سلطان بن سلمان آل سعود: الإمارات والسعودية وطن واحد وتعاون وثيق بينهما في مجال الفضاء قريبا

سلطان بن سلمان آل سعود: الإمارات والسعودية وطن واحد وتعاون وثيق بينهما في مجال الفضاء قريبا

دبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 05 فبراير 2020ء) أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وطن واحد، تجمعهما علاقات تاريخية وروابط وثيقة، وتعاون بناء، ومحبة متبادلة، وأن النهج واحد والتطلعات راسخة وثابتة ومشتركة في مختلف المجالات، ويشكل اكتشاف الفضاء عنصرا مهما ومشتركا ودافعا لنا للعمل سويا بتناغم تام لما فيه خير وتقدم بلدينا والبشرية جمعاء.

جاء ذلك في كلمته، ضمن أعمال الجلسة الافتتاحية لليوم الثاني للمهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار 2020، الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم في دبي فيستفال آرينا، بحضور معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم ومعالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام ومعالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء ، وجمع غفير من القيادات التربوية والمسؤولين من كلا البلدين، والمختصين ورواد وخبراء التعليم والتربويين والطلبة.

(تستمر)

وقال الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز ، إن قطاع الفضاء من المجالات الحيوية، التي تلقى اهتماما متناميا في كلا البلدين، وثمة رؤية مشتركة بهذا الخصوص، ونتطلع قريبا إلى توقيع اتفاقية بين السعودية والإمارات في هذا المجال، وأن تكون هناك أيضا رحلة مشتركة إلى الفضاء.

واستعرض سموه ، تجربته الشخصية، باعتباره أول رائد فضاء عربي، وقدم العديد من النصائح للطلبة وللشباب وأهمية أن يتمسكوا بأحلامهم والنماذج المضيئة الناجحة، وأن البداية تكون من الانتماء وحب الوطن والتمسك بقيمه ورسالته النبيلة التي تدفع الشخص للنجاح، إذ لا يتعارض حب الوطن مع الوصول إلى النجاح الشخصي والعالمية، بل على العكس يشكل الدافع والرافعة إلى ذلك.

وقال إن عام 1985 كان عاما مغايرا ونقلة كبيرة في حياته، بل شكل منعطفا وطنيا بما تحقق فيه من إنجاز سعودي بالوصول إلى الفضاء ومعايشة حقيقية للطموح الوطني وسعادة كبيرة للقيادة والشعب السعودي، لاسيما أن هذه الفترة تميزت بحراك كبير في مجال الاتصالات البحوث والريادة في قطاع التقنية في المملكة العربية السعودية، وبوجود فريق وطني مهيأ علميا وبرصيد كبير من العلماء والبنية التحتية القوية.

وأضاف إنه رغم الصعوبات إلا أن حلم الطيران ومعانقة الفضاء ظل متمسكا فيه، مشيرا إلى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طبي الله ثراه" كان صاحب رؤية ونظرة مستقبلية وفكر وحكمة بعيدة الأفق، وكان لقاؤه به أمرا يبعث في النفس الفخر، فهو كان قريبا من نفسه وبمثابة الملهم والمحفز له حيث تشرف بلقائه واستمع منه إلى تجربته الرائدة في الفضاء.

ولفت إلى أن عودته إلى الوطن بعد رحلة الفضاء حملت الكثير من الدافعية والقصص الوطنية التي عكست أهمية هذا الإنجاز الذي تكلل بالنجاح بدعم كبير من قبل القيادة السعودية ممثلة في الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله، حيث كان هذا الحدث بمثابة فرحة وطن تجسدت في تفاعل كل أرجاء الوطن مع هذا الإنجاز.

وقال إن تغيير المستقبل يبدأ من ذواتنا، ويتشكل من خلال ما نحمله من قيم رائعة ويجب أن تكون هي الأداة التي تسير بنا إلى العالمية، وهي أيضا أولوية وأهم من سباق العالم نحو الوصول إلى الفضاء، فالعمل الجماعي هو ما يميزنا.

وأضاف إن هيئة الفضاء السعودية، أطلقت مؤخرا برنامج أجيال الفضاء، الذي يركز على بناء أجيال تحمل لواء العمل والتطور والبحث المتقدم، مشيرا إلى أن السعودية تتميز بنمو عال في مجالات شركات الشباب في مختلف المجالات، وعن نفسه لديه 10 مستشارين من طلبة المدارس في مجال الفضاء.

وقال سوف يتم اطلاق برنامج تأهيل، للرواد الفضاء في السعودية، وهو برنامج نسعى من خلاله إلى بناء رأس مال بشري وكفاءات وطنية تمتلك المهارة والمعرفة للعمل في بحوث علوم الفضاء والمتقدمة، ونمتلك قاعدة كبيرة في السعودية من العلماء ورواد الفكر في مختلف المجالات محليا وعلى المستوى العالمي.

وأوضح الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز أنه سوف يتم الاعلان أيضا عن برنامج متكامل للتعاون مع الجامعات في مجال تخصصات الفضاء،..وقال " نتطلع إلى تعاون واسع المدى مع الإمارات في هذا المجال أيضا، ونقل تجربة الإمارات في الفضاء إلى السعودية".

ووجه برسالة إلى الشباب والطلبة في أهمية متابعة طموحاتهم والتغلب على الصعاب، ودور الأب والأم في النجاح، حيث كان والديه الملهمين له لتحقيق طموحاته وأحلامه بتشجيعهما له، وحثه على الاستمرار في خدمة وطنه بما يحققه من نجاحات.

من جانبه أكد معالي الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء في كلمته.. أن المهرجان منصة تعليمية متميزة تجمع بين صناعة الابتكار ومستجداته، وتسلط الضوء على ممارساته الحديثة، وتضعنا في صورة حاضره ومستقبله، لتنقل هذه التوجهات والمعارف الهامة لطلبتنا، صناع المستقبل وحاملين راية الإمارات إلى الريادة العالمية في مختلف المجالات.

وقال إن مجال الفضاء ركيزة أساسية في المهرجان وفعالياته وجدول أعماله، باعتباره أحد أهم القطاعات الحيوية والهامة في مجال الابتكار والعلوم والتكنولوجيا، إذ يتميز قطاع الفضاء بكونه نقطة انطلاق العديد من الابتكارات والتكنولوجيا التي تسهل حياتنا اليومية، فهذه التقنيات نشأت وعملت البشرية على تطويرها لأغراض فضائية في الأساس، ومن ثم جرى تخصيصها للاستفادة منها في العديد من المجالات الحياتية، وهذا يعني أن علينا مواصلة البحث والتطوير في هذا المجال بالاعتماد على أبنائنا الطلبة الذي لطالما جذبتهم هذه المجالات العلمية الشيقة وتميزوا فيها، لأنه سيضمن لنا ولدولتنا الحبيبة ولأجيالنا مستقبل مشرق ومميز.

وأضاف معاليه " ليس هنالك أفضل من الحديث عن الفضاء إلا من خاض تحدياته وعاش هذه التجربة الفريدة، واليوم هذه فرصتكم أبنائي الطلبة للقاء أبرز الشخصيات العربية التي حملت أحلامنا إلى الفضاء الخارجي، فأنتم محظوظون لأن بيننا اليوم أول رائد فضاء عربي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأول رائدي فضاء إماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي، فلنستفيد معا من تجاربهم ومعارفهم، ولنستمع منهم حول المستقبل المتميز الذي ينتظر كل واحد فيكم ممن يحلم بالعمل في المجالات الفضائية.

وأوضح أن الطريق نحو العمل في قطاع الفضاء وحمل راية الوطن إلى الفضاء الخارجي مفتوح أمامكم جميعا، طريق يبدأ بالتحصيل الدراسي المتميز، تحصيل علمي يغذيه الشغف بمجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكارات، ومن ثم العمل في العديد من الشركات الوطنية المشغلة للقطاع الفضائي، والتي توفر فرصة لكم لترك بصمتكم في مشاريع فضائية استثنائية تحمل راية الإمارات.

وقال إن هذا الطريق لابد أن يكون وراءه هدف واضح وهو الرغبة الحقيقية لخوض عالم استكشاف الفضاء وعلومه التي طالما كانت حلما للكثير من العلماء والمستكشفين على مر التاريخ إلا أن الجيل الأول من مستكشفي الفضاء لم يمتلك الكثير من الأدوات والإمكانات التي تؤهلهم لهذه المهمة الصعبة والشيقة في الوقت نفسه. ولكن الآن ومع التطور التكنولوجي، بات استكشاف الفضاء متعة في حد ذاته، ويمكن للشباب والطلبة اختيار دراسة العديد من التخصصات العلمية في جامعات الدولة والتي تؤهلهم لمستقبل استكشاف الفضاء في الإمارات والعالم.

وأشار إلى أن جامعات الدولة تمتلك الإمكانات والبرامج التعليمية في مختلف التخصصات ذات الصلة بقطاع الفضاء، كما تمتلك نخبة من الأساتذة والمتخصصين القادرين على تأهيل الطلبة وإمدادهم بمختلف العلوم والمهارات اللازمة لتطوير آليات وتكنولوجيا الفضاء في المستقبل، وذلك لبناء جيل جديد من مستكشفي الفضاء القادرين على استكمال تجربة الفضاء الإماراتية بكل عناصرها، بدءا من إعداد المعادلات الرياضية، وانتهاء بنجاح نزول الإنسان على سطح كوكب المريخ بعد أقل من مائة عام من الآن.

وأكد أن المهارات، تلعب دورا حيويا في مجال الفضاء، لا سيما وأن هذا القطاع يضم العديد من التخصصات والفروع العلمية والنظرية التي ينبغي لكل عالم أو باحث في هذا المجال أن يكون ملما بها. فإذا كنت على سبيل المثال باحثا ومتخصصا في الرياضيات، ينبغي عليك للعمل والتطور في مجال الفضاء أن تكون ملما بمهارات الفيزياء والكيمياء ومعرفة كيفية عمل المحركات النفاثة، وغيرها من المهارات الضرورية مثل العمل ضمن فريق واحد، والتعاون والقيادة، وغيرها من المهارات، وذلك كي تتمكن من الإلمام بكل ما يتعلق يه هذا المجال الواسع وتستطيع تحقيق الإنجازات.

وأضاف " على الشباب وكل من لديه شغف العمل في مجال الفضاء، أن يعدوا أنفسهم من الآن إلى خوض التحدي، فلدينا مشاريع تجاري بطموحاتها أهم نظيراتها العالمية، مشروع لاستكشاف المريخ مع مسبار الأمل الذي سينطلق في مهمته هذا العام بإذن الله، وآخر لبناء مستوطنة على الكوكب الأحمر بحلول العام 2117 انطلاقا من تطوير أبحاث هذه المهمة العلمية على كوكب الأرض في مدينة المريخ العلمية، ولكل واحد فيكم بيننا ممن شاركونا هذه الطموحات مكان ودور هام لأن يلعبه ويؤديه لتخلد دولتنا المزيد من الإنجازات، فكلمة المستحيل لا مكان لها في قاموس دولة الإمارات".

وبين ان أساس هذه الطموحات والمشاريع قطاع فضائي الذي هو الأكبر والأحدث والأكثر تميزا على مستوى المنطقة، فهذا القطاع الذي تتولى وكالة الإمارات للفضاء مسؤولية تنظيمه وتطويره، يتوق لأن يستقبلكم أبنائي الطلبة، ففرصه عديدة، ومجالاته متنوعة، وما عليكم إلا التحلي بالثقة والعزيمة والإرادة والإصرار لتحويل طموحاتكم وأحلامكم إلى واقع ملموس، وتحدي كل ما يبدو مستحيلا.

إلى ذلك شهد المهرجان في اليوم الثاني من أعماله، تنفيذ جلسة بعنوان "إمارتيون في المدار" استضافت كلا من هزاع المنصوري أول رائد إماراتي وزميله سلطان النيادي والدكتورة حنان السويدي أستاذ طب الأسرة في كلية محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية وسالم المري مساعد مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء للشؤون العلمية والتقنية مدير برنامج رواد الفضاء.

وتناولت الجلسة التجربة الإماراتية في مجال الفضاء وما رافق هذه التجربة من صعوبات وتحديات أفضت إلى نجاحها وجعلها نموذجا عربيا مشرقا يبعث على الأمل في ازدهار القطاع الفضائي على المستوى الإقليمي.

وتحدث سالم المري عن بداية إنشاء مركز محمد بن راشد للفضاء، مؤكدا أن طموح القيادة الرشيدة وإصرارها أسهم في وضع اللبنات الأساسية للقطاع الفضائي في الدولة مبينا أن لدى المركز 200 موظف مواطن يعملون في المركز ومتوسط أعمارهم 27 عاما وبلغت نسبة التوطين 100 ٪ و 50 ٪ من الموظفين من الإناث.

وأوضح أن اللبنة الأولى للمركز تمثلت في مشاركته في بناء قمر فضائي وتم إطلاقه بالفعل عام 2009 باسم "دبي سات 1 " وعمل المركز أيضا على تصميم "دبي سات 2 " وازداد أعداد المهندسين في المركز بحسب خططنا للتوسع في هذا المجال وعملنا تاليا على بناء قمر "خليفة سات" وتم إطلاقه وكان بجهود مواطنة بنسبة 100 بالمئة.

وأضاف " بعد أن فرغنا من إطلاق الأقمار الفضائية طورنا طموحاتنا وعملنا على تصميم رحلات فضائية مأهولة من خلال برنامج رواد الفضاء التابع للمركز وكانت البداية برحلة هزاع المنصوري ويستمر المركز بتطوير إمكانياته لمواصلة هذه الرحلات عبر تأهيل رواد فضاء إماراتيين للرحلات القادمة".

من جانبه تطرق هزاع المنصوري في مداخلته إلى البيئة التي نشأ فيها ..وقال " طفولتي كانت ملهمة بالنسبة لي حيث عشت في بيئة أتاحت لي تواصل مباشر مع الطبيعة وكنت استمع من الأهل عن كيفية الاستفادة من النجوم لمعرفة الاتجاهات وهو ما شكل له حافزا ودافعا لخوض غمار مجال الفصاء".

وأضاف المنصوري إن الإماراتيين محظوظون لأنهم أبناء دولة لا تعرف المستحيل منوها بأن حلم الفضاء كان يراود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قديما وبحمد الله حققنا الحلم وستتوالى الإنجازات تباعا في المجال الفضائي بهمة أبناء الإمارات ودعم ورعاية القيادة الرشيدة.

ووجه سلطان المنصوري كلامه للطلبة .." أنتم لستم جيل الفضاء أنتم جيل المريخ حيث يستقر طموح دولتنا هناك وبكم نفخر وعليكم نراهن للوصول إلى أحلامنا والطموح المقرون بالعمل وصفة للنجاح والريادة وعليكم أن تعملوا على تطوير مهاراتكم ومعارفكم كي تحققوا تطلعاتكم.. والحظ يصنع من خلال الاستعداد للنجاح والريادة".

من جانبه تحدث سلطان النيادي عن بداية اختياره مع زميله للانخراط في المهمة مبينا إنهما علما باختيارهما وهم يحلقون في الجو أثناء رحلة سفر خارج الدولة وبعد ذلك توجها إلى روسيا وانخرطا بالمهمة التي تكللت بالنجاح تاليا.

وقال إن وحدة الحلم والطموح أساس نجاحه مع زميله في المهمة التي أختيرا لها..مضيفا " كنا نتطلع بشغف لرفع علم الدولة في الفضاء وهو ما قد تحقق لنا ولدولتنا".

وحث الطلبة على بذل المزيد من الجهود لتطوير مهاراتهم وخاطبهم " ما ستكونون عليه بالمستقبل هو حصيلة ما ستكتسبونه اليوم لذلك كل جهد تبذلونه يرتقي بأحلامكم ويدنيكم من تحقيقها".

وقالت الدكتورة حنان السويدي إن المهمة التي أوكلت لها والمتمثلة بالإشراف على رواد الفضاء كانت كبيرة وعملت بكل إخلاص للوفاء بواجباتها واتمام مهمتها على أكمل وجه.

أفكارك وتعليقاتك