مشاركون في منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي يؤكدون أهمية الحفاظ على أشجار القرم

مشاركون في منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي يؤكدون أهمية الحفاظ على أشجار القرم

الشارقة ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 05 فبراير 2020ء) أكد المتحدثون في أعمال منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي في يومه الثاني، أهمية الحفاظ على أشجار القرم وإعادة زراعتها، لما لها من فوائد عديدة متنوعة منوهين بتجربة الإمارات في هذا الشأن.

وقالت سعادة هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة.. إن إنجازات الهيئة كثيرة ومهمة في البيئة البحرية، وتم تخصيص المنتدى هذا العام للمرة الأولى للبيئة البحرية والساحلية، وتخصيص كل شيء في المنتدى لهذا الموضوع، وبالتالي جاء المنتدى في نسخته الـ ٢١ متخصصا في البيئة البحرية والساحلية مشيرة الى ان المشاركين يبحثون في مختلف موضوعات البيئة البحرية والساحلية، من الطيور البحرية، والتغيرات المناخية في البيئة البحرية، وارتفاع درجات الحرارة، والصيد الجائر، والتسرب النفطي، وأشجار القرم وكيفية الحفاظ عليها، وغيرها.

(تستمر)

ولفتت إلى أنه كل 10 سنت نعقد مؤتمرا لتقييم المسيرة، وبالتالي في العام القادم سنكون على موعد مع المؤتمر التقييمي، حيث يكون لدينا قائمة بيانات مهمة تسهم في استمرار نهج الأبحاث والدراسات وتشكل قيمة معرفية مفيدة للباحثين.

وأضافت " إن جهود إمارة الشارقة في مجال حماية واستدامة التنوع البيولوجي البحري لم تتوقف، وها هي تتوج في طرح موضوع البيئة البحرية في المنتدى، خصوصا أن لدينا تجارب عديدة متنوعة في هذا الشأن، من بينها، مشروع إعادة تأهيل الشعاب المرجانية بمحمية جزيرة صير بونعير، حيث عانت الشعاب المرجانية في العقود الأخيرة من تدهور شديد بسبب العوامل الطبيعية والبشرية، ونتيجة للعديد من الممارسات الخاطئة، وكان لا بد من التحرك الفوري لإعادة تأهيل المناطق الساحلية المدمرة وزيادة مساحة الشعاب المرجانية، ما مكننا من رصد ٤٠ نوعا من الشعاب المرجانية الاصلية.

وتحدث الدكتور عبد الكريم ناشر، أستاذ جامعي سابق في جامعة صنعاء، والاستشاري في إدارة مشروع الأمم المتحدة للبيئة، في الحفاظ على التنوع الحيوي في جزيرة سوقطرة.. عن تجربة إعادة زراعة أشجار القرم في جزيرة سوقطرة، والاستخدام المستدام لها، حيث كان أحد أهم مخرجات المشروع إعادة تأهيل أشجار القرم في جزيرة سوقطرة حيث تعرضت الأشجار إلى تدمير كبير بسبب أعاصير عام 2015 ، خصوصا في غرب الجزيرة والجنوب الغربي منها. وقد بدأ المشروع بفريق توزع المهمات الأساسية، بدءاً من جمع البذور وتأسيس المشاتل لإعادة إنبات البذور، ومن ثم إعادة زراعتها من جديد.

وأشار إلى أن المشروع تضمن أيضا العمل على إعادة زراعة أشجار دم الأخوين وأشجار اللبان، فهي تعرضت أيضا للدمار بسبب الأعاصير في تلك الفترة، حيث تم زراعة 2900 شتلة من دم الأخوين.

من جانبه قال الدكتور هيمانسو داس، أن أكثر من 3000 نوع من الأسماك تحمي أشجار القرم وهناك ١١ نوعا من حوالي ٧٠ نوعا من أشجار القرم معرضة لخطر الانقراض، الأمر الذي يستدعي العمل دوما من أجل الحفاظ عليها وكيفية استعادتها. ولفت إلى أن الإمارات تبذل جهودا عديدة لحماية أشجار القرم وتطرق إلى تجربة أبوظبي في زراعة القرم.

وأضاف إن أشجار القرم تعد واحدة من أكثر الأنواع المفيدة للبشرية. وتعمل كمصدات طبيعية للرياح للحماية من المد البحري، ولتنقية المياه المحيطة بها، وهي فعالة جدا في تنظيف الجو من ثاني أكسيد الكربون، وتساهم في التصدي لظاهرة الاحتباس الحراري، كما أنها مهمة باعتبارها حاضنة ليرقات الأسماك، وأعشاش للطيور.

وقال " يمكن لأشجار القرم عزل ما يصل إلى 10 أضعاف من التلوث الكربوني لكل هكتار، وكذلك حماية السواحل من الآثار المدمرة لموجات العواصف، ودعم استقرار التربة، وتوفير الغذاء والمأوى للحيوانات المائية، وتحسين نوعية المياه".

وأشار إلى أنه من وجهة نظر علمية، لا ينبغي غرس أشجار القرم في المناطق التي لم تشهد زراعة للقرم سابقاً لأن ذلك سيغير المجتمعات البيئية للنظام البيئي الساحلي.

وقال " لنعمل معاً من أجل توفير الموائل الطبيعية لتوفير مستقبل مستدام للأجيال القادمة".

وقالت ميثاء الهاملي، من هيئة البيئة في أبوظبي إن الإمارات ثاني دولة في العالم يوجد فيها أكبر عدد من أبقار البحر، لافتة إلى أهمية حماية الثدييات البحرية للحفاظ على نظام بيئي صحي.

وأضافت إن نحو 22 نوعا من الثدييات البحرية يوجد في مياه الخليج العربي وخليج عُمان والبحر العربي وخليج عدن والبحر الأحمر، ومن بين نحو 7300 من أبقار البحر التي تعيش في مياه الخليج العربي، يعتقد بأن نحو 3000 منها تعيش في مياه أبوظبي.

وقالت " نحن بحاجة إلى أبقار البحر، لأنها مهمة للحفاظ على النظم الإيكولوجية البحرية الصحية، فهذه مناطق حاضنة للعديد من أنواع الأسماك، وبالتالي فهي مهمة لتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة" وأشارت إلى أن نحو ٢٩٪ من الأعشاب البحرية في العالم اختفت، الأمر الذي يؤدي إلى التقليل من أعداد أبقار البحر.

ودعت الهاملي في ورقتها دول العالم لاستخدام الموارد الطبيعية بشكل جيد، ووقف التدمير للطبيعة والبيئة.

أفكارك وتعليقاتك