كافة على المشاركة في جهود مواجهة هذا التحدي.

وأشاد الزيودي بمبادرة " النحلة الخضراء " التي أطلقتها مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، مؤكدا أن مثل هذه المبادرات تعمل على رفع مستوى الوعي بمخاطر الأكياس البلاستيكية وضرورة الاهتمام بتقليل استهلاك المواد البلاستيكية بمختلف أنواعها في إطار مفهوم الشراء المستدام في مجتمعنا، وإيجاد الحلول للاستهلاك الرشيد والمستدام لمواردنا الطبيعية، وترسيخ هذا الوعي للوصول إلى أفضل مستويات التنمية المستدامة.

من جانبه قال سعادة عبد الله عبد العالي الحميدان أن مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم تطمح لخلق حزمة من المشاريع لتوظيف أصحاب الهمم ودمجهم في المجتمع ومن خلال هذا الهدف تم إطلاق مبادرة مشروع " النحلة الخضراء " وتدشين ورشة تدوير البلاستيك للمساهمة في الجهود المبذولة للحفاظ على البيئة، وهو مشروع قائم على خلق ورش ومصانع تعيد تدوير البلاستيك وتحويلها إلى منتجات خضراء مصنوعة بأيدي أصحاب الهمم، والمساهمة في عجلة التنمية الأقتصادية بمنتجات خضراء، وتحقيق التنمية المجتمعية من خلال توفير المزيد من فرص العمل بتوظيف أصحاب الهمم ودمجهم في سوق العمل في إطار أن تكون الإمارات دولة صديقة لهم.

وعن بداية المشروع قال : " بتوجيهات وإشراف سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، جاءت الفكرة في إنشاء حزمة من المشاريع المهنية التنموية التي تخلق فرصا وظيفية لأصحاب الهمم في مختلف المجالات لدمجهم في المجتمع، وتم دراسة الفكرة من قبل فريق العمل بالمؤسسة، وتحويلها إلى مشروع مستلهم من حملة " كن التغير العالمية " Bee The Change "، وهو مشروع مستدام يقوم بتطبيق جوانب التنمية والحفاظ على البيئة وتنميتها.

وأكد سعادة الأمين العام أن إطلاق مبادرة " النحلة الخضراء" ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تستضيفه أبوظبي يأتي في إطار الاهتمام المتزايد في المؤسسة بضرورة حماية البيئة والحفاظ على مقدراتها الطبيعية وتوعية أصحاب الهمم وأسرهم حول أهمية الحفاظ على البيئة، مشيرا إلى أنها تدعم محور الاستدامة والحفاظ على البيئة في إمارة أبوظبي وتعمل على أن تكون مساهمة مع كافة مؤسسات الدولة التي تبذل جهودا لتوعية المجتمع بأهمية فرز النفايات وإعادة تدويرها، وأن أصحاب الهمم هم جزء فاعل من نسيج مجتمع الإمارات لايتجزأ، ويقدمون مبادرات ومشروعات ناجحة ليؤكدوا للجميع امكانياتهم وقدراتهم على العطاء.

وذكر أن منتسبي المؤسسة من أصحاب الهمم حريصون بدورهم على سلامة ونظافة عالمهم المحيط، مستشعرين قيمة هذا الهدف البناء، وهذا يدل على نوعية ما يتلقونه من روافد التعليم والتربية والتدريب الذي تقدمه لهم المؤسسة وأسرهم، ووفق أفضل السبل والممارسات العالمية المعتمدة، للتوعية بدورهم في خدمة المجتمع أسوة بباقي أفراد المجتمع، وتحقيق كل ما من شأنه تفعيل عجلة التنمية المستدامة في الإمارات.

من ناحيته أشاد سعادة الدكتور جابر الجابري، نائب الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي بمبادرة "النحلة الخضراء" ودورها الهام في تفعيل دور أصحاب الهمم في حماية البيئة، وتمكينهم من المساهمة بشكل عملي في جهود المحافظة على الموارد الطبيعية، وتقليل التلوث بما في ذلك المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، من خلال إتاحة الفرصة لإعادة استعمالها أو تدويرها وتحويل هذه المواد عن المكبات والمطامر وجعل بيئة الإمارات أكثر أمانا للحياة الفطرية في البر والبحر.

وأكد الجابري أن هذه المبادرة تعزز من الجهود التي تبذلها هيئة البيئة - أبوظبي لزيادة الوعي البيئي بالآثار الضارة لاستخدام المواد البلاستيكية، وتشجيع كافة شرائح المجتمع للمساهمة بالحد من استخدامها وإعادة تدويرها وتقليل مخلفاتها إلى الحد الأدنى.

ويتم في المرحلة الأولى من مشروع النحلة الخضراء تجميع علب البلاستيك من عدة دوائر حكومية في إمارة أبوظبي بالتعاون مع شركة مساندة والشركات الخاصة ومجموعة من أفراد المجتمع واستلامها في نقطة تجمع مركز زايد للتاهيل الزراعي، وفيها يتم الفرز والتعقيم الطبيعي في البيوت المحمية المخصصه لورشة تجميع البلاستيك، وبعدها يقوم مجموعة من أصحاب الهمم بفرز الكميات بعد التعقيم لفرز الأغطية وعلب البلاستيك لنتجهيزها لعملية الضغط في ماكينة ضغط واستخراجها بشكل بالات وهي المرحلة ما قبل الأخيرة للتصدير للشركات الخاصة التي تقوم بتحويل هذه النوعية من البلاستيك إلى قطن أو قماش أو مواد قابلة لصناعة منتج صديق للبيئة مصنوع بأيدي أصحاب الهمم.

وبلغ عدد العبوات البلاستيكية التي جرى تجميعها على مدار ثلاثة أشهر 320 ألف عبوة بلاستيكية من 22 جهة متنوعة، وصل إجمالي وزنها إلى 5123 كلم ما يوازي 5,128 طن وعدد الرولات التي يمكن استبدالها بالقيمة السوقية 4 رولات، يمكن من خلال إعادة تدويرها في صناعة إنتاج ما يصل إلى 400 تيشيرت، وتطمح مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم أن تتمكن من جمع مليوني عبوة خلال العام الحالي 2020.

أفكارك وتعليقاتك